بيان هيئة علماء السودان حول قرار المحكمة الجنائية
بيان ومناشدة:
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف خلقه أجمعين وعلى آله الأطهار الطيبين وصحابته المجاهدين وعلى من سار على دربه إلى يوم الدين وبعد، فيقول الله تعالى (لن يضروكم إلا أذى وإن يقاتلوكم يولوكم الأدبار ثم لا ينصرون ).
لقد إكتملت بالأمس حلقة أخرى من حلقات التآمر والمكر الكُبّارالذي يتعرض له السودان منذ نهاية القرن التاسع عشر عندما حركّت أكبر دولة إستعمارية آنذاك (بريطانيا) قواتها لوأد ثورة أحرار السودان في حقبة المهدية وهو الأمر الذي تواصل بقانون المناطق المقفولة الذي زرع بذرة التمرد الأول ساعياً لتفتيت السودان.
وهو نفس التأمر الذي أسفر عن وجهه ونزع قناعه وبات مكشوفاً وواضحاً وبيناً لكل ذي عقل وذلك منذ أن رفع السودان شعار (المشروع الحضاري) الرامي إلى نقل السودان من التبعية الفكرية والسياسية والإقتصادية والإجتماعية للغرب إلى رحاب القيم الإسلامية السمحة والساعي إلى الإنعتاق من الهيمنة الغربية وإلى تملك قراره وتحقيق سيادته الأمر الذي نظروا إلبه بعين الريبة وعدم الرضا وأرعبهم أن يحقق السودان أهدافه الوطنية فيكون قدوة ومثالاً للآخرين لكسر طوق العبودية للغرب وسيادته، لهذا كانت حربهم عليه شعواء إستخدموا فيها كل قوتهم المادية والإعلامية والسياسية مستعينين فيها بخبرائهم وعملائهم وإعلامهم، فكالوا للسودان قيادة وشعباً من التهم ما هو كفيل بزلزلة أنظمتهم نفسها لو تعرضت لما تعرض له السودان ولكنهم كانوا مذهولين في كيف صمد هذا البلد كل هذا الصمود وحقق ما حققه في مجال التنمية (بترولاً وطرقاً وإتصالات … الخ) وكيف إستطاع أن يتجاوز كل مخططاتهم الشيطانية ويكسب حروبهم التي أشعلوها -سلماً وعنوةً- ولم يدروا كيف ؟!! لم يفهموا أن قوة هذا الشعب من قوة إيمانه بربّه وأن الأمر كله لله تحقيقاً لوعد إلهي في القرآن الكريم (إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم) هذا الشعب متأكدٌ من أن النصر من عند الله تعالى وليس من عند بشر.
أظهروا عداوتهم للسودان في كل الجهات والمواقع وعند كل الحوادث وخاضوا حروبهم بكل الأساليب غير الإنسانية وغير الشريفة، عملوا على حصاره ومنعوا عنه الكثير من الضروريات ولكنه كان يفاجئهم دوماً بان ما منعوه عنه بالأمس إمتلكه اليوم إنتاجاً وتصنيعاً بتوفيق الله ثم بعقول وبخبرة وإرادة وعزم الرجال من أبنائه .
ولما أعيتهم الحيلة قرروا إستهداف السودان في رمز عزته وتشويه صورته فأوعزوا لعملائهم المنتشرين في كل منظمات السوء ووفق منهج مفضوح وكاذب يعلمه القاصي والداني وذلك بإتهام رئيسه ولم يكفهم أنه لم تمض أسابيع قليلة على توقيع إتفاقية نيفاشا إلا وأشعلوها حرباً ضروساً في دارفور وكل ذلك ضمن مخطط مدروس يرمي إلى إيقاف التنمية وإلى إرجاع السودان إلى بيت الطاعة الغربي ونرى ذلك جلياً في تبادل أدوارهم فماذا تريد أمريكا وبريطانيا وفرنسا غير الإستكبار والإستعمار .
