خالد حسن كسلا : «الصادق» هل يصلي على «الجنازة» ؟
لا سلام منك ولا منك تحية..
للقبيل خليتو عايش في الآسية..
ما حرام يا «الفنجري» ما تسيب وصية..
دابي صدقت المسافر عينو قوية..
إن السيد الصادق المهدي «فنجري المعارضة» لم يجد الذكاء أو السخاء السياسي من قوى المعارضة، فهي منذ عام 1994م لم يسعها أن تضعه في الموقع الأوّل بحكم إنه اخر رئيس وزراء منتخب.. وكأنها كانت تعاقبه لتفريطه في الديمقراطية الثالثة.. لكن السيد الصادق يفهم من كان مشاركاً في حركة 28 رمضان.. ويفهم أن «30» يونيو سبقتها في التحرك لإطاحة ديمقراطية العدم كما يسميها الراحل زين العابدين الهندي.. إذن «مافيش حد أحسن من حد». والمشكلة في أن مثل الحزب الشيوعي والمجموعة المنشقة من حزب البعث بقيادة محمد ضياء الدين تريد ان يكون على رأس المعارضة اليساري «غير الديمقراطي للأسف» فاروق أبو عيسي، وإذا كان الإسلاميون قد اطاحوا الديمقراطية الثالثة فإن جماعة فاروق ابو عيسى قد أيدت بشدة وباركت إطاحة الديمقراطية الثانية في 25 مايو 1969م، وإن كانوا قد جبنوا، حيث رفضوا المشاركة في التحرك الانقلابي، وقالوا إذا فشل انقلاب نميري لسنا معكم ولا نعلم عنكم شيئاً واذا نجح نؤيدكم ونشارككم. وابو عيسى يتذكر هذا، وبعد نجاح الانقلاب قبل خمسة وأربعين عاماً كان هو وزير الخارجية ووزير شؤون الرئاسة ومحرّض السلطات على قتل الانصار في الجزيرة أبا وود نوباوي. لذلك يبقى السؤال هو لماذا أصلاً كان الصادق المهدي المعارض المحترم ينسق لإسقاط النظام مع مثل هؤلاء الذين كانوا يحرضون على القتل تجاه الانصار وهو منهم؟! حتى الصادق نفسه لو أعلن حينها معارضة هو زعيمها ودعا الى القوى المعارضة ربما رفضت جماعة «ابو عيسى» خوفا من أنها تكون حبكة سياسية قام بها النظام الحاكم.
ويقول الصادق «الحزب الشيوعي نائم».. فهو قد جامله، فهناك من قال إنه مات و«شبع موتاً». وهذا ما كان قد قاله لتلفزيون السودان عبر الهاتف الراحل محمد ابو القاسم حاج حمد وكان وقتها داخل الاستديو التلفزيوني الراحل عضو الحزب الشيوعي الدكتور فاروق كدودة، فرد عليه الأخير قائلاً: «طيب لشنو ما جاء عزانا؟». والصادق يقول الحزب الشيوعي نائم، وغيره قال انه رحل قبل محمد ابو القاسم وفاروق كدودة. وما بين الموت والنوم تبقى حالته، لقد مات دماغياً، وهذا ما كان يؤكده الراحل الخاتم عدلان بعد أن خرج منه حيث قال: «الماركسية لم تعد منتجة للمعرفة. اذن هو الموت الدماغي بعينه. إذن رحل الحزب الشيوعي قبل الخاتم عدلان وكدودة ونقد والتيجاني الطيب فهؤلاء هم اللاحقون، اما السابقون له ومن ماتوا قبله فمنهم من أعدمتهم محاكم جعفر نميري العسكرية بقيادة الضابط صلاح عبد العال ابن الموردة.. لقد أعدم نميري زعيمهم عبد الخالق محجوب والزعيم العمالي الشفيع أحمد الشيخ زوج فاطمة أحمد إبراهيم، وقد انجب منها الدكتور احمد الشفيع، ويعمل في لندن حيث توجد «فاطمة» الآن، وكان غريباً أن يقال أخيراً انها قد اخذت الى دار العجزة هناك حيث يقيم ابنها، فقد كان الخبر غير واقعي وما كان ينبغي ان تنشره صحيفة سودانية. وممن أعدمهم نميري أيضاً الجنوبي البارز جوزيف قرنق، والآن ابن اخته جوزيف مودستو هو زعيم الحزب الشيوعي بدولة جنوب السودان. وإذا كان رحيل الحزب الشيوعي في فترة توسطت رحيل الزعماء القدامى والزعماء الجدد.. اذن كانت مثل هذه الجنازة السياسية في حاجة ليصلي عليها الصادق المهدي، فهي ترفض القبر وتريد التحنيط بتحالف المعارضة.
