رأي ومقالات

عثمان ميرغني: آلاف الشباب ينتظرون دورهم في الإجراءات للسفر ومن بينهم فتيات

اتصل بي هاتفياً لواء شرطة معاش.. وحكى لي زيارته لإحدى المؤسسات الحكومية التي تتم بها إجراءات سفر المهاجرين إلى الخارج.. فوجد آلاف الشباب ينتظرون دورهم في الإجراءات ومن بينهم فتيات يافعات.. سأل إحداهن عن الوظيفة التي توفرت لها بالخارج فأجابته (عاملة مساج!!) أي تدليك.. لكن الأعجب منها فتاة ثانية أجابته بأنها ذاهبة في وظيفة (مقلمة أظافر!!)

لم يعد مدهشاً مثل هذه الاكتشافات العجيبة.. فطوابير السودانيين المهاجرين للخارج لم تعد تهتم بالوظيفة ولا الدولة المقصودة.. الأهم هو الخروج.. من وطن ما بات وطناً إلا لمن تجبره ظروفه الخاصة على البقاء فيه.

ومع تقاطر موجات الهاربين من جحيم الوطن.. تشهد الساحة السياسية عرض فيلم هندي طويل.. في سينما (الحوار السياسي).. بطله هذه المرة.. حزب المؤتمر الشعبي..

فبعد الرواج الهائل الذي لقيته (مفاجأة) حزب المؤتمر الوطني يبدو أن حزب المؤتمر الشعبي قرر إنتاج (مفاجأته) الخاصة لينافس بها غريمه.. إذ أعلن الشيخ إبراهيم السنوسي عن (مفاجأة) يرفع الستار عنها بعد اللقاء المرتقب بين رئيس الجمهورية المشير عمر البشير والدكتور حسن الترابي زعيم حزب المؤتمر الشعبي..

نائب رئيس الشعبي الدكتور عبدالله حسن أحمد نفى علمه بأية مفاجأة (في حوار مع صحيفة الجريدة).. بينما صرح الترابي في مؤتمر لطلاب حزبه مساء أمس الأول (الأربعاء)، بأن: “هنالك احتمالا كبيرا في أن تتمخض الأيام القادمة عن انفتاح كبير”، وطالب الناس بالاستعداد لذلك فقال بصورة واضحة: “أنا لا أدعي الغيب لكن الأيام القادمة ستشهد ذلك فكونوا مستعدين له”.

الترابي حدد نوع وشكل (المفاجأة) في كونها (انفتاحا كبيرا!!).. وحيث أن (مفتاح) الانفتاح ليس في يد حزب المؤتمر الشعبي.. وزعيمه الترابي.. بل في عصمة المؤتمر الوطني.. فلربما يعني تصريح الترابي أن (التفاهم!!) مع حزب المؤتمر الوطني وصل إلى (قرارات!!).. أهم ما فيها أن الترابي وحزبه يعلمون بها.. بما يعني أنها (تراضٍ) بين الوطني والشعبي على صيغة سياسية أنجبتها جولات الحوار المشترك بينهما.

أمنيات الشارع السوداني ما عادت تتوقع (مفاجأة).. فالتجربة السابقة لـ(المفاجأة) التي لم تتحقق حقنت الضمير السوداني بلقاح قوي ضد أية مفاجأة.. بل ولم يعد أحد في الشعب السوداني يمارس حتى متعة (الانتظار).. انتظار مفاجأة تزيح المعضلات التي باتت تعصف بالوطن.

مهما أحسن الشعب السوداني الظن في ساسته.. فإن الواقع يتحرك بأسرع مما تتحرك الآمال.. الحصار الاقتصادي استحكم خارجياً وداخلياً حول رقبة السودان.. والمفاوضات بين الحكومة والحركة الشعبية قطاع الشمال في أديس أبابا لم تنهر فحسب، بل بعثت برسالة قوية للشعب السوداني: أنها ضرب من العبث.. إذ كيف تنهار ذات المفاوضات قبل أكثر من عام بذات السبب الذي انهارت به الآن.. والآلاف من الشباب (بل والشيوخ) يهاجرون يومياً إلى أي مكان في العالم بما في ذلك إسرائيل نفسها..

أخشى أن تكون (المفاجأة) التي يعدها الشعب (لا الشعبي) أن لا يجد الساسة من يطفئ الأنوار.. بعد خروج آخر سوداني!!
عثمان ميرغني–اليوم التالي

‫6 تعليقات

  1. [SIZE=4]المساج وتقليم الاظافر دي اسماء وهميه
    البت السودانيه بتشتغل ………….
    عديل كده بدون خجل
    قال مساج قال
    الا يكون قصدك مساج لل………….
    استغفر الله بس الواحد ما داير يغلط[/SIZE]

  2. يا ناس خلونا من السياسة الشعب السودانى يعانى الفناء اخلصوا النية واخدموا البلد قبل فوات الاوان والناش شبعت سياسة وعاوزه عمل وانتاج فى الزراعه والحيوان التفتوا الى قضايا المواطن يا ساسة يا محترمين والاتفاقيات الحزبيه غير مجدية نفس الاحزاب جربناها كل الوقت سوف يكون صراع فى الوزارات وحتشوفوا كلامى بعدين صاح؟ ديل همهم سلطة وهنا مرض فى الاحزاب لان نظرتهم فائدة الحزب وهم وسوف يضيع الوطن تحتهم والله المستعان

  3. [SIZE=6][COLOR=#000000]واحسرتاه على بلدى كلام يقطع القلب ويهرى الكبد كان الله فى عوننا [/COLOR][/SIZE]

  4. [B]إقتباس:[/B]
    [SIZE=3]إذ كيف تنهار ذات المفاوضات قبل أكثر من عام بذات السبب الذي انهارت به الآن[/SIZE][B]
    تصحيح:[/B]
    [SIZE=3]إذ كيف تنهار المفاوضات الآن بذات السبب الذي انهارت به المفاوضات قبل أكثر من عام.[/SIZE]

  5. [SIZE=4]نســـــــــــــــــخ
    أعلن الشيخ إبراهيم السنوسي عن (مفاجأة) يرفع الستار عنها بعد اللقاء المرتقب بين رئيس الجمهورية المشير عمر البشير والدكتور حسن الترابي زعيم حزب المؤتمر الشعبي..
    **************
    بما أنني لم أفقد الدهشة بعد لذلك أنتظر المفاجأة ولذلك لي افتراضي في أنها….ستكون كالتالي
    رئيس الجمهورية الدكتور حسن الترابي والمشير عمر البشير يتنحى له بطيبة خاطر ….ولو النفوس تطايبت ممكن الكرسي يشيل أكتر من رئيس !![/SIZE]