ده المخرّب ..!!
** وما يؤسف ليس هو تضليل الرأي العام السوداني بالمعلومات الخاطئة، فالرأي العام في بلادنا – بفضل ربيع وغير ربيع – دائما خارج شبكة الحقائق، وآخر من يعلم ..ولم يعد مدهشاً ولا محزناً أن (يسمع منهم شئ)و(يرى منهم شئ آخر)، حتى صارت مسافة الثقة بين إعلام الدولة والناس كما المسافة بين المشرق والمغرب..تلفاز الدولة ظل يلهم الناس بالموسيقى والغناء طوال ساعات الحدث، ثم تحدث عن الحدث – في نشرة أخباره بائسة – بأسلوب يوحى للمشاهد بأن الحدث كان بجزر القمر قبل الف سنة ضوئية.. نعم، وسواس قهري ولامهنية مقززة في تناول الأحداث السودانية بأجهزة الدولة الإعلامية، وكأن كادرها يعلم تطوعاً وليس بأجور وحوافز يدفعها شعبناً ضرائباً ورسوماً و(أتاوات)..ولذلك، أي لأن الحقائق مغيبة في إعلام الدولة، تهرول الأعين والعقول – عند كل كفوة – إلى الفضاء الخارجي بحثاً عن الحقائق..!!
** وهناك يجدون بعض الحقيقة، وكذلك يجدون مسؤولاً – زي ربيع – بمثل هذا الحديث غير المسؤول، وهذا ما يستوجب الأسف..أى حتى وسائل الإعلام المهنية وذات المصداقية، تفقد مهنيتها ومصداقيتها عندما يتسرب إلى أستوديوهاتها الذين لايعلمون.. وما يحزن هو أن ربيع لم يعترف بالخطأ، ولم يقر بجهله، ولم يعتذر للواء كمال عبد المعروف..وبعدد البارحة، أهدته صحيفتنا هذه مساحة ليعترف ويقر ويعتذر، ولكنه تمادى في الخطأ والجهل، وهذا ما يسمى ( ربيعاً) ..إذ كابر بالنص القائل : ( في غياب المعلومة الرسمية تكثر الشائعات)، (وإيرادي لاسم اللواء كمال لم يكن من رأسي، ولكن من مصادر موثوقة)..!!
** فلنقرأ تلك الأسطر حسب معانييها.. سيادته ليس بمسؤول رسمي بحيث يملك الناس المعلومة الرسمية، ومع ذلك يذيل اسمه في وسائل الإعلام بلقبي قيادي بالحزب وخبير بالحكومة..ثم سيادته يقر بشائعته تلميحاً، ولا يعتذر عنها، بل يكابر وينسبها لمصادر أسماها – بكل ثقة – بالموثوقة..نعم، مصادره الموثوقة هي التي ملكته من قبل معلومة (دخل الفرد 1.800 دولار).. ولثقته فيها عاد إليها فجر الخميس، فملكته معلومة (المحاولة بقيادة اللواء كمال وإعتقلوه)..ما معنى الموثوقة؟..بل، ما معنى أن يفعل هذا القيادي الخبير – في الحكومة والحزب – ما يشاء (بلا علم )؟..وإن لم يكن هذا تخريباً، فما التخريب ..؟؟
إليكم – السوداني
[email]tahersati@hotmail.com[/email]