رأي ومقالات

ام وضاح : أخلاقكم وأنسابكم !!

[JUSTIFY]اتفق تماماً مع السيد وزير التربية والتعليم الولائي أن مسألة حمل الطلاب والتلاميذ للهواتف في المدارس هي من المشاكل التي يجب أن تتصدى لها الوزارة والمدارس بصورة عاجلة وصارمة، ليس لأن حمل الهواتف الذكية من نوع الجلكسي ولي فوق يعمق الفوارق الطبقية بين الطلاب، ولكن لأن حمل الموبايل أيّاً كان، إن شاء الله «تلاتين عشرة»، في المدارس يمثل اختراقاً لقدسية سور المدرسة الذي هو مكان لتلقي العلم والمعرفة، وليس مكاناً بأي حال من الأحوال لتبادل الأغاني والكليبات والنكات البايخة..

والمسؤولية هي مسؤولية الأسر التي يمكن أن تساعد المدارس، وبمنتهى البساطة أن يبدأ الحسم من البيت، صحيح «في أولاد لذين» ممكن يغفلوا أسرهم ويذهبوا بالموبايل للمدرسة، وهؤلاء أمرهم ساهل إن وضعت المدرسة ما يكفي من الضوابط والمراقبين.. لكن يا سيدي الوزير مشكلة التعليم ليست في الموبايل، مشكلة التعليم في المدارس نفسها، والتي ما عاد معظمها كما كانت في السابق جودةً وتميزاً، ومعظم الأسر أصبحت تعتمد اعتماداً كبيراً على الدروس الخصوصية التي هي بند مالي تقشعر له الأبدان! ومشكلة التعليم يا سيدي هي في المناهج التي أصبحت زي حلاوة قطن لاتدوم حلاوتها إلا لدقائق وتزول دون أن تكون ذات قيمة غذائية تنفع الصحة وتشد البدن!!

ومشكلة التعليم يا سيدي الوزير في البيئة المدرسية وكثير جداً من مدارس هذه الولاية خاصة في الأطراف تشبه «الزرائب»- الله يعزك- تشكو لطوب الأرض عدم المناشط والملاعب والمسارح والمعامل وحتى مكاتب الأساتذة أنفسهم كئيبة وفقيرة تدعو للحسرة والألم!! هذه يا سيدي الكريم هي مشاكل التعليم الحقيقية، وليست فقط الهواتف الذكية التي تؤطر للطبقية، لأنه كان على دي هين، وأولاد الغبش مليانين لمن بس من الفوارق الطبقية، وهم يشاهدون بعضاً من أندادهم يستغلون الحافلات والبصات نحو مدارسهم الخاصة بثيابهم المكوية الأنيقة التي لا تشبه زي الحكومة «المبرقع»، وما عارفه ليه مفروض بس هذا الزي على تلاميذ المدارس الحكومية والخاصة لا!!

إن كان المعنى والمغزى منه وطني وتربوي يعني ديل سودانيين وديل جايين من نيوجرسي! والطبقية تبدو للعيان، ومعظم الطلاب من الفقراء لا يجدون حق الطعمية وبعضهم يفطر «بالشبسي» رغم خطورته لأنه رخيص ويسد رمقه، وهؤلاء ما بعرفو البيتزا ولا الهوت دوغ!!

هذه هي مشاكل التعليم الحقيقية التي كنت أتمنى أن أسمع رؤية الوزير الجديد فيها، وليس الواتساب الذي أصبح هدفاً للهجوم من الجميع وكأنه المتسبب في الانحلال والانفلات والمحرض عليه، والواقع غير ذلك إذ أن أخلاق الناس وقيمهم هي التي فسدت وتراجعت، ومن فسد خلقه فسد واتسابه!!

٭ كلمة عزيزة
أمس قرأت أن نصف أطفال دارفور بعيدين عن المدارس في تقرير قدمته اليونيسيف، وللمعلومية هؤلاء مشروع تمرد جاهز إذا ما نشأوا في أمية يغذيها الفقر والحنق على سياسات المركز، بالله عليكم تلمسوا القضايا الحقيقية والمفصلية واتركونا من هذه الهترشات والهوامش!!

٭ كلمة أعز

أتابع وباستمرار فضائية كسلا ليس لأنها جادت وجاءت بالمبهر، ولكنني افتش عن السبب الذي من أجله أنشئت، ووجدت أنها مجرد شبح لا قادرة تبقى فضائية دولية المشاهدة، ولا قناة ولائية خاصة بولاية كسلا!! والله هذا إهدار للمال العام ليس من ورائه طائل في ولاية فقيرة ومشاكلها بالكوم!! بالمناسبة لماذا لا يوجد بالفضائية برنامج ساخن يستضاف فيه مسؤولو الولاية لطرح المشاكل عليهم مباشرة!! السؤال موجه أيضاً لفضائية البحر الأحمر!! ولا عزاء للمشاهدين..

صحيفة آخر لحظة
ت.إ[/JUSTIFY]

تعليق واحد

  1. اليوم و كعادتك دائما عزفت علي أوتار حساسة أرجو من المسئولين أن يلتفتوا إليها خاصة موضوعي التعليم و بيئة التعليم ، التعليم في حد ذاته محتاج إلي كثير جهد من وزارة التربية و التعليم إلي إعادته إلي رونقه القديم تربيةً و منهجاً ، أما بيئة التعليم ففي حاجة شديدة إلي تغييرها و تحديثها و لا نريد أن نسمع عن عدم الإمكانيات و قلة الأموال ، فالإمكانيات موجودة و الأموال متوفرة فقط محتاجين إلي جمعها بصورة صحيحة و صرفها بصورة أصح في مصارفها و حسب الأوليات ، اليوم في بلادنا تصرف مئات الملايين في مؤتمرات حشد لها عشرات الضيوف الأجانب ، يبدل الأثاث و السيارات للمسئولين الكبار و الصغار بسبب و بدون سبب و تصرف أموال كثيرة جداً في قضايا إنصرافية و في نفس الوقت يوجد بعض أبنائنا يفترشون الأرض حتي ينالوا قسط من التعليم و بعضهم لا يجد ما يسد به رمقه من الجوع والله والله هذا حرام ، بعض قادتنا و بمالنا مال المسلمين و مال الشعب يسافرون هم و أسرهم إلي الخارج لقضاء الإجازة و يشقي أخرين بحثاً عن الماء ، الأكل و ، السكن و المدرسة ، يجب أن تراجع سياسة الدولة المالية حتي ينعم الجميع بمساواة في أموال الدولة و يحظي أطفال الجميع بتعليم جيد و بيئة تعليمية جيدة .