تحقيقات وتقارير

وزير الداخلية .. زيارة «يا مشاكل أمشي .. ياسلام تعال»

[JUSTIFY]على بعد نحو «20كلم» من الحدود السودانية التشادية وفي منطقة آمنة ونائية تسمى «أبوسروج» بمحلية سربا بولاية غرب دارفور.. كان ما حدث ظهر الاثنين الفائته غير متوقع حتى للضيف الأول وزير الداخلية عبد الواحد يوسف إبراهيم الذي شرف المناسبة الضخمة التي شهدتها المنطقة باحتفاء المؤتمر الوطني بالولاية بذكرى أعياد الاستقلال، وإن كان العيد قد مضى عليه أكثر من شهر بالتمام والكمال إلا أن حرص الوطني بالولاية على مشاركة الوزير والذي وصل الولاية وهو يرتدي قبعتين كرجل دولة وقيادي بارز بحزبه إذ يتولى أمانة دارفور الكبرى بالمؤتمر الوطني وحرص الحزب أيضاً على مشاركة والي الولاية حيدر قالوكوما أتيم الذي كان منشغلاً بعض الشيء وخارج الولاية هي ما جعل الاحتفال بذكرى الاستقلال تكون في هذا التوقيت .

ولكن فبراير كان شهر الأعياد بزيارة عبد الواحد.. بداية دشن الرجل مرحلة جديدة من مراحل تطور العلاقات السودانية التشادية، حينما تعامل «وطني» غرب دارفور الذي يقوده نائب الوالي الأمير / أبو القاسم الأمين بركة بذكاء، ووجه الدعوة للحزب الحاكم في تشاد، وشاركت ولاية «دار وداي» المجاورة لغرب دارفور ممثلة في إسماعيل جربو والقنصل العام التشادي بالجنينة حسن دايري بجانب قيادات سياسية وعسكرية، ما جعل الوزير عند مخاطبته للاحتفال الذي رسم لوحة من التعاضد والترابط بين مكونات دارفور، أن يستهل حديثه بالإشارة إلى التعاون الكبير بين السودان وتشاد واهتمام قيادة البلدين باستتباب الأمن في دارفور. وعبّر عبد الواحد عن سعادته بتلك المشاركة الرفيعة لتشاد.

لكن السعادة بلغت قمتها عندما «عرضت» القيادات ورقص المواطنون مع الفنان الذي ردد أغنية ذات كلمات بليغة جاء منها:

البشير قائدنا البطل ** دبيي قائدنا البطل

معاكم ما شفنا الندامة ** الله يديكم السلامة.

وقال الفنان في أغنية أخرى:

ياقبائل أقعدو، سلام دا نقعدو نسوو، يا مشاكل أمشي ياسلام تعال.

وقد أمن ممثل حاكم وداي في كلمته على عمق علاقات البلدين، وامتدح الدور الكبير الذي تقوم به القوات المشتركة والتي شارك ممثلون عنها في الاحتفال.

المسألة الثانية في زيارة الوزير عبد الواحد، هي تقديمه شرحاً وافياً ومبسطاً لخطاب الرئيس البشير، بتأكيده أن المرتكز الأساسي الذي عبّر عنه الرئيس هو السلام، وكانت سانحة طيبة بأن أعلن مد أياديهم بيضاء لحملة السلام ودعاهم للسلام، وشدد على أن حزبه يحترم الرأي والرأي الآخر.. وأبدى سعادته بشراكة الحكومة مع حركة التحرير والعدالة، وهي المسألة الثالثة في الزيارة، حيث شارك في الاحتفال الوالي حيدر قالوكوما وهو نائب رئيس الحركة الموقعة على اتفاقية الدوحة، ولم يفت على الوزير الإشارة لمشاركة قالوكوما رغم أن البرنامج خاص بالمؤتمر الوطني. وباهى عبد الواحد بالاتفاقية وبالمستوى الرفيع للشراكة التي اعتبرها أنموذجاً، خاصة في غرب دارفور، وقال في هذا السياق «لا مبرر لوجود نازحين بالمعسكرات في ظل الاستقرار والتعايش الذي تعيشه دارفور».

المسألة الرابعة والمهمة جداً أن محلية سربا التي احتضنت الاحتفال أدارت ظهرها في الانتخابات الماضية للوطني بل لرئيسه عمر البشير وانحازت للاتحادي، وها هي الآن تسابق محليات الولاية الثمانية وترفع شعار الشجرة الذي غطى المكان، وبدأ حتى على أيدي الأباله وهم على ظهور الجمال والخيل. وردد الكبار والصغار مع الفنان وهو يغني «ارموا صوتكم عندنا .. في مؤتمر وطني حقنا .. في الشجرة أم عروق حقنا»، ولذلك كانت السعادة بائنة وبشكل كبير على الوزير عبد الواحد كونه مسؤولاً بحزبه عن أمانة دارفور الكبرى، كما كان في السابق أمين دائرة غرب دارفور قبل أن يرتقي سياسياً وتنفيذياً حيث كان وزير دولة بالصناعة وقد تسابق أهل الجنينة لتهنئته بالتكليف.

المسألة الخامسة اطمئنان عبد الواحد على الحزب بالولاية من خلال فراغ رئيسه الأمير أبو القاسم بركة من السجل واكتمال الترتيبات لمرحلة البناء الوطني ولذلك رافق الوزير وفد ضم قيادات من الاتصال التنظيمي تركهم هناك لاستكمال النقاش والحوار مع مؤسسات الحزب.

المسألة السادسة أن الوزير وقف على الأوضاع الأمنية ما دفعه لمطالبة النازحين واللاجئين بالعودة لقراهم بتأكيده مضي الحكومة في بسط الأمن وتوفير المعينات لهم.

صحيفة آخر لحظة
سربا : أسامة عبد الماجد
ت.إ[/JUSTIFY]