رأي ومقالات

زاهر بخيت الفكى : تعالوا..نتحاور..!!

[JUSTIFY]ليس ثمة ما يمنع أبناء السودان إذا ما خلُصت النوايا وابيضت القلوب من الإلتقاء والتحاور والتشاور , نعم ليس هناك من مفر من الإلتقاء فهم قُدِر لهم أن يكونوا شعب هذه البقعة من الأرض وإن كان ذلك خيار الأجداد فهو حتماً ليس خياراً للأحفاد اليوم ، إن أبناء الوطن الواحد لايمكن أن تفرق بينهم متاهات السياسة ونزوات الإنتقام المرتبط بمن يعتبر نفسه المنتصر ، أقول ليس هناك من منتصر وأخر مهزوم في الحالة السودانية اذا ما أخذنا الامور على حقيقتها وجوهرها في إطار من التعقل وضبط النفس ونظرنا الى المستقبل ، إن أبناء الوطن الواحد لايمكن لهم إلا التعايش مع بعضهم البعض وإن اختلفت الرؤى وتباينت الاتجاهات ..

الذين يعتقدون أنه بمقدورهم بناء دولة بدون كل أطياف الشعب واهمون ، فلا أحد يمكنه قيادة شعب غير متوافق وتسري بين أوصاله بذور من الاختلاف في طريقها للنمو لتُصبح بذوراً للخلاف إذا لم يعِ الساسة خطورة الامر ويقفون عند نقطة إلتقاء قاصية وقد تجردوا من ما بهم من غرور ولبسوا ثوباً من تواضع من أجل السودان وأهله لا من أجل أنفسهم ، لمن لم يفهم حقيقة سيادة ومنعة الدول بسبب عجز في التفكير او الذين يُجسَدون أجندة تخدم أهدافا خاصة نقول أنهم تائهون خلف سراب لم ولن يبلغوه وإن طال المدى لذلك بروح وطنية صادقة نناشد الجميع بالصبر والتحلى بروح الإخاء في السراء والضراء مع إستدعاء ذاكرة الماضى الجميل وما سادت فيه من إلفة ومودة ..

وواقع الأحداث في دارفور نعتقد أنه لاسبيل للحل إلا عن طريق الحوارالهادي والصريح المبني على أسس الأخوة في الدين والشراكة فلا أهالي دارفور يمكنهم العيش متقوقعين بدون بقية أهل السودان ولا بقية أهلنا يمكنهم العيش بدون دارفور وجميعهم لايمكنهم تحقيق مطالبهم بقوة السلاح إذ لايمكن تصور ان تستقر الدولة السودانية ويستتب أمنها بدون توافق جميع أهل السودان ..

إن معالجة الشرخ الحاصل بمقاييس الإنتماء للوطن وحبه لايمكن أن تكون إلا من خلال الحوار ثم الحوار واستبعاد منطق القوة الذي لن يزيد الأمور إلا تعقيداً وتأزيما ، الحوار الذى نريده هو أن يتم فيه إلتقاء كل أطياف الشعب من مؤيدين ومعارضين للإتفاق على خارطة طريق يمكن من خلالها الإنتقال بالسودان من مربع الخلاف الى مربعات الأمن والإستقرار وفي أقرب وقت ممكن بمساعدة من يهمهم أمر السودان البلد الغنى بأهله وموارده ومازلنا فى إنتظار اليوم الذى تتحقق فيه أمانينا بالأمن والسلام.
ودمتم..والسودان بخير

صحيفة الجريدة السودانية
بلا أقنعة..
[/JUSTIFY]