رشا التوم : شركات الاتصالات مزيد من الحذر
وأمس الأول أوقفت الشرطة عصابة متورطة في بيع كروت شحن مسحوبة الرصيد لمتعاملين في الخرطوم«لاحظوا في الخرطوم وليس مكانا بعيداً»، ويتم التحري لمعرفة الكيفية التي تم الحصول بها على الأرقام السرية لكروت الشحن التي تبدو سليمة وغير «مكشوطة» وتتبع لإحدى شركات الاتصالات وأتت الخطوة إثر تقدم عدد من المتعاملين في بيع وشراء أرصدة الهواتف النقالة بأنهم اشتروا كروت شحن لإحدى الشركات لكنهم اكتشفوا أن أرصدتها مسحوبة رغم أن الكروت بحالة جيدة، ولا نريد الخوض في تفاصيل البلاغ أو ما ستسفر عنه التحريات لاحقاً لانها مسؤولية تلك الجهات ولكن المقصود حقا التوقف عند الظاهرة في حد ذاتها، ففي مجال علوم التكنولوجيا والاتصالات ازدادت ظاهرة الجرائم المنظمة وانتشرت كثير من الممارسات السالبة التي تضر بالمجتمع وتعمل على تغيير السلوكيات فيه فسرقة كروت الشحن تمثل جريمة اقتصادية ومالية موجهة ضد شركات الاتصالات أولا وبالتالي تقلل من مصداقية تعامل الجمهور معها، وبما أن الكروت المذكورة يتم تداولها بمبالغ مالية ضخمة ويعتمد عليها أشخاص كثيرون في معيشتهم كمهن تحويل الرصيد وتداوله بمبالغ كبيرة للأسر لأغراض مختلفة منها العلاج والتعليم ومصاريف المعيشة لمن حال بينه وبين أهله بعد المسافة والطريق بجانب ان الرصيد يستخدم لأغراض التواصل الاجتماعي من كل شرائح المجتمع المختلفة وبروز مثل هذه الظواهر يعمل على فقدان الثقة في شركات الاتصالات التي عليها توفير حماية كافية لمنتجاتها والتأمين ضد السرقة والبحث عن السبل التي تمكنت بها تلك العصابة من سرقة الرصيد لتبيع الناس «وهماً» ومعرفة الأرقام السرية للكروت وهذا الأمر المعني به الوحيد هو الشركات وليست اية جهة اخرى، فصناعة الاتصالات في البلاد أصبحت مهددة بالغش والتلاعب من قبل فاقدي الضمير والأخلاق الذين يسعون لدمارها وفقدان ثقة المواطن في التعامل معها، وبما أن تلك الشركات أصبحت جزءاً لا يتجزأ من الاقتصاد الوطني ورغم الشكاوى احيانا من رداءة الخدمات فيها ولكن حياة المواطن ارتبطت بها ارتباطا وثيقا ومثلما يتم سداد قيمة الرسوم والضرائب وكل رسوم الخدمات المفروضة على المستهلك، فلا بد في المقابل ان يحصل على حقوقه كاملة ويتوجب على الشركات اتباع أنظمة حماية حديثة لمزيد من الحرص على كروت الشحن بعيدا عن أيدي العصابات والهكرز الذين يقتحمون أنظمتها وخصوصيتها للحد من حجم الخسائ، ورغم ان الظاهرة ربما تعتبر ليست الاولى في عالم الجريمة الالكترونية ولكنها تفتح أعيننا على المخاطر المستقبلية التي تهدد قطاع الاتصالات واتخاذ التدابير اللازمة ضد السرقة والغش التجاري ووقف التلاعب بحقوق المستهلك.
صحيفة الانتباهة
[/JUSTIFY]
[SIZE=4]لا تظنن الله غافلا عما يعمل الظالمون , يمهل ولا يهمل , شركات الاتصالات مارست وتمارس شفط دماء الناس واموالهم بشتى انواع الاحتيال والتلاعب , اللهم ان كانو ظالمين فسلط عليهم الظالمين[/SIZE]
[SIZE=4]ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون[/SIZE]