جعفر عباس

وا ضيعة الرجولة

[JUSTIFY]
وا ضيعة الرجولة

(أخوكم/عمكم/ صاحبكم (كل شيء إلا جدّكم) على سفر طويل، لظرف طارئ جدا، ومن ثم سامحوه لأنه سيعيد هنا نشر مقالات قديمة بعد تنقيحها، إلى أن يفرجها صاحب الفرج قريبا بإذنه).
عندما قامت في مصر قبل سنوات حركة اسمها «كفاية»، تطالب بانتهاء ولاية الرئيس المصري حسني مبارك، (المقيم في فندق ليمان طره حاليا) شكل أنصار الرئيس منظمة اسمها «مش كفاية»، ثم ظهرت جماعة اسمها «بس» بفتح الباء وعلى الفور أعلنت حركة «لسه بدري» وجودها، وكما هو الحال في الكثير من الدول، ففي مصر منظمات عديدة تدافع عن المرأة وتطالب بمنحها المزيد من الحقوق، وركبت الحكومة المصرية في عهد مبارك هذه الموجة وأسست المجلس القومي للمرأة، فما كان من نفر من الرجال الرجاجيل الفحاحيل (جمع فحل باللغة العربية الفسخى التي كانت تعرف في ما مضى بالفصحى وتفسخت على ألسن البعض الذين يحولون الشربات الى فسيخ ويحسبون ان الرطانة وتقليد الخواجات حتى في الكلام يرفع من قدرهم).
وبالمقابل شهدت مصر في السنوات الأخيرة ظهور جمعيات كثيرة تدافع عن الرجل، من منطلق ان النساء حققن مكاسب كثيرة على حساب الرجال، وكما يحدث دائما فقد تسلل الى تلك الجمعيات متطرفون رفعوا شعارات معادية المرأة، وكعادة تلك الفئة فقد انشقوا عن الجمعيات الرجالية «الأصل»، وأشهروا ما يسمى المجلس القومي للرجال، وشعار المجلس «فلتسقط الستات».. يسقطن من ماذا؟ لا تسلني!! فكل ما اعرفه عن هذا المجلس ان لديه برنامجا يتألف من 18 بندا أولها ان يكف الرجال عن الممارسات الغبية – وهذا ليس كلامي بل أنقله بالمسطرة عن تلك البنود – والامتناع عن مساعدة أي امرأة تتعرض لموقف سيئ او حرج في مكان عام (الشوارع مثلا).. يعني إذا وجدت فتاة تتعرض للتحرش البذيء او الضرب، فهذا أمر لا يخصك.. وتسأل أعضاء الجمعية: ولكن أليست الشهامة والمروءة من مقتضيات الرجولة الحقَّة، ويأتيك الرد: عمرك شفت راجل بينضرب في الشارع وجات ست تدافع عنه؟ وترد بدورك: شفت ستات بيصرخوا ويصوتوا لما يشوفوا راجل بينضرب عشان يلفتوا انتباه أهل المروءة.. ولكن هذا المنطق لا يعجب جماعة المجلس القومي للرجال إذ يقولون: زي بعضه وانت كمان كراجل صوّت واصرخ لما تشوف ستّ تنضرب او تتبهدل.. بس مفيش نخوة وكلام فارغ، وهناك بند في برنامج المجلس الرجالي أستطيع التقيد به، ويقول هذا البند: على الرجال الامتناع عن شراء السلع التي تقدم إعلاناتها الترويجية نساء! هذا مطلب معقول وسألتزم به شخصيا ولن اشتري كريم تفتيح البشرة ولا المسكارا او الرموش الاصطناعية ولا أحمر الشفاه ولا الكحل، وسأقاطع البلوزات والتنانير ولن ألبس قرطا في أذني.. ولا أمانع أيضا في التقيد بالبند الذي ينص على عدم شراء الرجال أي سلعة في متجر تكون فيه البائعات من النساء.. بس يا جماعة التجارة في بلداننا ستنهار لو حدث رد فعل نسائي وامتنعن عن شراء السلع في المتاجر التي يعمل فيها الرجال، ويصير حال الدكاكين عندنا أسوأ من حال البنوك في أمريكا هذه الأيام.. اسحبوا هذا البند وبلاش فضائح لأنني لم أر في أي بلد عربي امرأة تبيع الملابس الداخلية للرجال بينما…. بلاش، خلوها مستورة! ومن حق القارئ ان يتساءل: إذا كان المجلس القومي للرجال في مصر يعاني من حساسية زائدة تجاه النساء فلماذا لا «يجيبها من قاصرها» ويعلن مقاطعة النساء في كل شيء؟ ستجد الإجابة عن هذا السؤال غدا بإذن الله

[/JUSTIFY]

جعفر عباس
[email]jafabbas19@gmail.com[/email]