الطاهر ساتي

أفكار تربوية!!

[ALIGN=JUSTIFY][ALIGN=CENTER]أفكار تربوية!! [/ALIGN] الاخ الطاهر..
اطلعت بإكبار على تعليقكم الموفق بتاريخ السبت 22/11/2008م، حول الدورة المدرسية، وتقريظكم لصاحب الفكرة الهائلة الناقد الفني والرياضي الراحل حسن مختار طيب الله ثراه، وسردكم المفيد للفوائد الجمة لهذه الدورات المتواترة منذ منتصف السبعينات.
وها هي تعود الآن باستحياء الدورة رقم (02) بعد توقف استمر كثيراً حيث ضربت الانشطة الطلابية في مقتل بل مقاتل، وباختصار فإن السبب كان سياسات التمكين الاعمى والذي قتل وجمد وشوه الكثير من الارث السوداني وخبراته النيرة المتراكمة والمتنوعة ثقافياً.
ان الضعف والركود والتكرار الممل للاغاني والاناشيد والمسرحيات الهزيلة الاداء والمضمون مما يبث ويجي حاليا في مسارح وميادين مدينة دنقلا، ادى اليه مع عوامل اخرى معلومة فكرة انشاء ادارة النشاط الطلابي المستحدثة منذ بداية التسعينات وتوجهها الشمولي.
قبل ذلك، كانت المدارس الثانوية يجري الدم حارا في عروقها بفضل معلمي التربية البدنية والفنون الجميلة وخريجي معهد الموسيقى والدراما، خاصة الذين بعثتهم وزارة التربية والتعليم منذ عقود لذلك المعهد العتيد، متعاونين مع بقية كادر المعلمين والذي كان يضم الكثير من الادباء والشعراء والمهتمين بالمسرح والغناء، حيث يجري التنسيق بسلاسة بين المجموعات المذكورة من التربويين وجمعياتهم لترفد المدرسة بنشاط ثر رياضياً وثقافياً وفنياً.
عليه افرزت الدورات التي جرت في حقبتي السبعينات والثمانينات دررا باهرة في الرياضة والغناء، والاسماء اللامعة الآن معروفة، بجانب المكسب الاهم في التمازج والتعارف القومي بين اجيال المستقبل.
واخيرا جاء اصحاب المشروع الحضاري بتوهمات اعادة صياغة الانسان السوداني بدون دفع مستحقات اعادة الصياغة هذه حيث جففت الداخليات وتلاشى الصرف على المدارس عدا المرتبات فتصحرت المدارس حسا ومعنى. وثالثة الاثافي تم اسناد امر النشاط الطلابي لكوادر من خارج المؤسسات التعليمية ليس لهم من مؤهلات ومواهب سوى انهم في تقدير اصحاب القرار ملتزمون بالتوجه الجديد.
من هنا بدأت المقاومة السلبية لهذا التغول والذي تزامن مع التردي في اوضاع المهنة مادياً واجتماعياً فكان رفض هيئات التدريس ان تتسلط عليهم فئة ليست منهم وينقصها التقدير المناسب للامور تربوياً، فانحدر وتلاشى الاداء والحيوية وعم الصمت الثقيل والحيرة فضاءات المدارس.
المطلوب حالياً في تقديري لاعادة الروح للنشاط الطلابي ان تذهب هذه الادارة المزعومة للنشاط الطلابي غير مأسوف عليها، وان توضع مسؤولية الانشطة الطلابية كاملة تحت تصرف مديري المدارس ومن معهم من كادر حتى تعود المياه لمجاريها وتتفتح الازهار وتزدهر التربية السليمة دون غلو مدمر.
ملاحظة اخرى اضيفها وهي انه لا يوجد نشاط طلابي بدون بنيات تحتية خاصة في المدارس المستحدثة، والتي تكاثرت اميبياً في القرى والدساكر، فأصبحت المدارس الثانوية كجمال ام الحسن لا قيد ولا رسن، تفتح كيفما اتفق في بيئات وقرى بائسة دون ادنى مقومات سوى فصول تقف في العراء مستقبلة للريح والمطر وكما وصفتها من قبل انها تحاكي الطير المهاجر للراحل صلاح احمد ابراهيم.
مناشدتي للزملاء من مديرين ومعلمين ان يعملوا لانقاذ ما يمكن انقاذه، وان يتصدوا لمسؤولياتهم التاريخية والاخلاقية بالعمل على ايجاد بنيات تحتية للمناشط قدر المستطاع، فأربع مواسير بحجم اربع بوصات يمكن ان تنشئ ميدانا لكرة القدم، كما ان تشييد مسطبة بالطوب الاحمر ارتفاعها متر ونصف المتر مع طول وعرض مناسبين يمكن ان تكون نواة لمسرح تضاف اليه الستائر والغرف الجانبية لاحقا، فرحلة الالف ميل تبدأ بخطوة واحدة.
واخيرا اقتراح اتقدم به للسيد وزير التربية والتعليم العام الاتحادي ان يحيي من جديد فكرة ارسال الموهوبين رياضيا وفنيا من المعلمين لكلية الموسيقى والدراما ليتم تأهيلهم علميا كما فعل من قبل الرواد من الوزراء كسر الختم الخليفة ومحمد التوم التجاني، فبرزت وصقلت مواهب الراحل العازف علي ميرغني والمغنيين الافذاذ محمد ميرغني وعبد القادر سالم وابراهيم موسى والكروان الطيب عبد الله.
املا ان يتم تمييز هؤلاء المبعوثين ايجابيا في الرواتب والحوافز ليبقوا في سلك التربية والتعليم وخدمة اهدافها في النشاط الطلابي.
والله المستعان.
عبد الرحمن مضوي صغيرون
المدير السابق للتعليم الثانوي
محلية القطينة
22/ نوفمبر/ 2008م

إليكم – الصحافة الاحد 21/12/2008 .العدد 5560
tahersati@hotmail.com [/ALIGN]