عبد اللطيف البوني

هل يرتاح سيزيف ؟

[JUSTIFY]
هل يرتاح سيزيف ؟

قلنا بالامس ان هناك عوامل جنوبية عددنا منها اربعة وعوامل دولية عددنا منها البعض جعلت سلفاكير يتباطأ في تنفيذ اتفاقيات التعاون بين البلدين الموقعة في اديس اببا اديس في سبتمبر الماضي ولم نذكر بينها قطاع الشمال اما في السودان فقد وجدت الاتفاقيات معارضة من منبر السلام وآخرين وكان جل نقدهم منصبا على اتفاق الحريات الاربع فتم تصويره على اساس انه سوف يعطي الجنوبيين نفس الحقوق التي يتمتعون بها عندما كانوا مواطنين كاملي المواطنة في الشمال ولكن اعتراضات منبر السلام ومن لف لفه لم تكن مؤثرة على موقف الحكومة فقد بدات باظهار حسن النية بتصدير الذرة للجنوب ثم اعلنت استعدادها لتسليم المعارضين الجنوبيين لحكومة الجنوب طلبا للمعاملة بالمثل ولكن المنبر وجد في علاقة الجنوب بقطاع الشمال فرصة قوية للنيل من اتفاقيات التعاون بين البلدين ويبدو ان هذه العلاقة لن تخذله.
عليه تأسيسا على الكلام الذي اوردناه بالامس والفقرة اعلاه يمكننا القول ان قطاع الشمال لم يكن السبب الرئيسي في عدم تنفيذ اتفاقيات التعاون ولكن دون شك ان قطاع الشمال يشكل ورقة ضغط مهمة في يد الجنوب وبالمقابل فهو ايضا ورقة في يد منبر السلام للتخويف به من الاقتراب من الجنوب . حكومة الجنوب بعد فشل مفاوضات اللجنة السياسية والامنية في جوبا دفعت بملف التنفيذ لضخ النفط وكل الاتفاقيات متوقفة فكان من الطبيعي ان لايجد القبول من الخرطوم التي اعتبرت جوبا مماطلة في ملف الامن وحتى هذه اللحظة لاتزال جوبا في انتظار متغيرات في الخرطوم ذات السماء المتخم بالغيوم.
اذن قطاع الشمال ليس هو المؤثر الرئيسي على توقف تنفيذ اتفاقية التعاون الموقعة في اديس اببا في سبتمبر المنصرم ولكن حكومة الجنوب تستخدمه كورقة ضغط والبعض في الشمال يستخدمه كفذاعة وبالتالي اصبح من الضروري ان يحدث تحريك في ملف هذا القطاع لمصلحة البلاد العليا دون شك ان حكومة الخرطوم قد فرطت في فرصة التفاوض مع هذا القطاع فقد كان اطاري نافع/ عقار مناسبا جدا لايجاد ارضية مشتركة تفضي الى حلحلة المشكلة وانهاء الاوضاع المأساوية في المنطقتين المنكوبتين واللتين دفعتا ثمن انفصال الجنوب اكثر من غيرهما.
قطاع الشمال من جانبه تمادى في موقفه واصبح كل يوم يبتعد عن السلام فهو قطب الرحى في الجبهة الثورية واصبح هو المتمسك بالحل العسكري وبدلا من ان يكون جزءا من المعارضة لنظام الخرطوم هاهو يقود رسنها اقليميا ودوليا ويدفع بالتالي اهل جنوب كردفان والنيل الازرق الثمن اكثر من الثمن الذي دفعوه في انفصال الجنوب . قادة قطاع الشمال يظنون انفسهم جزءا من التركيبة الحاكمة في الجنوب ولكن الضغوط الخارجية قد تجعلهم ورقة ضغط في يد دولة الجنوب فمتى وصلت بغيتها من السودان سوف تضحي بهم كما ضحى قرنق بالمعارضة الشمالية وهو يوقع نيفاشا . قطاع الشمال يعلم انه فزاعة في يد متطرفي الشمال وهو بهذا يخدم التطرف في البلدين ويمنع التقارب بينهما والاهم من ذلك انه يضخ الدم في شرايين التطرف والتباعد بين دولتي السودان وجنوب السودان وهذا يناقض استراتيجيته التي قامت على الوحدة السودانية. المطلوب الان من الطرفين (الحكومة والقطاع) الرجوع لنافع/ عقار حتى ينداح التعاون بين البلدين . حلوة تنداح دي . مش؟.

[/JUSTIFY]

حاطب ليل- السوداني
[email]tahersati@hotmail.com[/email]