استشارات و فتاوي
سؤال للشيخ عبد الحي يوسف: هل يجوز إستخدام الصبغ السوداء المصطنعة؟
ﺍﻟﺠﻮﺍﺏ : ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﻭﺣﺪﻩ، ﻭﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻻ ﻧﺒﻲ ﺑﻌﺪﻩ، ﻭﻋﻠﻰ ﺁﻟﻪ ﻭﺻﺤﺒﻪ ﺃﺟﻤﻌﻴﻦ، ﺃﻣﺎ ﺑﻌﺪ . ﻓﻘﺪ ﻭﺭﺩ ﻓﻲ ﺍﺳﺘﺤﺒﺎﺏ ﺗﻐﻴﻴﺮ ﺍﻟﺸﻴﺐ ﺃﺣﺎﺩﻳﺚ، ﻣﻨﻬﺎ ﻣﺎ ﺃﺧﺮﺟﻪ ﺍﻟﺸﻴﺨﺎﻥ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ _ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ_ ﺑﻠﻔﻆ: ” ﺇﻥ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﻭﺍﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﻻ ﻳﺼﺒﻐﻮﻥ ﻓﺨﺎﻟﻔﻮﻫﻢ .” ﻭﻋﻨﺪ ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱ ﺑﻠﻔﻆ : ” ﻏﻴﺮﻭﺍ ﺍﻟﺸﻴﺐ ﻭﻻ ﺗﺸﺒﻬﻮﺍ ﺑﺎﻟﻴﻬﻮﺩ .” ﻭﻋﻨﺪ ﺃﺑﻲ ﺩﺍﻭﺩ ﻭﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱ ـ ﻭﺣﺴَّﻨﻪ ـ ﻭﺍﻟﻨﺴﺎﺋﻲ ﻭﺍﺑﻦ ﻣﺎﺟﻪ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺚ ﺃﺑﻲ ﺫﺭ _ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ _ ﻗﺎﻝ : ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ _ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ :_ ” ﺇﻥ ﺃﺣﺴﻦ ﻣﺎ ﻏُﻴِّﺮ ﺑﻪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﻴﺐ ﺍﻟﺤﻨﺎﺀ ﻭﺍﻟﻜﺘﻢ .” ﻭﺃﺧﺮﺝ ﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ ﻭﺍﻟﻨﺴﺎﺋﻲ ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﻋﻤﺮ _ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ :_ ” ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻳﺼﺒﻎ ﻟﺤﻴﺘﻪ ﺑﺎﻟﺼﻔﺮﺓ، ﻭﻳﻘﻮﻝ : ﺭﺃﻳﺖ ﺍﻟﻨﺒﻲ _ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ _ ﻳﺼﺒﻎ ﺑﻬﺎ، ﻭﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺃﺣﺐ ﺇﻟﻴﻪ ﻣﻨﻬﺎ، ﻭﻛﺎﻥ ﻳﺼﺒﻎ ﺑﻬﺎ ﺛﻴﺎﺑﻪ .” ﻭﻗﺪ ﻧﻘﻞ ﺍﻟﻨﻮﻭﻱ _ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ _ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻉ ﺍﺗﻔﺎﻕ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺫﻡ ﺧﻀﺎﺏ ﺍﻟﺮﺃﺱ ﺃﻭ ﺍﻟﻠﺤﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﻮﺍﺩ، ﺛﻢ ﺫﻛﺮ ﺍﺧﺘﻼﻑ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺑﺎﻟﻜﺮﺍﻫﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺤﺮﻣﺔ، ﻭﺻﺤﺢ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺑﺎﻟﺘﺤﺮﻳﻢ ﻓﻘﺎﻝ: ﻭﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﺑﻞ ﺍﻟﺼﻮﺍﺏ ﺃﻧﻪ ﺣﺮﺍﻡ، ﺇﻻ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻬﺎﺩ، ﻭﺩﻟﻴﻞ ﺗﺤﺮﻳﻤﻪ ﺣﺪﻳﺚ ﺟﺎﺑﺮ _ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ_ ﻗﺎﻝ : ” ﺃﺗﻲ ﺑﺄﺑﻲ ﻗﺤﺎﻓﺔ ﻭﺍﻟﺪ ﺃﺑﻲ ﺑﻜﺮ ﺍﻟﺼﺪﻳﻖ _ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ _ ﻳﻮﻡ ﻓﺘﺢ ﻣﻜﺔ ﻭﺭﺃﺳﻪ ﻭﻟﺤﻴﺘﻪ ﻛﺎﻟﺜﻐﺎﻣﺔ ﺑﻴﺎﺿﺎً، ﻓﻘﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ _ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ :_ ﻏﻴِّﺮﻭﺍ ﻫﺬﺍ ﻭﺍﺟﺘﻨﺒﻮﺍ ﺍﻟﺴﻮﺍﺩ .” ﺭﻭﺍﻩ ﻣﺴﻠﻢ ﻓﻲ ﺻﺤﻴﺤﻪ. ( ﻭﺍﻟﺜﻐﺎﻣﺔ ﺑﻔﺘﺢ ﺍﻟﺜﺎﺀ ﺍﻟﻤﺜﻠﺜﺔ ﻭﺗﺨﻔﻴﻒ ﺍﻟﻐﻴﻦ ﺍﻟﻤﻌﺠﻤﺔ ﻧﺒﺎﺕ ﻟﻪ ﺛﻤﺮ ﺃﺑﻴﺾ). ﻭﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ _ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ_ ﻗﺎﻝ : ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ _ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ “:_ ﻳﻜﻮﻥ ﻗﻮﻡ ﻳﺨﻀﺒﻮﻥ ﻓﻲ ﺁﺧﺮ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﺑﺎﻟﺴﻮﺍﺩ ﻛﺤﻮﺍﺻﻞ ﺍﻟﺤﻤﺎﻡ ﻻ ﻳﺮﻳﺤﻮﻥ ﺭﺍﺋﺤﺔ ﺍﻟﺠﻨﺔ .” ﺭﻭﺍﻩ ﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ ﻭﺍﻟﻨﺴﺎﺋﻲ ﻭﻏﻴﺮﻫﻤﺎ . ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻤﻐﻨﻲ ﻻﺑﻦ ﻗﺪﺍﻣﺔ _ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ :_ ﻗﻴﻞ ﻷﺑﻲ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ـ ﻳﻌﻨﻲ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺃﺣﻤﺪ ـ ﺗﻜﺮﻩ ﺍﻟﺨﻀﺎﺏ ﺑﺎﻟﺴﻮﺍﺩ؟ ﻗﺎﻝ : ﺇﻱ ﻭﺍﻟﻠﻪ. ﻭﻗﺪ ﻧﻘﻞ ﻋﻦ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﺃﻧﻬﻢ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺼﺒﻐﻮﻥ ﺑﺎﻟﺴﻮﺍﺩ ﻣﻨﻬﻢ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﻭﺍﻟﺤﺴﻦ ﻭﺍﻟﺤﺴﻴﻦ ﻭﻋﻘﺒﺔ ﺑﻦ ﻋﺎﻣﺮ ﻭﺍﺑﻦ ﺳﻴﺮﻳﻦ ﻭﺃﺑﻲ ﺑﺮﺩﺓ ﻭﺁﺧﺮﻳﻦ _ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻢ _ ، ﻭﻋﻠﻰ ﻓﺮﺽ ﺛﺒﻮﺕ ﺫﻟﻚ ﻋﻨﻬﻢ ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﻳﻨﻬﺾ ﻟﻤﻌﺎﺭﺿﺔ ﺍﻟﻨﻬﻲ ﺍﻟﺜﺎﺑﺖ ﻋﻦ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ _ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ_ ، ﻫﺬﺍ ﻭﻻ ﻓﺮﻕ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﻊ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﻀﺎﺏ ﺑﺎﻟﺴﻮﺍﺩ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻭﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻭﺍﻟﺸﺎﺏ ﻭﺍﻟﺸﻴﺦ؛ ﻟﻌﺪﻡ ﻭﺭﻭﺩ ﻣﺨﺼﺺ، ﻭﺍﻟﻌﻠﻢ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻠﻪ _ﺗﻌﺎﻟﻰ ._ ﻭﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﻭﻋﻠﻰ ﺁﻟﻪ ﻭﺻﺤﺒﻪ ﺃﺟﻤﻌﻴﻦ.
ﻓﻀﻴﻠﺔ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺩ ﻋﺒﺪﺍﻟﺤﻰ ﻳﻮﺳﻒ
ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﺑﻘﺴﻢ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺑﺠﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