معاناة مرضى الفشل الكلوي في السودان
ورغم الجهود التي تبذلها بعض الجهات الصحية المسؤولة لتخفيف معاناة المصابين والتوعية بمخاطر المرض، يرى المسؤولون أن البلاد لا تزال بحاجة ملحة لعدد من الأدوية الحيوية وبعض الأجهزة المهمة.
وتشير إحصائيات المركز القومي لأمراض وجراحة الكلى إلى أن أعداد مرضى الفشل الكلوي المزمن المستقرين في مراكز غسل الكلى قد بلغت 5073 مريضا في العام 2013.
تزايد المرضى
ويتوزع عدد من المرضى الذي يعانون فشلا كلويا كاملا على نحو 53 مركزا للغسل الكلوي منتشرة في العاصمة الخرطوم والولايات السودانية المختلفة.
موسى: إصابتي بالمرض أجبرتني على مغادرة منطقتي وسط البلاد (الجزيرة)
ويقول داود أحمد آدم أحد المصابين بمرض فشل الكلى، إن هذا المرض الذي أصابه منذ ثلاثة أعوام غيّر حياته وحياة أسرته وأطفاله الثلاثة، إلا أن الإيمان بقضاء الله وقدره كان وما زال هو الدافع لمواجهة واقع المعاناة الحالية.
ويشكو آدم من ارتفاع فاتورة الأدوية الباهظة التي يدفعها جميع المرضى بشكل راتب من الميزانية الصغيرة للأسرة، حسب قوله.
ويقول للجزيرة نت إن الأدوية تشكل مشكلة لي ولجميع مرضى الكلى، مشيرا إلى أن عددا من المرضى لم يتمكنوا من إجراء تطعيم ضد مرض “اليرقان” أي فيروس الكبد الوبائي، لأنهم لا يملكون قيمته التي تتجاوز 50 جنيها (نحو تسعة دولارات) ناهيك عن بقية الأدوية الأخرى.
أما عبد العزيز سليمان موسى فيقول إن إصابته بالمرض منذ ثلاثة أعوام أجبرته على مغادرة منطقته وسط البلاد والبقاء في الخرطوم لأجل العلاج.
السابق: عدد زارعي الكلى بالسودان قد وصل إجمالا لنحو 2240 (الجزيرة)
ارتفاع التكلفة
ويعتمد موسى العاطل عن العمل منذ إصابته بالمرض في شراء أدويته على مساعدات بعض الأهل والأصدقاء، لكنه يشكو ارتفاع تكلفتها وعدم قدرته على الالتزام بشرائها، مشيرا إلى أن حاجة المرضى للدواء أسبوعيا تبلغ نحو 600 جنيه سوداني أي نحو 100 دولار أميركي.
وأكد موسى في حديثه للجزيرة نت تدهور الأحوال المالية والنفسية لغالب مرضى الكلى، “لأنهم فقدوا وظائفهم بل أصبح بعضهم يكابد لأجل الوصول إلى مراكز غسل الكلى”، حسب تعبيره.
من جهته أكد مدير المركز القومي لأمراض وجراحة الكلى بالخرطوم محمد السابق معاناة مرضى الفشل الكلوي لارتفاع أسعار الأدوية التي يحتاجونها وعدم قدرة المصابين على الحصول تحديدا على نوع حيوي من هذه الأدوية “هرمون إيركس” المهم للحفاظ على استقرار الدم.
وأضاف أن المركز بحاجة لأكثر 500 ألف علبة من العقار المذكور، حتى يضمن لهؤلاء المرضى احتياجاتهم منه، ويعفيهم من معاناة الحصول عليه.
ولفت السابق في سياق حديثه إلى أن عدد زارعي الكلى بالسودان قد وصل إجمالا لنحو 2240 مريضا، مشيرا إلى وجود نحو 600 آلة لغسل الكلى، وإلى أن عدد الآلات المطلوبة هو 2000 آلة.
عماد عبد الهادي-الخرطوم
المصدر:الجزيرة