ود الجبل والسيدة الفضلى
وأنا أهم بالدخول لمبنى الصحيفة مد مسؤول الاستقبال يده بظرف كبير أحسست أن به تفاصيل قضية أو معاناة، فكثرة الأوراق تعني التعضيد والإسناد بالوثائق، وما أن فضضته حتى تيقنت أنها من الأوجاع الكثيرة التي تلف صحة إنسان بلادي المبتلى، عظم الله أجره في الدنيا والآخرة.. وفحواه: «أنا مريضة وارملة وليس لي عائل ومرضي هو أنني أعاني من ورم بالبنكرياس، واحتاج لمزيد من الفحوضات والعلاجات المستمرة التي أرهقتني جداً- والحمد لله- حيث لا استطيع الأكل والشرب وربنا يشهد على حالي، وأوجه ندائي هذا الى رجل البر والإحسان «بابكر ود الجبل» ولعناية السيدة الفضلى صاحبة الأيادي البيضاء التي تمتد لأصحاب الحاجة السيدة حرم رئيس الجمهورية الأستاذة «فاطمة خالد»، خاصة وأن العلاج مكلف ومرهق ودخلت في ديون حتى الآن وصلت مبلغ الثمانية آلاف جنيه، والله شهيد على ما أقول مرفقة الأوراق والتقارير ساعدوني يرحمكم الله والدتكم المريضة «ح.أ.م» ويمكنكم التواصل عبر التلفون 0901888810
أعزائي القراء كما قلت لكم هذا نموذج من أوجاع العلاج في هذا البلد، لابد من طريقة يؤمن بها حق العلاج للمتعففين رقيقي الحال، ولو بتحديد طريقة مثلى تكفيهم شر زيادة الأوجاع مع تقدم المرض والألم، وكلنا ثقة فيكم وفي مروءتكم لمساعدة المحتاج، ولحاق الملهوف، وصور الفحوصات بطرف الأخت الفاضلة السكرتيرة المركزية للصحيفة الأستاذة أميرة والله لا يضيع أجركم أبداً.
التأمين الصحي: مظلة التأمين الصحي لابد لها من تمدد وتحسين حتى نبلغ عبرها الغايات الساميات التي من أجلها انطلق أمرمشروع التأمين الصحي، لا أحد ينكر الدور الكبير الذي يلعبه، ولكن هذا المشروع ما زالت به الكثير من الثغرات والعثرات، فكم من دواء لا يتوفر في صيدليات التأمين، فيضطر المؤمن لشرائه من خارج مظلة التأمين، وكم وكم.. فإن كان من دعم حقيقي يمكن أن تتقدم به الدولة تجاه المواطن هو انجاح علاجه بأقل تكلفة، خاصة والكل يعلم الظروف الاقتصادية العاتية التي أراقت مياه وجوه الكثيرين وهم يمارسون حق العلاج والتعافي، فكم من موجوع في هذه البلد بلا عائل أو معين، وكم من متألم لا يجد إلا أن «يلوك القرضة» آن الأوان أن تعمل الدولة ككل على توفير العلاج للمساكين بلا ثمن ولا كلفة.
سلطان المرض: لازلت أكرر القول إن للمرض سلطان قاهر ظالم، فكم من مريض لا يملك من أمر نفسه شيئاً، وكم من صحيح معافى في ليلة وضحاها بسبب حادث طارئ أصبح في زمرة مسلوبي الإرادة وأضحى كالميت في أيدي غاسليه بسبب هذا السلطان المرضي القاهر، الذي لابد من مواجهته بشيء من المحاولات الجادة في توفير علاجاته وجراحاته وتعافيه، والحمد لله ما زال في هذه البلاد شيء من المروءة تحسها في الالتفاف حول المريض خاصة عندما يصل للحالة الحرجة، فقد اشتهرنا جميعاً باحتمال المرض حتى يتعدى حد مرونة الاحتمال، وهنا يكمن بعض من الخطأ القاتل، فنحن شعب لا نمارس حالات الكشف والمراجعة الدورية للصحة، حيث يعتبر الأمر في زمرة الترف الزائد لذلك عندما يقع الفرد مريضاً في سطوة سلطان المرض يكون قد وصل مرحلة يصعب بلوغ العلاج معها سريعاً، وكثيراً ما تسمع عبارة «أنا ما بمشي للدكتور براي إلا يجيبوني متكل» لذلك عندما يعلن المريض فينا استسلامه للمرض تتداعى كل التراكمات المرضية، وتتدهور الحالة بصورة سريعة متواترة جدا، فمتى أخوتي واخواتي نهزم هذه النظرة ونسجل هدفاً في مرمى السلطان الظالم.
آخر الكلام: أناس كثر في هذه البلد يدارون الألم والوجع بشيء من التبسم والمرونة والتجاهل للمرض، حتى أنهم حين يصلون لحد ما بعد المرونة يصبحون في حالة حرجة.. فهل من وجيع لهؤلاء؟!!.
[LEFT]مع محبتي للجميع..[/LEFT] [/JUSTIFY]سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]