الهمة
دائماً ما تعقب فترات الإجازة حالة من التراخي والتباطؤ تحتاج بعدها كثير من مؤسسات العمل لمدة أقلاها اسبوع حتى تعود الى اكتمال الانضباط والحضور لا أدري، هل هي خاصية نتميز بها نحن دون سوانا، أم أننا متمهلون حتى مع أسباب معاشنا وأرزاقنا.. نعم نؤمن حد الثمالة بحبل المهلة الذي يربط ويحل ودرب السلامة للحول قريب، والتأني الزائد الذي يقارب في تصنيفه حالة من التكاسل العميق، مع أننا كشعب مخبورين عند الامتحان إننا الأكثر همة ونجدة ونشاطاً، وصفاتنا الجماعية الغالبة أننا على استعداد لدفع أرواحنا عن رضاء وطيب خاطر إن طلب منا ذلك بطريقة تحترم إنسانيتنا دون الاستفزاز أو التحرش بالكرامة.. هنيئاً لكل مسؤول مؤسسة استطاع أن يجبل علائق العمل وعلاقاته بهذه الصفة التي تطوي بداخلها أعلى معدلات النجاح والتوفيق.. ومزيد من الهمة من أجل وطن في شكل قارة وعيدكم سعيد ويعود عليكم وأنتم أصحاء معافون من كل شر.
عوداً حميداً
والحجاج يستعدون للعودة.. النزلات المعروفة والتبريكات والاصطفاف في موجة نزلة الحجاج التي تشبه الحالة الموسمية تتمدد منهم لذويهم الى المنطقة، ومن ثم تصبح وبائية موسمية، إن جازت تسميتها، المهم إن الأمر أصبح معتاداً ومعروفة كيفية الاستعداد له، وتبقى أمام الحجاج مهمة عظمى وهي المحافظة على الحالة التي عادوا بها كمثل «يوم ولدتهم امهاتهم» بعد خلو ملفاتهم من الذنوب إن أدوا الحج بأحكامه وتفاصيله.. فلتعد أيام عودتهم فرحة ينشرون فيها المواعظ والمحبة لدفع الآخرين للاجتهاد لبلوغ حالة الاستطاعة في مقبل الأيام.. فربما تدافع بعضهم ببعض لبلوغ هذا الركن.. رغم مرارات الواقع الاقتصادي إلا أن أعداد الحجيج السوداني لم تقل عن سابقه عهدها.. فهي المحبة الخالصة لله ورسوله ولهذا الدين العظيم، حيث يتشبث هؤلاء المحبون ببذل المزيد من الاجتهاد للحصول على وصفة الحاج أو الحاجة.
عيد هؤلاء
بالتأكيد إن هناك دائماً من الناس من يعيش مرارة الأوضاع حتى لا تتمايز عندهم الأيام.. كيف بالله قضى أطفال حمص.. حلب.. وأرياف سوريا.. وأطفال غزة وغيرهم من هم في حالة ابتلاء أيام عيد الأضحى، وهم ككبش الفداء لحال بلادهم المنكوبة.. كثيراً ما نحس إننا مترفين في تفاصيل حياتنا عندما نقارن بين مشكلاتنا وقضايا وهموم هؤلاء.. إنها معادلات ظالمة لواقع ظالم لا يرحم.. كيف لنا لنجدة هذه الدماء من مزيد الدفق والهدر.. يبقى العيد بطعم الغصة عندما تتراءى أمام أعيننا مشاهد الظلم الإنساني الذي يعيشه هؤلاء.. فليهدأ صوت الظلم والجور حتى تكون الحياة معقولة في تداعيها وتفاصيلها..
في بلدي
ليس ببعيد، ولكن في جوف بلادي كيف يقضي أبناء المناطق التي تشهد النزاعات والانفلاتات أيام العيد وغيرها، حيث تستوي عندهم مشاهد الحياة.. ببساطة عندما تفقد البيت المستقر تصبح بلا غطاء ولا حماية ولا رغبة في المزيد من التواصل الحياتي.. وهي دعوة بلا سقوف للعطاء لمن بأيديهم العطاء أن يخرجوا بهذه البلاد من عنق الزجاجة ويتيحوا الفرصة بعد الأخرى للآخرين ليجدوا حياة طبيعية من حقهم أن يعيشوا.. حال من لزوم الجابرة مطلوبة من أجل السودان المتبقي أن يظل في حدود الجغرافيا وديمغرافيا.. ففي بلدنا باتت الأصوات الأقوى هي التي تقبض على اليد الأخرى بالبأس والشدة في ثنايا السلاح.
آخر الكلام..
منذ الآن وحتى إشعار آخر بفرحة قادمة يظل الكل في حالة شد وجذب وتأهب للقول أن الأرض والعرق والدم مشروعات من أجل حياة كريمة..
كل عام وأنتم بخير..
[LEFT]مع محبتي للجميع..[/LEFT] [/JUSTIFY]سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]