دموع «أفنان» كل قطرة تحكي
لم تكن تلك اللحظات مجرد ان يكون فيها حضور يتلاشى بعد آخر فقرة من سلسلة برنامج التخرج الفقرية المتصلة مع بعضها بأنفاس البراءة. كانت لحظات توثيق لمن يقرأون التاريخ جيداً او يتفكرون في ما بعد ذرف تلك الدموع الهادرة من عيني الطفلة «أفنان خالد حسن كسلا». كان في مثل شهر فبراير الماضي الذي شهد تخرج «الابنة» آخر أيام والدها كاتب هذه السطور في روضة «ست عشّة» او «عائشة» بود البنا بأم درمان القديمة وسط ديار الاجداد والجداد من الأحامدة والعمراب التنياب. لماذا بكت «أفنان» حتى اثناء أدائها فرقتها بعنوان «العازة»؟! سؤال تاه بين أحاسيس والديها ونظراته اليها التي كانت من خلال ما قد يرسمه المستقبل. «أفنان» قد تجيب على هذا السؤال غداً. وقد تبلغ والدها إجابته لو طال العمر.. كل قطرة دمع ستحكي.
صحيفة الإنتباهة
ع.ش
يا خي هذه المماحكات والانصرافيات مع الشيوعيين والبعثيين والعلمانيين وكل من تصفونهم بالموات السريري او الدماغي انما يعكس نفاقكم ومكابرتكم بافتعال صراع لا وجود له. فاذا كانوا امواتا او نياما ولا قيمة لهم كما تزعمون، فلماذا يستأثرون بأقلامكم ووقتكم وجهدكم لمحاربة الاموات النائمين؟ ولكنها الملهاة الانصرافية التي تطبخونها لصرف الانظار والاهتمام عن الاستحقاقات الواجبة لما جاء بذاك الخطاب الطلسم للسيد الرئيس من اجراء حوار شفيف بين كل القوى السياسية للوصول بالبلد الى بر الامان باتاحة الحريات وتحقيق الوفاق الذي ما نشدتموه الا مرغمين. اليوم نحن في اليوم الثلاثين لخطاب كبير اخوانه البشير، فما الذي استقاده هذا الشعب المغلوب على امره بعد من ذاك الخطاب؟ عندما ارادت الانقاذ تنظيم سلسلة الحوارات الهبوبية التي عقدتها في بواكيرها لم يكن الامر يتطلب أكثر من اصدار قرار حتى غطت تلك الحوارات كل مشاكل السودان واصدرت توصياتها لترمها الانقاذ قي سلة النفايات. قرار تدمير التعليم بثمانية الاساس لم يتطلب اكثر من قرار وكذلك قرار كوزنة الدولة او ما عرف تضليلا بالتمكين لم يتطلب كل هذا الوقت لانفاذه. قرار تدمير الحقوق النقابية لم يتطلب غير بيان واحد لتدجين النقابات والاتحادات. قرار تشريد السودانيين لم يتطلب غير اصدار قوائم الصالح العام بالحق وبالباطل. قرار انفاذ التوالى السياسي والغاءه لم يتطلب سوى اجماع سكوتي للمكتب القيادي. قرار اغتيال حسنى مبارك واستقبال اساطين الارهاب بما فيهم كارلوس لم يتطلب غير ابتسامة الشيخ لصاحب الاقتراح ليمضي قدما في التنفيذ. قرار احراق دارفور لم يتطلب غير توجيه مغتضب للمبي وتابعه احمد هرون والدابي وعلى كوشيب بإفناء الدارفوريين بلا اسير ولا جريح !! لماذا لا يبر كبير اخوانه البشير وعده ببسط الحريات كشرط لازم قبل الدعوة للحوار الذي لا يتم مع الافواه المكممة؟ للأسف الشديد ان الحزب الشيوعي النائم هو الحزب الوحيد الذي صدقت نبوءته بعدم جدية الانقاذ في لقاء كنانة 2008م والا فقل لي اين مخرجات ذاك اللقاء الذي حسبنا انه المخرج من المأزق الذي تعيشه البلاد اليوم.