تحقيقات وتقارير

تحديد الأجندة يهدد استمرارية مفاوضات الحكومة وقطاع الشمال

[JUSTIFY]تواصلت أمس بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا جولة التفاوض المخصصة لأوضاع المنطقتين جنوب كردفان والنيل الأزرق بين الحكومة وقطاع الشمال بالحركة الشعبية، وسط تأرجحات بين التفاؤل والتشاؤم من سرعة تقدمها نحو حل ينهي الحرب في هاتين المنطقتين.. وكانت الليلة الماضية أول من أمس وعقب الجلسة الافتتاحية، قد شهدت لقاء مباشراً بين الوفدين في إطار ما اصطلح على تسميته لقاءات 4+1))، التي تجمع رئيس الوفد وأربعة من مجموعته مع الطرف الآخر بحضور الوساطة التي يقودها ثامبو أمبيكي والجنرال عبد السلام أبو بكر رئيس نيجيريا الأسبق.

وشهد الاجتماع عرض وفد الحركة الشعبية قطاع الشمال رؤيته وشرح موقفه التفاوضي، وكان حديث أعضاء الوفد مبنياً على المرارات والاتهامات والغبن الشخصي والتزيد السياسي، أصروا فيه على تكرار مطالبتهم بمناقشة القضايا السودانية القومية كلها، مع تأكيد موقفهم من أجندة التفاوض التي يزمع الاتفاق حولها، وترك وفد الحكومة المجال لوفد الحركة في هذ الاجتماع لطرح كل ما عنده واكتفى بالاستماع على أن يرد الوفد الحكومي على تصور الحركة وموقفها كتابة.

خلال هذا الاجتماع وعد ياسر عرمان بتقديم ورقة الحركة قطاع الشمال مكتوبة، إلا أن غمزة عين من عضو وفد الحركة د. أحمد عبد الرحمن سعيد بعد خروجه من القاعة وتحدثه عبر الهاتف مع طرف آخر بعيد عن مكان الاجتماعات، جعلت عرمان يتراجع ويقول «سنعطيكم الورقة بعد مراجعات عليها» وطلب تأجيل تسليم ورقتهم للغد!

منذ العاشرة من صباح أمس الجمعة، شهدت ردهات الفندق في مقر المفاوضات، تحركات واتصالات مكثفة لفريق الوساطة والمبعوثين الدوليين ووفدي التفاوض بهدف تلمس الطريق للاتفاق على أجندة التفاوض..
وفد الحركة الشعبية قطاع الشمال عقد اجتماعه الخاص به للتداول حول الموقف من أجندة التفاوض، واستمر هذا الاجتماع أكثر من ساعتين تقريباً، قام الوفد بعدها بتسليم ورقته لوفد الحكومة التي تسلمها الدكتور حسين حمدي.
وأعلن حسين حمدي عضو وفد الحكومة أن الورقة ستُدرس، وهناك ورقة من جانب الحكومة تتضمن الموقف الكامل والتصور الشامل لسير المفاوضات وموضوعاتها.

في هذه الأثناء كان دونالد بوث المبعوث الأمريكي للسودان يقوم باتصالات مكثفة مع الطرفين، ويبدو أنه التقى وفد الحركة أولاً، ثم عقد لقاءً مطولاً مع البروفيسور إبراهيم غندور رئيس وفد الحكومة المفاوض، وأعلن غندور أنه ناقش مع بوث الموقف الحكومي من أجندة التفاوض التي ترى الحكومة أنها تتمحور فقط في قضايا المنطقتين جنوب كردفان والنيل الأزرق، وحول الموضوعات الثلاثة فقط وهي الملف الأمني والسياسي والإنساني، وقال غندور إن المبعوث اتفق معه حول النقطة الجوهرية المتعلقة بالتفويض في مناقشة فقط وضع المنطقتين، وأن أية قضية أخرى في الحوار الوطني السوداني الذي أعلن عنه الرئيس البشير.. وتناول اللقاء الجانب الإنساني، وأوضح غندور أن آراء المبعوث الأمريكي كانت واضحة مثلما كان موقفنا واضحاً جداً بشأن موضوعات التفاوض والأجندة المقترحة.

