تحقيقات وتقارير

زيارة وزير الدفاع للقاهرة.. حقيبة مثقلة بالهموم والأجندة

[JUSTIFY]يحمل الفريق أول عبد الرحيم محمد حسين وزير الدفاع في حقيبته أجندة متعددة ليخضعها للنقاش اليوم وغداً في القاهرة مع نظيره المصري المشير عبد الفتاح السيسي ورغم أن قضايا الحدود والمنقبين عن الذهب والتسلل عبر الحدود أبرز أجندة الزيارة إلا أن القضايا ذات الاهتمام المشترك قد تبرز أجندة أخري تفرض نفسها علي طاولة التباحث بين الرجلين، وتجئ الزيارة في وقت شهدت فيه العلاقات بين البلدين فتوراً ملحوظاً رغم مجهودات حكومتي البلدين لإظهار صورة تفاعيله في العلاقات.

زيارة وزير الدفاع للقاهرة هي أول زيارة لمسؤول عسكري إلي مصر بعد ذهاب حكومة الرئيس المصري السابق محمد مرسي ويبدو للعيان أن مصر مهتمة بنشر قوات علي الحدود بين البلدين، وفق ما عبر عنه وزير خارجيتها إبان زيارته للخرطوم في أعقاب ذهاب حكومة مرسي ويلاحظ أن من الأجندة المعلنة في مباحثات وزيري الدفاع قضايا الحدود والتسلل عبرها وهو من انشغالات مصر، وقال كمال حسن علي سفير السودان في القاهرة لـ”التغيير” إن وزير الدفاع سيجري مباحثات صباح اليوم مع نظيره السيسي تتركز حول التدريب وقضايا أمنية، لكن الدكتور عبده مختار الأستاذ الجامعي يري أن قضايا الحدود مناقشتها لا تتم علي مستوي وزيري الدفاع وإنما علي مستوي رؤساء البلدين، ويشير إلي أن قضايا الحدود بما فيها حلايب تحتاج لتنسيق بين وزراء الدفاع والداخلية وتحتاج لنقاط مراقبة ورقابة عبر السيارات وطائرات الهيلكوبتر، لجهة أن الحدود لا يعرفها المواطنون العاديون خاصة المنقبين عن الذهب كما أن الحدود المفتوحة تمسح بعبور الشباب الأفارقة الباحثين عن الهجرة إلي أوربا وهو ما يستدعي تنسيقاً أمنياً محكماً، ويتفق عبده مختار في حديثه مع الفريق ركن عثمان بلية في أن الزيارة مهمة وجاءت في وقتها ويري الفريق بلية أن الزيارة مؤشر لمستقبل مشترك في العلاقات لا يسما أن العلاقات فيها شئ من الفتور وهي تفتح صفحة جديدة للعلاقات بين الجيشين ربما تشمل التدريب، ولم يستعبد أن يتم نقاش قضية حلايب، غير أن الدكتور حمد عمر حاوي الأستاذ الجامعي ينظر للزيارة من زاوية مختلفة ويعتبرها محاولة لتحالف تكتيكي مؤقت قائم علي المصلحة ويعقد مقارنة بين البلدين من حيث علاقاتهما الخارجية ويقول لـ”التغيير” إن الوضع في السودان تواجهه أزمة في الداخل والخارج وأن الخرطوم بحاجة لكسر العزلة كما أن النظام في مصر حاول الاستعانة بالسودان لفك العزلة الإفريقية ومشكلة مياه النيل.

ويري حاوي أن النظامين في مأزق البحث عن أصدقاء ومناصرين، ويقول إن الخرطوم بينها وبين بعض دول الخليج سوء تفاهم كما أن النظام المصري علاقته فاترة مع قطر وفاعلة مع الخرطوم، واستبعد أن يتناول اللقاء بين الرجلين قضايا الحدود.

ويختلف الفريق الفاتح الجيلي المصباح في نظرته للزيارة مع رؤية حاوي ويقول الجيلي إن هذه الزيارة في هذا الجو الحالي بين البلدين تعد خطوة نحو استمرارية العمل والعلاقات بين البلدين لا سيما أن الزيارة ستلحق بها زيارة لعلي كرتي وزير الخارجية للقاهرة واعتبر الجيلي الزيارة محاولة لكسر الجمود في العلاقات، وتفاءل الجيل بأن تكون الزيارة لها ما بعدها.

لا سيما أن ويزر الدفاع يصحبه خبراء فنيون من الوزراء، بيد أن المحلل السياسي والأستاذ الجامعي صلاح الدومة لا يبدو متفائلاً بنتائج ملموسة لزيارة وزير الدفاع لمصر ويري أنه كان من الأفضل أن يقوم مسؤول مصري بالزيارة إلي السودان لكون مصر الحاكمة تبحث عن الشرعية وتتخوف من أن يكون السودان ملاذاً آمناً للإخوان المسلمين بعد سقوط نظامهم وإقالة محمد مرسي، ورأس الدومة أن من القضايا الملحة التي يجب نقاشها هي قضية حلايب وتطبيق الحريات الأربع وقضايا السجناء السودانيين في مصر والمنقبين عن الذهب وصيد الأسماك والمحافظة علي الشعب المرجانية، ويشير الدومة إلي أن الخرطوم تمتلك أكثر من كرت للضغط علي القاهرة لتحقيق مكاسب ولكنها لم تستغل ذلك بعد.

زيارة وزير الدفاع إلي القاهرة تأتي بعد تطورات عدة في المشهد بالسودان ومصر علي حد سواء وهي زيارة ينظر لها الكثيرون بزوايا مختلفة بين التفاؤل ولكن العبرة بالنتائج وليس بالتكهنات وإلي حين انتهاء الزيارة فإن النتائج هي التي تبقي وتتلاشي التكهنات.

صحيفة التغيير
عبد الوهاب موسي
ع.ش[/JUSTIFY]

تعليق واحد