لبابة الفضل: أنا متصوفة بطريقتي وعندي أورادي براي
بعد أن حملت هم مشروع الإسلاميين في فؤادها وقلبها وممارسة العمل السياسي، على سبيل الاحتراف والتفرغ لسنوات وسنوات، تحولت ابنة الأسرة الأنصارية إلى حمل الطبشورة لتدريس طلاب الدراسات العليا بجامعة الخرطوم علوم الإدارة، وتقول إنها جد سعيدة بتحولها هذا في إطار بحثها المستمرّ في التعرف على ذاتها وتقوية أفكارها وخبراتها، ليس في المجال الأكاديمي فحسب، بل أيضاً في المجال السياسي والروحي والاجتماعي.. وأكدت في حوارها مع (اليوم التالي) عدم التزامها مع أي حزب، مشيرة إلى أن حوارات عودة الإسلاميين وأحاديث التغيير في الأشخاص لا تعني بالنسبة لها شيئاً، ما لم تلامس السياسات.
ولبابة الفضل كانت على أيام شبابها الباكر تتوهج نشاطاً وانغماساً في تيار الإسلاميين منذ أيام دراستها في جامعة القاهرة الفرع.. وتميزت بقدر كبير من الشجاعة والقوة في وسط كانت فيه الساحات الطلابية والشبابية حلبات للصراع الحزبي والسياسي بين قواهم المختلفة..
وبعد الإنقاذ ودخول الإسلاميين في مرحلة الدولة صارت بالطبع أكثر لمعاناً وظهوراً من بين القيادات النسوية وهي من النادرات اللاتي كن يشاركن في ندوات سياسية ساخنة وبعد تفاعلات المفاصلة الشهيرة اختارت الاصطفاف مع تيار المنشية ونشطت فيه. برغم موقفها من حزبها السابق. وأنها صارت مجرد (نفر) تمارس نوعاً من التصوف لا علاقة لها بأي تيار أو شيخ من الشيوخ. إلا أن من يستمع إليها يشعر بحجم المودة والتبجيل والمحبة التي تشع من نبرات صوتها عندما يكون مدار حديثها عن الشيخ الترابي.
**
* إذا طلبنا منك توصيفاً للحالة السياسية الراهنة في البلاد؟
– هذا الوضع الحالي يتصف إلى حد كبير بالسيولة والتردّد على مستوى متخذي القرار الرسمي، وهو وضع هشّ في ناحيته الإدارية والاقتصادية والسياسية، كما أن النسيج الاجتماعي في هذه البلاد أصبح مفتتاً، ولولا قوة المجتمع السوداني الثقافية والاجتماعية لذهبنا في خبر كان، فصموده أمام إدارة منغلقة حقق بقاء هذا البلد حتى الآن.
* وما هو سبب ذلك؟
– هذه الحالة سببها الإدارة الحكومية الحالية.
* والمطلوب لمعالجة الوضع؟
– المطلوب لمعالجة الوضع معلوم ومعروف وواضح فالحالة الراهنة وما فيها من إحباط وحالة اللا قرار واللا وضوح وسيطرة وتفشي الموازنات الخاصة بأصحاب المصالح في كل من الحكومة والأحزاب، كل هذا أدى إلى تراخٍ وتأخر، والمطلوب الآن هو الإجماع الوطني الشامل تكوين منبر جامع، وإعلان للسلام، وإيقاف الحرب، ودعوة الحركات المسلحة للحوار وتأمين البلاد ووضع خطة اقتصادية عاجلة وفاعلة.