وعقد بروف غندور كذلك بعد ظهر أمس لقاء آخر مع الوساطة مع الرئيسين السابقين ثامبو أمبيكي رئيس الآلية الإفريقية رفيعة المستوى والجنرال عبد السلام أبو بكر. وتركز الاجتماع على أهمية أن تحدد الوساطة أجندة التفاوض كما جاء في التفويض الممنوح لها، وفي قرارات مجلس السلم والأمن الإفريقي والقرار «2046» فقط.

وخلال هذه الفترة قبل أن يجتمع وفد الحكومة في مقره الخاص لتبادل الآراء ومناقشة ورقة الحركة الشعبية قطاع الشمال، كانت هناك لقاءات جانبية تجري على قدم وساق بين أعضاء الوفدين دون تدخل من أي طرف، وبالرغم من أن هذه اللقاءات غير رسمية لكنها تسهم في تقريب وجهات النظر والحوار الجاد بين طرفي التفاوض.

ومن أبرز اللقاءات ما تم في ركن منزوٍ في قاعة الطعام الكبرى بالفندق بين الوالي الأسبق لجنوب كردفان اللواء «م» محمد مركزو ومنير شيخ الدين مع قائد جيش الحركة في جنوب كردفان جقود مكوار، ولقاءات أبو مدين والوزير سراج وزير الدولة بالمعادن عضو وفد الحكومة مع المتمردين من أبناء النيل الأزرق.

وكشفت هذه اللقاءات الجانبية بين أبناء هذه المناطق من الطرفين عن أهمية الحوار المشترك لمقاربة المواقف المتباعدة.
جقود مكوار قائد الجيش الشعبي في جنوب كردفان قال لـ «الإنتباهة»، إنهم جاءوا لمناقشة قضايا المنطقة لكنها لن تتم إلا بعد مناقشة قضايا السودان القومية كلها، وإن وقف إطلاق النار الذي يطلبونه لا بد أن يكون لتسهيل دخول الإغاثة.

ياسر عرمان رئيس وفد التفاوض سلم غندور في باحة الفندق الخارجية في لقاء ودي غير رسمي، نسخة غير موقعة من ورقة الحركة التي قُدمت رسمياً لوفد الحكومة، وكان غندور قد خرج للتو من لقائه في تلك اللحظة مع المبعوث الأمريكي. وقال عرمان للصحافيين، إن ورقتنا فيها نوع من التقدم نحو الحل، وإننا نطالب بوقف إطلاق نار للعمل الإنساني بينما تطالب الحكومة بوقف إطلاق نار شامل، وهذا له متطلبات ضرورية لا بد منها.. إذا توافرت هذه المتطلبات فلا مانع من قبوله.

منير شيخ الدين عضو وفد الحكومة قال تعليقاً على مطالبة أعضاء وفد الحركة بمناقشة قضايا السودان القومية، قال إنه ذكر لإخوته من أبناء جبال النوبة في وفد القطاع، «أن ذلك لا يمكن أن يتم وغير منطقي وغير مقبول فهل أبناء دارفور المتمردين عندما ذهبوا لأبوجا والدوحة طالبوا بمناقشة قضية جبال النوبة، وهل أبناء شرق السودان عندما ذهبوا وتفاوضوا ووقعوا اتفاقية في أسمرا طالبوا بمناقشة قضية جنوب كردفان أو النيل الأزرق..»!

غندور وعدد من أعضاء الوفد الحكومي أكدوا أنه يوجد فرق بين وقف إطلاق النار للغرض الإنساني الذي تطالب به الحركة الشعبية قطاع الشمال، ووقف إطلاق النار الشامل الذي تطرحه الحكومة.. فمقترح الحركة لا يعدو كونه توقفاً جزئياً للقتال في ممرات لقوافل الدعم الإنساني، والغرض منه تسهيل إمدادات وتشوين قوات الحركة لأنه لا يسمح بحرية الحركة للمواطنين ولا يوفر الأرضية الصالحة للمضي في إجراءات تطبيق الملف الأمني وترتيباته.. بينما يقوم مقترح الحكومة بوقف إطلاق نار شامل على وقف كل العدائيات وتجميع قوات الحركة وحصرها في أماكن معلومة وحرية التحرك للمواطنين والبدء في إجراءات فنية معلومة في هذا الصدد وذلك بالتزامن مع الملفات الأخرى المتعلقة بالشأن الإنساني والسياسي.
٭ إذن ما هو الفرق بين الموقف الحكومي من أجندة التفاوض وموقف الحركة؟
٭ «أ» موقف الحكومة: 1ــ الوقف الفوري والشامل لإطلاق النار في مناطق جنوب كردفان والنيل الأزرق وتعقبه الإجراءات المتعلقة بالترتيبات الأمنية.
2- بحث الملف السياسي المتعلق بالمشاركة السياسية والحوار الوطني والاندماج في الحياة السياسية.
3- البدء الفوري في معالجة الوضع الإنساني.
٭ «ب» موقف الحركة الشعبية قطاع الشمال: 1ــ وقف إطلاق نار جزئي من أجل العمل الإنساني كبادرة تعزز الثقة وحسن النوايا.
2ــ مناقشة كل قضايا السودان خاصة دارفور والشرق وكردفان الكبرى وقضايا التحول الديمقراطي والهوية وغيرها.
3ــ الملف السياسي وما يتعلق به من تدابير.

