مقالات متنوعة

ست الودع

ست الودع
في ذلك اليوم جلست مع ست ودع.. شخصياً.!.. بالطبع أنا لا أؤمن بهذه الخرافات ولا أصدقها، ولكن جلوسي كان كـ نوع من حب الاستطلاع لا أكثر، جلست معها أنا وأخي التوأم أسرّ الله باله- وطلبنا منها أن ترمي لنا الودع.!

أولاً بـ التبادي المرأة طلبت منا (البياض)، وهو مبلغ صغير يدفع لـ الوداعية لتسهل لك الأمور، أخبرتها بأني الآن أفلس من أي فأر.. فاستسمحتها أن ترمي لنا بالدَيْن!!.. فوافقت على مضض.!
(2)

× الرمية الأولي:

رمت حبات ودعها فتناثرت في شكل غير منتظم فحدقت فيها، ثم حدقت فينا ملياً وقالت لنا:

– إنت وأخوك ده قاعدين مرات .. مرات تلبسوا من بعض .. وواحد فيكم ما راضي من العملية دي!

فقلت لها: فعلاً .. وهذا الشخِصْ وأشرت لأخي- أحياناً يلبس أقمصتي المكوية .. مما يضايقني ويجعلني أكاد أشتكيه لمجلس الأمن.!.

هزت رأسها بانتصار، في حركة يمكن ترجمتها إلى:

– ما قلت ليكم الودع ده ما بكضب يا أولاد.!
(3)

× الرمية الثانية:

بعد أن كشكشت الودع في يدها، رمته بحركة سريعة، ثم قالت بعد أن فكرت عميقاً:

– واحدة من نسوان الحلة الحوامل حـ تلد في الأيام دي!!.

حدقت فيها بدهشة، ثم قلت لها بحنق:

– حاولي ركزي شوية يا امرأة في دائرة اختصاصنا أنا وأخوي الكاشف ده .. مالنا ومال النسوان الحوامل في الحلة.. ياهو الفضل.!

فدافعت عن نفسها بأن الودع أتى هكذا، وليس لها يد فيه، وعندما نظرتُ لحبات الودع لم أجد فيها ثمة ما يدل على امرأة حامل، وقلت نصبر شوية لعله يأتي الفرج!.

(4)

× الرمية الثالثة:

بعد أن رمت حباتها، أمعنتْ فيها النظر هذه المرة بتركيز، ثم حدّقتْ فيّ وقالت بلهجة فخمة:

– والله بختك جاياك قروش كتيرة .. لمن ما تعرف تسوي بيها شنو!

فقلت لها بحماس: الله أكبر، وأضفتُ:

– أيواا ده الكلام الصاح .. القروش دي كم؟ وجايا متين؟

رمت الودع مرة أخرى وقالت:

– القروش بتجي بعد خمسة.!

قال أخي بنفاذ صبر:

– خمسة شنو يا حاجة؟ خمسة أيام .. خمسة شهور .. كدي حددي أكتر.!

قال الوداعية:

– القروش بتجي بعد خمسة.. لكن ما معروف خمسة شنو؟

فهمت منها أن هذا الودع ليس له سقفاً زمنياً محدداً، احتمال خمسة شهور.. خمسة سنين .. خمسين سنة، خمسة قرون، يعني إنت وحظك.!

أصابني الإحباط من عدم دقة هذا الودع، وكدت أقول لها أن هذا الودع لعله ليس من النوع الأصلي، لعله صيني.. ولكن لزمت الصمت لأرى ما تدخره لنا الرمية القادمة.!

(5)

× الرمية الرابعة:

هذه الرمية كانت عجيبة، فيها بالذات نظرت الودّاعية في الودع بإنبهار، ثم قالت:

– النسوان ديل ختّنو قرض!

قلت لها:

– ياتو نسوان ديل!

فأجابت بتعجّب:

– نسوان الحلة!!

فتعجبتُ من هذا الودع الذي (يطلع برة الشبكة)، ويلتقط بعض من ذبذبات (شمارات) الحي، وأنا نفسي أصبت بداء الشمار فـ سألتها:

– نسوان الحلة ديل قاعدات يقولن شنو؟!

قالت:

– وحات النبي ما عارفا لكن كلام كتييير!!

لم ألحح عليها ولكنني تأكدت أن هذا الودع لا يعمل بتقنية الجيل الثالث.. ولا أظنه ثري جي.!

(6)

قلت لـ ست الودع مودعاً:

– كتر خيرك يا حاجة ما قصّرتي.!

فقالت لي:

– أها يا ولدي قروشي متين.؟!

قلت لها:

– قروشك دي تعالي ليها مع القروش الكتيرة الـ قلتي بتجي بعد خمسة ما معروفة شنو ديك.. خمسة أيام .. خمسة شهور.. خمسة سنين .. خمسة قرون

الكاتب : اسامة جاب الدين ‎