* ماذا تقولين عندما ترجع بك الذاكرة إلى أيام الإنقاذ الأولى بعد التغيير الذي تم يونيو 1989 م وما انتشر من وعود خضراء ورفاه، وترين ما يحدث الآن؟
– اقول إن الوعود كانت أكبر من الطاقات والقدرات، وأقول إن ضعفا ظهر في الأداء الإداري والسياسي في تصريف شؤون البلاد وهذا بدوره أدى إلى خيبة الآمال في الشعارات التي رفعت باسم المشروع الحضاري وما لازمه من وعود استنهاض الهمم ونشر العدل والحريات بين الناس وتثبيت دعائم الحكم الفيدرالي وتحقيق وحدة الأمة وإزالة المظالم السابقة، كل هذه البشارات والشعارات ضاعت بسبب عدم القدرة، وبعدم إنزال القيم على أرض الواقع، ثم إدارة هذه القيم وتحويلها إلى الحياة، لذلك حدث فشل إدراي وسياسي كبير.
* يقول الناس إن الدكتور الترابي هو الذي كان مسيطرا على الأمور في فترة التأسيس الأولى هل يمكن القول إنه مسؤول عن ذلك الفشل؟
– لا يمكن ذلك في أي وضع سياسي حكومي أو حزبي، ولا تستطيع أن تقول إن شخصاً واحداً يسيطر على كل شيء، وحتى إذا وجد حاكم مسيطر لابد أن تكون هناك خلايا تدير الأمور، لأنها تنفذ التصورات، بينما تكون القيادة العليا هي التي تضع السياسات والاستراتيجيات.. أعني أن المسؤولية جماعية بين الجهاز الإدراي والمؤسسسات.
* لا شك أنك سمعتِ خطاب السيد الرئيس بقاعة الصداقة.. ماذا تقولين عنه وعن الوعود التي أطلقها في ذلك المساء؟
– لاحظت أن الوعود كانت متسيبة وأركان الخطاب عامة ومفتوحة وليست هناك آليات وآماد لتنفيذها.
* حضور الترابي والمهدي ألا يعبر عن تحول كبير قادم؟
– قد تكون هناك تفاهمات مشتركة حول ما ينبغي أن يكون في الفترة القادمة، لكن أعتقد أن السؤال المهم هو كيف يكون؟ لا بد من آلية.
* ثمّة أخبار وتسريبات في الصحف تتحدث عن وحدة وشيكة بين الإسلاميين عزّزها حضور التربي لخطاب البشير؟
– أي تقاربات بين القوى السياسية مرحب بها وهي تساهم في حل الأزمة السودانية.
* أنا أقول وحدة الإسلاميين؟
– الآن المطلوب ليست وحدة الإسلاميين ولكن وحدة السودانيين.
* من ينظر إلى حصاد 25 عاماً، ويتابع الحراك الراهن من أجل إنقاذ البلاد يتمنى لو أنه كان قبل عشرين أو خمسة عشر عاما؟
– هذه مسؤولية الممسكين بالسلطة، فقد أخروا التفاهمات والإصلاحات، وما ينبغي أن يكونوا جمدوا كل السودان وحرموه من النموّ والتطور 25 عاماً.
* ما رأيك في سلسلة المذكرات والمطالبات بالإصلاح التي اجتاحت الساحة في الفترة الماضية؟
– هي حركات أقرب للانشطارات والانسلاخات.
* يدور جدل ظاهر ومكتوم حول ترشيح أو خلافة الرئيس عمر البشير؟
– هذا الأمر لا يعني لي الشيء الكثير.. المهم هو السياسات التي تجمع أهل السودان، أما بقاء زيد أو عبيد فهو غير مهم.
* المحبوب عبد السلام طالب الدكتور الترابي بأن يتنحى في مذكرة وزعها على عدد من القيادات السياسية.. هل من تعليق؟
– أظن أنّ جميع الأحزاب ينبغي عليها أن تقدم شباباً، ويكون الشيوخ بالنسبة لهم مجالس شيوخ، يقدمون لهم الخبرة والتجربة، وهذا الأمر يتطلب من الشباب أن يكونوا على استعداد وتأهيل.
* الحديث عن تنحّي الترابي يقابل بكثير من الحساسية.. من ناحية عاطفية كثير من القيادات الإسلامية -بغض النظر عن مواقفهم الحزبية- تنظر للأمر بشيء من الحرج؟
– رأيي أن يتم تنسم المواقع المختلفة داخل الأحزاب عن طريق الانتخبات الديمقراطية المفتوحة.