أديس أبابا: رئيس التحرير
تواصلت أمس بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا جولة التفاوض المخصصة لأوضاع المنطقتين ــ جنوب كردفان والنيل الأزرق ــ بين الحكومة وقطاع الشمال، وسط تأرجحات بين التفاؤل والتشاؤم من سرعة تقدمها نحو حل ينهي الحرب في هاتين المنطقتين، وقد تم لقاء مباشر عقب الجلسة الافتتاحية أمس الأول بين الوفدين في إطار ما اصطلح على تسميته لقاءات«1+4»، التي تجمع رئيس الوفد وأربعة من مجموعته مع الطرف الآخر بحضور الوساطة التي يقودها ثامبو أمبيكي.
وخلال الاجتماع عرض وفد قطاع الشمال رؤيته وشرح موقفه التفاوضي، وكان حديث أعضاء الوفد مبنياً على المرارات والاتهامات والغبن الشخصي، وأصروا فيه على تكرار مطالبتهم بمناقشة القضايا السودانية القومية، مع تأكيد موقفهم من أجندة التفاوض التي يزمع الاتفاق حولها، وترك وفد الحكومة المجال لوفد الحركة في هذ الاجتماع لطرح كل ما عنده واكتفى بالاستماع، على أن يرد الوفد الحكومي على تصور الحركة وموقفها كتابة.
وقال غندور إن ورقة الحركة الشعبية ليس فيها جديد، وهي ذات المواقف السابقة، لكنه استدرك أنها أفضل قليلاً، وأضاف أن المواقف مازالت بعيدة عن الواقع الذي يمكن أن ينهي الحرب، وأضاف قائلاً: «مازلنا نعكف على دراسة الورقة ومن ثم الرد».

