الطاهر ساتي

يحتسبون ويحسبون ….!!

[ALIGN=JUSTIFY][ALIGN=RIGHT]يحتسبون ويحسبون ….!! [/ALIGN] ** ليست هناك تظاهرة حجاج ضد شركة الخطوط الجوية السودانية .. هكذا يتحدث مندوب الشركة ببعثة الحج .. حسنا .. فلنصدق حديث المندوب ونكذب واقعا بائسا هناك في مطار جدة .. حيث يأتي الحاج من مكة عقب طواف الوداع ويدخل صالة الحجاج بمطار جدة وبدلا عن التوجه الي الطائرة يرقد متوسدا حقائبه على أرض الصالة زمنا يكاد يكون ضعف ذاك اليوم الذي وقف فيه بجبل عرفة أو بات فيه بالمزدلفة ..وتكدس الحجاج بالمطارات والموانئ لايحدث إلا لحجاج السودان .. يتكدسون ذهابا ثم يتكدسون إيابا ، وكأن الهيئة العامة للحج وقطاعاتها وناقلاتها ترغب في ترسيخ تلك الثقافة بحيث يصبح المبيت بالمطار أو الميناء ركنا من أركان الحج كما المبيت بمنى .. وصدقا نجحت الهيئة وقطاعاتها وناقلاتها في ترسيخ تلك الثقافة في نفوس حجاج السودان ، ولم يعد معيبا لأية جهة رسمية بأن يتخذ الحاج السوداني المطار أو الميناء بجدة ملاذا ومسكنا إلى أجل غير مسمى ، أي لحين تشبع الحاج بالرهق والبؤس وإمتلاء صفحات الصحف وصالات المطار والموانئ بال …« كوراك » ..!!
** قبل التعقيب على حديث مندوب شركة الخطوط الجوية التي كانت سودانية ، نورد الأرقام والحقائق التالية .. عدد الحجاج حوالي 35000 ألف حاج .. « 19000» استغلوا سودانير ، و «16000» عبر شركتي باعبود والسوباط ، حيث حصة الثانية « 7000» .. تكدس ماقبل الحج بميناء سواكن تسببت فيه باعبود باهمال مراجعة باخرتيها قبل الموسم ، حيث اكتشفت عند لحظة التفويج بأن إحداها ساكنة بلا حراك بميناء سواكن، و الثانية محجوزة بميناء جدة .. والأن تكدس ما بعد الحج بمطار وميناء جدة بسبب سودانير وباعبود أيضا .. سودانير لسوء الإدارة والتسيب ، أو ربما ظنت الإدارة بأن الحجاج الذين سافروا بها لن يعودوا لوطنهم وسيحظون باقامة أوتابعية هناك ، ولهذا تجاهلت برمجة رحلات عودتهم بحيث لا تسبب التكدس والزحام فى مطار جدة ..أما باعبود ، فهى لم تصلح باخرتيها حتى اليوم ، حيث احداها قابعة بميناء سواكن والاخرى قابعة بميناء جدة ، علما بأنها كانت قد وعدت زبائنها قبل شهر ونيف باصلاح حال باخرتيها خلال ثلاثة اسابيع ، وعدم الالتزام بالوعد هو سبب التكدس الراهن .. تلك هى الأرقام والحقائق ، علما بأن الحجاج الذين سافروا عبر السوباط لم يتكدسوا ، لا ذهابا ولا إيابا ، وسارت وتسير رحلاتهم بكل هدوء وانتظام ، رغم أن الشركة تمتلك باخرة واحدة فقط لا غير ، وبتلك الباخرة ساهمت وتساهم الان فى نقل بعض الحجاج الذين عجزت وتعجز عن نقلهم باعبود ..أكرر، للسوباط باخرة واحدة وملتزمة في مواعيدها تجاه ركابها وتنقل ركاب الاخرين ، لسبب بسيط جدا ، لأنها وكيل لشركة سعودية تحسن إدارة مسؤولياتها وتتقن أعمالها ، ولا تتفاجأ – كما سودانير وباعبود – ب..« موسم الحج » ..!!
** المهم ..حجا مبرورا وسعيا مشكورا لضيوف الرحمن ..و آجلا وليس عاجلا سوف يأتون ، ويكون قد أصابهم ما أصابهم من متاعب الانتظار ، فهل تتعلم هيئة الحج والعمرة وقطاعاتها من هذه الدروس المؤلمة ، أم أنها ستواصل تعلمها كل موسم ، كما دأبت على ذلك ..؟.. هل تفكر الهيئة جديا بتفكيك عقليتها الاحتكارية التي تحتكر النقل لسودانير وباعبود والتأمين لشيكان ومصير الحاج لما يسمى بالقطاع ورئيس القطاع ..؟.. أما آن الأوان بأن تكتفي الهيئة بالإشراف والتنسيق مع السلطات السعودية وتدع للحاج حرية اختيار الناقل عبر وكالته كما يفعل حجاج الدنيا والعالمين ..؟.. هل تخرج الهيئة من كل هذه المآسي بحلول جذرية ليست بحاجة لغير تفكيك العقول الاحتكارية و الأنفس الأمارة بحب السيطرة بلا مقدرة ..؟.. نأمل ذلك .. ولكن قبل ذلك ، نأمل أن يجد الحاج إجابة من رئيس قطاعه حول سؤال مشروع فحواه : أين تذهب الثلاثين جنيها التي يستلمها القطاع من شركتي باعبود والسوباط في كل تذكرة ..؟.. نعلم بأن هذا القطاع يعمل تحت إدارة وإشراف الهيئة والولايات التي لها رسوم معلومة في مال الحاج ، فلماذا يلعب دور وكالات السفر – والسماسرة – ويخصم من قيمة كل تذكرة ثلاثين جنيها ..؟.. وأين وكيف تصرف هذه المبالغ المستلمة بغير إيصال وزارة المالية الاتحادية ..؟.. السؤال الثاني للمراجع العام ..ونأمل ألا تكون الإجابة : فليحتسب الحاج .. إذ ليس من العدل أن يحتسب الحاج وقطاعه يحسب …!!
إليكم – الصحافة السبت 20/12/2008 .العدد 5559
tahersati@hotmail.com [/ALIGN]