استشارات و فتاوي
سؤال للشيخ عبد الحي يوسف: أنا مسافر إلي الغرب فكيف اكون سفيرأ للاسلام وبماذا توصيني؟
الجواب: الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وأحبَّك الله الذي أحببتني فيه، أما بعد. فإني أوصيك – أخي – بتقوى الله عز وجل والاعتصام بحبله ((ومن يعتصم بالله فقد هدي إلى صراط مستقيم)) وهاك ما طلبته مني من وصية: أولاً: اجعل الله نصب عينيك فيما تأتي وتذر، جدِّد النية وصحِّح العزم، وتذكر دائماً قول ربك جلَّ جلاله ((والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا))
ثانياً: إياك والفتور والملل، واستعن بالله ولا تعجز، واعلم بأن العلم بحر لا ساحل له؛ وكلما ازددت منه كان ذلك أرفع لدرجاتك في الدنيا والآخرة؛ وما بلغ أهل العلم ما بلغوا بذكائهم وحده، بل بمثابرة وعزيمة وطول سهر، وقد قيل إن شروط طلب العلم سبعة مجموعة في قول القائل: له تغرب وتواضع واترع وجع واعص هواك واتبع؛ فالغربة قد حصلت لك بسفرك، وبقي لك – وفقك الله – أن تتواضع لمن تتعلم منه، وأن تلازم الورع باجتناب المحرمات والشبهات، ولا تبال بما يصيبك من جوع أو عطش، وخالف هواك، واتبع هدي الصالحين
ثالثاً: استعن بالرفقة الصالحة والصحبة الطيبة؛ واصطفِ لنفسك عدداً من الطيبين تستعين بهم على تقلبات الدهر وعوادي الزمان
رابعاً: لا تحتقر الفائدة وإن قلَّت، وممن صدرت ولا تقل: هذا كافر أو ذاك فاسق؛ فإن العلم الذي تطلبه لا دين له؛ واحرص على أن تمتلك أدوات البحث لتنفع دينك وأمتك
خامساً: لا تستغن عن الدعاء فإنه سلاح المؤمن، وكن واثقاً من الإجابة؛ وعلِّق آمالك بالله الذي يعلم السر وأخفى
سادساً: احرص على نفع إخوانك ما استطعت؛ فإن العلم يزيد بكثرة الإنفاق منه، وينقص إنْ به كفاً شَدَدت
سابعاً: تذكر دائماً قول النبي صلى الله عليه وسلم {من كانت الآخرة همه جعل الله غناه في قلبه، وجمع عليه شمله، وأتته الدنيا وهي راغمة، ومن كانت الدنيا همه جعل الله فقره بين عينيه، وشتت عليه شمله، ولم يأته من الدنيا إلا ما قُدِّر له}
ثامناً: الصلاة الصلاة، وفقك الله لإقامتها؛ احرص على الفرائض في أوقاتها مع جماعة المسلمين ما أمكنك ذلك، وتزود من النوافل ما استطعت
تاسعاً: أنت سفير من سفراء الإسلام في تلك البلاد؛ فاصدق إذا حدثت، وأد إذا ائتمنت، وغض بصرك عما حرم الله، وكف يدك عما لا ينبغي لك؛ واحفظ منيك أيها الإنسان؛ فإنه ماء الحياة يُصَبُّ في الأرحام عاشراً: أحسن الظن بربك سبحانه، واعلم أنه لا يضيع من رجاه، ولا يخيب من سأله، ردَّك الله إلينا سالماً، وبلغك مرادك غانماً، وبسط يدك بكل خير، والله الموفق والمستعان.
فضيلة الشيخ د عبد الحي يوسف
الأستاذ بقسم الثقافة الإسلامية بجامعة الخرطوم
بارك الله في شيخنا عبدالحي
وللسائل الكريم اسال الله ان يعينك على نفسك وان تكون هادي مهتدي وخير سفير للاسلام