جعفر عباس

حماري أفضل

[ALIGN=CENTER]حماري أفضل[/ALIGN] أكدت نتائج دراسة ميدانية في بريطانيا، ان ابو الجعافر إنسان ذكي، وان ذلك الذكاء جاء رغم انفه، وزبدة تلك الدراسة هو ان التلميذ الذي يذهب إلى مدرسته سيرا على الأقدام، اكثر استعدادا ذهنيا لفهم دروسه خاصة دروس الحصص الأولى، لأنه لابد من نشاط يهزم به التلميذ بقايا النوم، الناتج عن الأرق الذي داهمه أول الليل، بعد ان تحرشت به جنسيا المذيعات التلفزيونيات، ونتيجة لمجاورته للقمر!! (نقطة نظام: لم يشاهد ابو الجعافر برنامج جار القمر اللبناني قط بسبب ممارسة ام الجعافر لسلطاتها الديكتاتورية عليه، ولا ادري هل أخونا بوش على علم بأمرها ام لا!!
وكنت قبل سنوات في زيارة الى بيروت للمشاركة في برنامج تلفزيوني لقناة إم بي سي وكانت تجلس الى جواري الممثلة الكويتية الضحوكة سعاد العبدالله وكان الحر في الاستوديو لا يطاق، وطلبت مناديل ورق او فوطة، ولكنهم أوكلوا الأمر لفتاة ناهدة الثديين من الفصيلة التي كان يهيم بها امروء القيس ولما مالت نحوي لتجفف العرق عن جبهتي: صاحت فيها سعاد: يا بنت الناس وخري عن الريال.. هو شافكم ونزف عرق فاتركيه في حاله.. همهمت في سري: حاقدة!!).. المهم يا جماعة ان نتائج الدراسة منطقية: فمن يسير على قدميه الى المدرسة يمارس قدرا طيبا من الرياضة يجعله نشيطا، وكان ابو الجعافر في المرحلة الابتدائية يسير مسافة يجوز فيها قصر الصلاة كي يصل الى المدرسة، وهذا يفسر كيف ان هذا الفتى (إلى متى فتى؟) الذي لم ير الكهرباء بالعين المجردة، حتى بلغ الخامسة عشرة، نجح في الدخول الى الجامعة، مجتازا امتحان الفيزياء الذي كان نصف مقرره عن الكهرباء التي سمع بها ودرسها، من دون ان يراها او يتعامل معها!! ولكن نقطة ضعف تلك الدراسة تتجلى في ان ابو الجعافر كان عاجزا تماما عن فهم مبادئ علم الحساب، رغم ان حصة ذلك العلم السخيف كانت الأولى دائما، وكان ابو الجعافر يصل الى المدرسة راجلا ويجلس أمام مدرس الحساب حائرا حيرة العرب إزاء العولمة، ويبدو لي ان نكسة ابو الجعافر الحسابية مردها ان خاله أهدى إليه حمارا ليذهب به الى المدرسة، وكان ذلك الحمار على درجة عالية من الحمورية، وعنيدا ولا يستطيع السير في خط مستقيم، ولكن حب البرجزة أي الانتماء الى البرجوازية النوبية، هو الذي جعلني أتمسك به لبضعة اشهر، حتى أصبح استيعابي لمادة الحساب حموريا، ومن حسن حظي انه مات وهو في عز الشباب، وإلا لكان ابو الجعافر اليوم جرسونا في ذات مطعم، (أهلي النوبيون مشهود لهم بالكفاءة في الطبخ وخدمات الطعام عموما) خاصة وان والده كان يعتقد ان الإفراط في التعليم يفسد الأخلاق.
وارى كل صباح تلاميذ آخر الزمان يتوجهون الى المدارس على صهوة حمير معدنية ألمانية ويابانية وامريكية فارهة، فأكاد انفجر من الغيظ والحسد ثم أحاور بعضهم فاكتشف انهم لم يغادروا الأمية كثيرا، وان جل ثقافتهم مستمد من المعلبات، ويعرفون اللبن المبستر ولا يعرفون باستير ويعرفون تفاح تشيلي ولا يعرفون نيوتن، ويعرفون رزان مغربي ولا يعرفون جعفر العبسي.. فينقلب الحسد عندي الى رثاء وأحن الى حماري الحمار!!

