منى سلمان
من مواد العيد
جابوهو بالطيارة وباعوهو بالخسارة
قبيل العيد بأيام بشّرتنا الصحف بخبر وصول دفعات من الخراف المستوردة من نيالا بواسطة الطيران، فحدثت نفسي عن ضرورة أن يتم ااستقبالها عبر صالة كبار الزوار معززة مكرمة، وذلك لدورها الذي سيكون مقدرا في المساعدة على خفض الاسعار نتيجة الوفرة التي ستحدثها .. الخبر السعيد عن الخراف المحمولة جوا جاء على لسان مسئول من (اوضة المصدرين) ودي اظنها
منبسقة أو تابعة لـ (اوضة التجارة) وديل بدورهن بقعن في حوش وزارة التجارة .. نفسي افهم (غرفة) يعني شنو في عرف التجارة ؟ وغرفة المصدرين أو غرفة المستوردين دي مفروشة بلدي وللا افرنجي .. غايتو!!
ماعلينا، انقضى العيد وأكيد الخراف الـ(جابوهم بالطيارة باعوهم بالخسارة، وذلك لاننا لم نشعر لهم اثرا في اطفاء نار الاسعار، وظلت أسواق الخرفان والزرايب فوق خط الفقر، بل وفوق خط استواء محدودي الدخل بمختلف قطاعاتهم ..
البينة على من ادعى
على الشريط الاخباري لقناة الخرطوم، وطوال ايام العيد الثلاثة، ظلت تمر تحت ابصارنا اخبار عن توزيع اثني عشر الف خروف على الشرايح المستهدفة .. الشرايح دي كانت وين وفي ياتو مناطق ؟ هل هي المناطق الطرفية والعشوائيات .. أم احياء الدرجة الثالثة والشعبية، فحتى وسط احياء الدرجة الثانية التي تطاول من حولها البنيان، هناك من (يبيتون القوى) ولا يسألون الناس الحافا .. على اي اساس تم تحديد هذه الشرايح المستهدفة ؟
ثم ثانيا، اتناشر الف بالتمام والكمال .. خروف ينطح خروف !! غايتو لو كان اتوزعت فعلا أكانت سحابة دخاخين شواءهم عكلت لي حد السماء .. وغايتو تاني، يا (الشرايح المستهدفة) دي استخسرت في روحا اكل لحم خروف بـ مليون فقررت بيع خرفانها والاستفادة من حقها، أو العدد فيه شيء من مبالغات الجاك الما سوا لي خروفو ضنب !!
غايتو تالتة، عملا بالقاعدة الفقهية القانونية .. البينة على من ادعى واليمين على من انكر، اقول انه كان من الاولى لم ادعى بأنه قام بتوزيع كل هذا العدد من الخراف في العيد، ان يقدم لنا البينة على ذلك .. ودي هينة .. بس كانوا يسوقوا معاهم ناس التلفزيون يوثقوا للتوزيع دا صورة وصوت، على الاقل فيها ثلاثة منافع .. يفشوا ثقافة التواصل والتراحم ومد يد (خذ) بدلا عن يد (هات) التي انكوى منها المواطن .. التانية فيها تلميع وقشرة وتهيئة سيرة ذاتية للعاملين عليها ممن يأنس في نفسه الكفاءة أو يرى في مستقبله مشروع مسئول .. التالتة في التوثيق اسكات للراصدين اصحاب الالسنة الطويلة الـ (زي حلاتنا) !!
يوم ضربت الزنبارة
القارة الاسرائيلية على مصنع اليرموك التي اذاقتنا مرارة الشعور بالحقرة، جعلت الكثير من الاسر المحيطة بالمكان، والتي تضررت من القصف بأن فقدت ارواحا غالية وعزيزة، أو خسرت ماديا بالخراب والدمار الذي طال البيوت والمحال التجارية، أو حتى طالها القصف معنويا .. خلعة وجري ولوعة أطفال، جعلت الضربة تلك الاسر تستقبل العيد وقد توشحت بالسواد وامتلأ القلب منها حزنا وحسرة ..
حسنا، على كل حال فأمر المؤمن كله خير .. ان اصابه خير شكر وان اصابه الشر صبر وفي الاثنين مأجور باذن الله، وفي امثالنا نقول الضربة الما بتكتلك بتقويك .. نأمل أن تقوي الضربة من ضراع راداراتنا وتقنياتها بحيث تجعلها قادرة حتى على رؤية اسراب البعوض والجراد قبل هجومها على الخرطوم ناهيك عن طائرات العدو ..
الفائدة المرجوة الثانية أن تعلمنا (نحن المواطنين) فقة التعامل في زمن الكوارث والمصائب العظام، فقد اصابتني الحيرة الشديدة عندما سمعت حكى بعض اهالي المنطقة الذين تأثروا مباشرة من شدة دوي الانفجارات وتناثر الشظايا، من أنهم اسرعوا بالتوجه للبحر !! ليه ؟
سألت احدى الصديقات ممن توجهوا ساعتها للبحر عن ماهو تصورهم للأمر، وهل كانوا يعتقدوا بأن الانفجارات والنيران ناتجة عن زلزال مثلا أو بركان فقرروا اللجوء للماء لتحميهم من حممه ؟ لكنها أخبرتني بأن البعض نصحهم بالتوجة للماء لظنهم بأن العاصمة تتعرض لقصف جوي !!! طيب منو القال إنو القنابل ما بتنزل في الموية .. عندها حساسية ولا شنو ؟؟
كنت وما زلت اعتقد بضرورة أن يثقف كل انسان نفسه ويدربها على كيفية التصرف السليم في وقت الشدة .. حوادث الحريق .. صعق الكهرباء .. اختناق الاطفال بالاجسام الغريبة التي يبتلعونها .. اسعاف الغريق .. كيفية اجراء التنفس الصناعي .. كيفية دلك القلب لمن يصاب بالسكتة .. الكثير من المعارف والاسعافات الاولية تجعلك قادر على ان تنقذ حياة انسان في اللحظة المناسبة بالتصرف المناسب..
في حالة قصف اليرموك توجه من توجه للبحر وركب من ركب السيارات وقال يا فكيك دون ان يعلم بأن المقذوفات والشظايا تعمل بحكمة الما بتلحقو جدعو ولو نزل البحر !
احد اصحاب عربات البوكس حلف بأنه حمل على ظهر عربته اكثر من خمس واربعين راكب، واخر قال بأنه حمل اطفاله (خمشة) والقى بهم داخل العربة وانطلق حتى وصل الى جبل اولياء وفي الصباح اكتشف انه (خمش) اثنين من شفع الجيران مع اولاده دون ان يعلم !! وفي حكايا حبوباتنا سمعنا عن فعايل الخلعة التي اصابت اهل الخرطوم عندما اصابتها غارة من غارات الحرب العالمية الثانية وغنتها الفتيات منلوج:
يوم ضربت الزنبارة (…..) شيخ الحارة شد الولية حمارة ..
قال ليها عر يا خالة .. ما تزعلي
منى سلمان
[email]munasalman2@yahoo.com[/email]