جعفر عباس

تصوبنوا كثيرا طلبا للصحة

[JUSTIFY]
تصوبنوا كثيرا طلبا للصحة

(أخوكم/عمكم/ صاحبكم (كل شيء إلا جدّكم) على سفر طويل، لظرف طارئ جدا، ومن ثم سامحوه لأنه سيعيد هنا نشر مقالات قديمة بعد تنقيحها، إلى أن يفرجها صاحب الفرج قريبا بإذنه).
قبل أيام قليلة كان هناك اليوم العالمي لغسل الأيدي، وتم تنظيم حملات في عدد من الدول العربية لتنبيه المواطنين عموما، وتلاميذ المدارس على وجه خاص، بضرورة غسل الأيدي عدة مرات في اليوم!! اعتقد ان تلك الحملة ينبغي ان تتحول الى حملات وطنية بمعنى ان تتولى السلطات الصحية في كل دولة مهمة التوعية بضرورة «الصوبنة» اي غسل الأيدي بالماء والصابون على نحو منتظم، كل يوم، وليس فقط ليوم واحد في السنة، أخذا في الاعتبار اننا شعوب تستخدم الأيدي للأكل من نفس الصحن / الطبق.. فنحن نعاني من جهل مطبق بأبسط مقتضيات الصحة العامة ابتداء من رمي النفايات عشوائيا بدلا من حشرها في كيس بلاستيكي محكم الإغلاق، وليس انتهاء بحشر أصابعنا في فتحات أنوفنا لـ«تسليكها»، بإخراج النفايات منها، ومنا من يتناول طعاما ثم يكتفي بمسح يده اليمنى باليسرى، وهناك من يعقب ذلك بتمرير اليدين على الوجه، وبعدها مباشرة قد يقرر تبادل التحية معك ويطخك كذا بوسة فتحسب انك تبوس رأس خروف متبل ومُبهَّر.
كل الأشياء حولنا تحمل عشرات ومئات الآلاف من المايكروبات (هكذا ينبغي ان تكتب وليس ميكروبات) وكتبت هنا قبل أشهر قليلة منبها الى ان لوحة مفاتيح الكمبيوتر (الكيبورد) بها من المايكروبات ما يفوق ما تجده على مقعد مرحاض، لسبب بديهي وهو ان مقعد المرحاض يخضع للتنظيف ولو مرة واحدة في اليوم، بينما لا نفكر قط في تنظيف كيبورد الكمبيوتر، رغم ان تمرير قطعة قماش أو منديل ورقي رطبة تقلل من عدد المايكروبات فيه .. أزرار التلفون، خصوصا الأرضي الثابت، سيم سيم.. نفس الشيء.. أي انها مستودع ضخم للمايكروبات.. أما أقذر الأشياء في المحال العامة فهو السلم الكهربائي (اسكاليتر) فلو سندت يدك على حافته كما يفعل معظم الناس فلا تضع يدك في فمك او عينك إلا بعد غسلها جيدا بالصابون، بعد أن ثبت بفحص مئات السلالم الكهربائية أنه لا يوجد ولا واحد منها يخلو من آثار فضلات بشرية.. والسر في ذلك ان نحو 40% من مستخدمي المراحيض في بلد مثل بريطانيا لا يغسلون أيديهم وهم خارجون منها.. ولو كان هذا هو الحال في بريطانيا فقس على ذلك و«كلك نظر»،.. ودعوني أقرف عيشتكم أكثر.. في أماكن العمل والفنادق وغيرها حيث توجد عدة دورات مياه، يتم الوصول اليها من خلال باب مشترك، وقد يحرص كثيرون على غسل أيديهم فور الخروج من المراحيض، ولكنهم لا يدركون ان الباب المشترك الذي يوصل دورات المياه بالممرات لا يقل تلوثا عن باب المرحاض نفسه.. شخصيا لا أمسك شيئا يتعلق بدورات المياه إلا بمنديل ورقي أو استخدم كوعي لفتح وإغلاق الأبواب في حال عدم توافر مثل ذلك المنديل.
في كل المستشفيات المحترمة تجد سوائل تعقيم على الجدران، ورغم ان المستشفيات أنظف من معظم البيوت فإنها مرتع لأنواع خطرة من الجراثيم ذات المناعة ضد المضادات الحيوية المعروفة ولهذا فمن الخير لك ان تضع يديك في جيبك وأنت تغادر أي مستشفى لتفادي ملامسة فمك او انفك او عينيك إلى أن يتسنى لك غسلهما، تفاديا لمايكروب عنيد وعنيف يعرف بميرسا (إم. آر. إس. إيهASRM).

[/JUSTIFY]

جعفر عباس
[email]jafabbas19@gmail.com[/email]

تعليق واحد

  1. الزول دا ماعندو موضوع بس يتكلم عن نفسو يوم واحد ماقريت ليهو موضوع هادف يستفاد منه