ومن ناحيته أكد عرمان استحالة حل القضايا دون إشراك كل القوى السياسية السودانية، وقال: «لا داعي لتجزئة الحوار»، ودعا الحكومة للقبول بمشروع وطني سوداني جديد يحل قضايا السودان، وأكد استحالة القبول بالحلول الجزئية، مشيراً إلى أن قضايا المنطقتين يجب أن تحل ضمن قضايا السودان.
وفي ذات السياق عقد سفير الاتحاد الإفريقي بالسودان لقاءً مع طرفي التفاوض كلاً على حدة، وقال إن النية متوفرة لدى الطرفين للوصول لاتفاق، وأضاف أن هذا أكبر ضامن لإحداث اختراق، وتوقع الوصول لاتفاق خلال سبعة إلى عشرة أيام. وعقد ممثلو أمريكا وبريطانيا والنرويج «الترويكا» لقاءات مع خبيري الحركة الشعبية فرح العقار ممثل النيل الأزرق، وممثل لولاية جنوب كردفان.
وشهدت ردهات مقر المفاوضات أمس، تحركات واتصالات مكثفة لفريق الوساطة والمبعوثين الدوليين ووفدي التفاوض بهدف تلمس الطريق للاتفاق على أجندة التفاوض. فيما قام المبعوث الأمريكي للسودان دونالد بوث باتصالات مكثفة مع الطرفين، كلاً على حدة.
وأعلن غندور أنه ناقش مع بوث الموقف الحكومي من أجندة التفاوض التي ترى الحكومة أنها تتمحور فقط في قضايا المنطقتين، وحول الملف الأمني والسياسي والإنساني، وقال غندور إن المبعوث اتفق معه حول النقطة الجوهرية المتعلقة بالتفويض في مناقشة وضع المنطقتين فقط، وأوضح غندور أن آراء المبعوث الأمريكي كانت واضحة مثلما كان موقفنا واضحاً جداً بشأن موضوعات التفاوض والأجندة المقترحة.
وعقد غندور كذلك بعد ظهر أمس لقاء آخر مع الوساطة وتركز الاجتماع على أهمية أن تحدد الوساطة أجندة التفاوض كما جاء في التفويض الممنوح لها، وفي قرارات مجلس السلم والأمن الإفريقي والقرار «2046» فقط.
إلى ذلك قال أمبيكي لـ «الإنتباهة»: «لن نغادر بدون اتفاق»، ولفت لوجود تقدم طفيف في المباحثات، من ناحيته أكد قائد الجيش الشعبي في جنوب كردفان جقود مكوار لـ «الإنتباهة»، أنهم جاءوا لمناقشة قضايا المنطقة لكنها لن تتم إلا بعد مناقشة قضايا السودان القومية كلها، وأن وقف إطلاق النار الذي يطلبونه لا بد أن يكون لتسهيل دخول الإغاثة. فيما قال رئيس وفد التفاوض لقطاع الشمال ياسر عرمان للصحافيين، إن ورقتنا فيها نوع من التقدم نحو الحل، وإننا نطالب بوقف إطلاق نار للعمل الإنساني، بينما تطالب الحكومة بوقف إطلاق نار شامل، وهذا له متطلبات ضرورية لا بد منها، وأضاف قائلاً: «إذا توافرت هذه المتطلبات فلا مانع من قبوله».

صحيفة الإنتباهة
أديس أبابا: الصادق الرزيقي
ع.ش[/JUSTIFY]

‫3 تعليقات

  1. [SIZE=4]واضح الجماعة ديل تجار حرب و ما ناس سلام و لا يهمهم مصلحة نيل أزرق أو أبيض
    جايين بس يفكوا الحصار عن قواتهم الجائعة
    لا تضيعوا مجهود و إنتصارات القوات المسلحة و التي حققتها بأرتال من الشهداء كما ضيعتموه في الجنوب و الذي حصد عشرات الآلاف من الشهداء من خيرة أبناء الوطن
    و أؤكد لكم مرة أخرى إنكم لن تجدوا سلاما مع هؤلاء العملاء , فاوضوا أصحاب المصلحة الحقيقيين[/SIZE]

  2. بمجرد قيام الحرب في الجنوب بين مؤيدي سيلفا كير ومعارضيه الذين هم مع رياك مشار
    تعتبر الحركة الشعبية قطاع الشمال قد انتهت مهمتها نهائياً .
    ولكن لذكاء الذين يكيدون للسودان من كل جهة مثل اسرائيل وأمريكا ، والمنتفعين من استمرار اشتعال الحروب من جهة مثل ثامبو امبيكي وزمرته – والعملاء من جهة مثل ياسر عرمان وعبد العزيز الحلو ومالك اقار وعبد الواحد نور .. الخ المنظومة .
    كل هؤلاء – عملوا جميعهم على بث الروح في الحركة الشعبية مرة أخرى بعد أن شعروا بإنتهائها وموتها سريرياً.
    ما يؤسف له أن حكومتنا وافقت لهم على ذلك بكل بساطة وبدون تفكير ، وافقت على احيائهم بعد مماتهم ، وهذه من أعظم سلبيات حكومتنا التي تعطي العدو كل ما يريده وبسخاء كبير .
    كان الأجدر بحكومتنا أن لا توافق على عقد أي إجتماع مع الحركة الشعبية وكان عليها أن تصم أذنيها عنهم إلى ما لا نهاية (حوار الطرشان) وأن تستمر في دحر التمرد بالطريقة العسكرية المعروفة فهم متمردون خارجون عن القانون ، فلا اسرائيل ولا أمريكا تسمح لأي مجموعات بالعمل ضد دولتهم وعلى ذلك قس . السؤال هو لماذا دائماً نحن في الجانب الأضعف ؟؟ ولماذا لا تحسم قياداتنا المسائل لصالح الوطن ؟؟