وبقرار ما يسمى بمحكمة الجنايات الدولية الظالم الذي صدر مستهدفاً ليس الرئيس البشير وإنما كل فرد سوداني .. هو نهاية حلقة تآمرية وبداية حلقة أخرى هي أخطر من سابقتها ولكننا والحمد لله ثابتون على مبادئنا وأننا منتصرون تصديقاً لوعد الله تعالى ولقوله أيضاً (ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين) وبفعلهم هذا فهم يريدون المستحيل (ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا) فهل يستطيعون القبض أو محاكمة أربعين مليون سوداني كلهم البشير !! ؟ .
ونحن في هيئة علماء السودان ومن منطلق مسئولياتنا نود أن نوضح الآتي :
1- رفضنا الكامل لهذه المحكمة المشبوهة وكل ما يصدر عنها من قرارات وهي في حكمنا كأن لم تكن ذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لنا جميعاً (المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه).
2- نناشد كل أحرار العالم الشرفاء رفض هذه المحكمة والمطالبة بإلغائها بوصفها إحدى أدوات الإستعمار الجديدة لسلب الدول سيادتها .
3- نناشد أبناء الأمة الإسلامية في كل أنحاء العالم أن يعبّروا عن رفضهم لهذه المحكمة ولقراراتها وذلك من خلال المسيرات والإحتجاجات والعمل الإعلامي المكثف عبر الصحف والإذاعة والتلفزيون والإنترنت .
4- نناشد أبناء أمتنا العربية الإسلامية بإنشاء المواقع الإلكترونية والتي تعمل على فضح هذه المحكمة وحقيقتها وتمليك العالم هذا الأمر والسعي لحصارها وتصفيتها.
5- بما أن المعركة هي إحدى معارك الصراع الحضاري فإننا نناشد مفكري أمتنا المسلمة أن يهبوا لأخذ دورهم الرائد وأن يشحذوا أقلامهم دفاعاً عن الإسلام وعن قيمه العليا .
6- نناشد أبناء شعبنا أن يعملوا على قتل الإشاعة وآثارها السيئة وأن يعلموا بأن النصر قادم وأن يكون هذا الأمر مدعاةً لهم للتمسك أكثر بدينهم وقيمهم وقيادتهم .
7- نثمن موقف القوى الوطنية في طول البلاد وعرضها ذلك الموقف الداعم والذي يعبر عن أصالة هذا البلد وإنسانه وعلو قيمه.
8- نؤكد لكل المقيمين في البلاد الذين يعيشون بيننا أنهم آمنون مطمئنون ما داموا يحافظون على أمن هذه البلاد محترمين لأمنها ووحدتها، هذا هو ديننا وشرعنا وعُرفنا وقيمنا التي تربينا عليها كما نحذر الجواسيس والعملاء أن السودان لن يكون لهم مرصداً .
9- نؤكد لكل المشفقين والذين بلبلت أفكارهم الشائعات حول دور القوات الدولية بالسودان أن هذه القوات جاءت إلى البلاد وفق إتفاقية مدروسة جيداً حُددت فيها واجبات هذه القوات تحديداً دقيقاً لا مجال لتجاوزه وأن أي تجاوز يعني ضمناً الإخلال بالإتفاقية مما يعني إلغاءها تماماً وهي تحتاج للحماية ولا يُخشى منها وهي تَخشى على سلامتها .
10- نناشد الإخوة الأئمة وخطباء المساجد بتناول هذا الأمر شرحاً وتوضيحاً عقب كل الصلوات وفي خطب الجمعة وبالدعاء والقنوت المتواصل نصراً للسودان وقيادته وخذلاناً وإنكساراً لأعدائه .
11- نناشد الحركات الدارفورية المسلحة الرجوع إلى الحق والإستماع لصوت العقل والجلوس مع الحكومة لحل مشاكل الإقليم بالتحاور وليس عبر فوهة البندقية.
وأخيراً فإننا نثق في الله تعالى بأنه ناصرنا ونثق في قدرة الحكومة ومقدرتها على إدارة هذه الأزمة بما يحفظ للبلاد قيادةً وشعباً عزتها وكرامتها ووحدتها (فالله خير حافظ وهو أرحم الراحمين) وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
الأمانة العامة
4/3/2009م[/ALIGN] سونا