* أنت شخصياً، هل تستوعبين فكرة تنحي الدكتور الترابي؟
– لو تنحّى الدكتور الترابي عن أمانة الحزب العامة فالوجود الفكري والعلمي والروحي لا يمكن أن يتنحّى، وهذه الخبرات والفكرة لا تتنحّى، وستظل القيادة الروحية بشكل تلقائي موجودة، لكن اختيار بعض الشباب لقيادة الحزب أمر ضروري.
* قبل أيام مرت ذكرى 82 سنة على ميلاد الشيخ الترابي.. هل قدمتِ له التهنئة بهذه المناسبة؟
– قدمت التهاني عبر الوسائط الإلكترونية فقط، وأقول إن العمر ليس مدى زمنياً.. العمر عطاء روحي.
* وضعك الحزبي الآن؟
– أنا ما عندي حزب.. وهذا كتب عني مليون مرة.
* هل بالإمكان أن تعودي للأحزاب من جديد؟ هل لديك شروط لذلك أم ستبقين مجرد فرد و(نفر)؟
– حنشوف المنتج من المناهج الجديدة.
* كل الاحتمالات مفتوحة؟
– أنا الآن انتمائي للمجتمع.
* لكن كل السودانيين المتحزبين ينتمون للمجتمع؟
– أقصد المنبر الجامع للسودانيين.
* هل ممكن نجد مثل هذا الحزب؟
– يمكن أن يكون ذلك، ولو عبر آلية تنسيقية تضم الأحزاب وقوى المناطق المهمشة والحركات المسلحة.
* اتجهت بكلياتك إلى طريق الأكاديميات؟
– نعم أنا أقوم بتدريس طلاب الدبلوم العالي والماجستير
لكن وجدت في ذلك عوضاً عن الانغماس في الحركة السياسية وصخبها العالي. أنا أعد نفسي لمرحلة قادمة، وأطور من قدراتي على المستوى الاجتماعي والسياسي والروحي والإداري والمعرفي.. أنا أقوم باكتشاف وتحقيق ذاتي.
* لو قدر التئام الإسلاميين بعد أن يتجاوزوا مفاصلة 1999م؟
– أنا لا يهمني اجتماعهم أو عدمه.. ما يهمني فقط هو هل غيروا تصوراتهم الشخصانية؟ لأن القضية ليست توحدهم من جديد.. هل قويت الروح عندمهم وفارقوا الشلليات؟ في هذه الحالة أقول: “إت إز أوكي”.
* أنت من أسرة أنصارية هل يمكن أن تعودي من حيث أتيتِ؟
– أنا علاقتي طيبة بالأنصارية، وفكرتها هي فكرة روحية تاريخية.
أنا سوف أتجه إلى حيث أجد الروح والعمل الصادق المخلص، والإدارة الفعالة. أتجه إلى حيث المبادئ والقيم محترمة ومقدرة وهي الحاكمة.
* في التصوف هل لديك طريقة معينة؟
– لا أنتمي لطريقة معينة ومحددة، فأورادي (حقتي براي)، وأنا أحب كل الطرق الصوفية.
* هل تزورين مقامات الشيوخ؟
لا.. إطلاقاً، لكن أدرسها من ناحية أكاديمية.
أحمد عمر خوجلي : صحيفة اليوم التالي
[/JUSTIFY]
قال تعالى:(( لا تحسبن الله غافلاً عما يفعل الظالمون إنما يؤخرهم ليومٍ تشخصُ فيه الأبصار …..)) صدق الله العظيم
يبدو أن اللبلابة الما خلت حتى الفضل نست او تناست ما فعلته من لهف ولغف لأموال الناس وأكلها الحرام….
فهاهي بدون أدنى ذرة من الخجل تظهر في الوسائل الإعلامية وتصرح بكل قوة عين وعدم حياء….
نسأل الله المنتقم الجبار أن يرينا يوماً أسوداً فيها ومن مثلها ويجعلها آيةً للناس…