زاوية غائمة
jafabbas19@gmail.com

‫4 تعليقات

  1. الاستاذ/ ابوالجعافر ، ياحليلك اوراقك بقت مكشوفه عشان كده منعوك من شوفت جار القمر فى البيت فتقوم تهاجر ليهم وفى عقر دارهم .. داير تتفشى ولا يعنى خلاص .. وشتان مابين عينيك وعينى امروء القيس ( ولا ماشاف الشفته ) وقال حاقده قال ، انت تحمد الله المرقتك بالتجفيفه عشان حكاية حر شديد وفى استديو وفى لبنان واسعه شويه اخير تعترف بالحقيقه فالشعر قد شاب وماعاد الجبين يتحمل (الحر قال ) الا ان العينان ( ماشاء الله ) هم سبب دكتاتورية ام الجعافر واشك فى ذلك لطيبة بنات بلدنا ،،،،،،،،،،،،واضيف لموضوعك ( الاصلى ) بجانب المشى الكدارى نوعية الاكل والشرب فى ذلك الزمان ولا نسيت شوية التمر وقراصة التمر والحليب المامغشوش وموية الزير و.. نحن راجعين فى المغيرب ،،، تحياتى

  2. الأستاذ الرائع أبو الجعافر … فى زمننا هذا ما أكثر الحمير الذين يركبون على الحمير المعدنية كما أسلفت … فما أسعدك بحمارك المتأرجح الذى لايسير فى خط مستقيم ويعشق التمايل يمنة ويسرى كأنما يريد أن يقول لك ( لما لا نزوغ وندك اليوم دا ) .
    .. و … الله يحفظنا من بنات الشاشات التلفزيونية ( غايتو أنا لو كنت مكانك يا أستاذ كان سحت ليهم عدييييل ) .

  3. درك الله جافرونا على وزن ابكرونا يا صاحب القلم خفيف الظل وانا من متابعيك من زمان على صحيفة الراى العام 😎 وانا قررت الان اهديك حمارى الحساوى العالى وعليه فروة مرعد اما البيروتيات الناهدات البعرقن ديل الله لينا منهن ما بنشوفن الا فى التلفزيون اذا كان نحن من التلفزيون ساكت بنعرق ومال لو كنا معاك كان حصل شنو (؟)

  4. ولكن حب البرجزة أي الانتماء الى البرجوازية النوبية، هو الذي جعلني أتمسك به لبضعة اشهر، حتى أصبح استيعابي لمادة الحساب حموريا، ومن حسن حظي انه مات وهو في عز الشباب، وإلا لكان ابو الجعافر اليوم جرسونا في ذات مطعم، (أهلي النوبيون مشهود لهم بالكفاءة في الطبخ وخدمات الطعام عموما) خاصة وان والده كان يعتقد ان الإفراط في التعليم يفسد الأخلاق.
    اخي ابو الجعافر لماذا تشبه البرجوازية النوبية بالحمار ( وهل النوبين اهل الحضارة برجوازيين ) فاذا كانت ام العيال تريد بحنكته النوبية ان تحافظ على بيتها من شرور القنوات الفاجرة فهي ام بمعني الكلمة واعطيها ( لقب ام النوبيين )
    وايضا وصفك للنوبيين طباخين وجرسونات فالنوبيين من علموا ابناء السودان وهم اصحاب تاريخ وحضارة وانت ابن بلد وتاريخ حضارة ما في داعي لذلك وتشبهنا بالحمير والطباخين والجرسونات
    :lool: