رأي ومقالات

د. عارف عوض الركابي : عندما تروِّج بعض وسائل الإعلام المواد «السّامّة» و«التالفة» ..!

[JUSTIFY]عندما تتيه بعض وسائل الإعلام من صحف وقنوات عن مهمتها وهدفها «السامي» في نشر الوعي وتثقيف المجتمع بما ينفعه في عاجله وآجله.. وعندما تضل طريق الإصلاح ومعالجة الظواهر السالبة.. فإنها تروّج البضائع «التالفة» و«السامة» و«المضرة»..
ولئن كانت جهات مهمتها مراقبة البضائع والسلع المنتجة، محلياً وأخرى مهمتها ما يستورد من الخارج لمطابقته بالمواصفات والمقاييس وقبول الصالح منها ورد أو إتلاف الضار منها.. ولا يخفى على ذي عقل أهمية هذه الجهات في حفظ «الأبدان» و«الأنفس» و«العقول» و«الأموال».. فإن حفظ الدين أهم من ذلك وآكد وأوجب!! فهل علمت كثير من وسائل الإعلام ذلك ؟! هل أدركت أن ترويج المخدرات على خطورته وكبير شره ودماره للمجتمع ــ أهون من ترويج بعض المواد التي تنشرها عبر برامجها أو موادها المقروءة؟!

مؤسف جداً أن ثلاث صحف أو أكثر وفي أيام قليلة وقناة فضائية تنشر «هرجلة» و«مهزلة» بدعوى شخص يدعي معرفة المغيبات!! وببجاحة يتحدث أن الرئيس سيحكم كذا سنة وكذا يوم، هل هذا العدد من وسائل الإعلام لم يجد من المواد الصالحة والمفيدة حتى يضطر لعرض هذه البضاعة «التالفة»؟! ولتعجب أن هذا الرجل بين حين وآخر يظهر بهذه الإدعاءات والأكاذيب ويدعي معرفة الغيب والاطلاع عليه وهو بنفس الحلقة يدعو الله أن يبقيه ست سنوات حتى يحضر ذلك الوقت!! فهلّا إن كان يعلم الغيب أن يعرف متى يموت!! وهل سيحضر ذلك الوقت أم لا!!

لماذا تعطي بعض وسائل الإعلام مجالاً لنشر أكاذيب يعلم كثيرون من أصحاب وكتاب تلك الصحف أنها «دجل» وتخرص وتعدٍ على حق الله تعالى الذي اختص بعلم الغيب؟! ويظهر ذلك في حال بعض مقدمي تلك البرامج هداهم الله.

قال الله تعالى: «قُلْ لَا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلَا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ». وقوله تعالى: «وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ». وقال تعالى: «قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ». وقال تعالى: «وَيَقُولُونَ لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَقُلْ إِنَّمَا الْغَيْبُ لِلَّهِ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ». وقوله تعالى: «وَلَا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلَا أَقُولُ إِنِّي مَلَكٌ». وقال تعالى: «قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ».

وفي صحيح البخاري عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنها قالت: «وَمَنْ حَدَّثَكَ أَنَّهُ أي النبي عليه الصلاة والسلام ــ يَعْلَمُ مَا فِي غَدٍ فَقَدْ كَذَبَ ثُمَّ قَرَأَتْ (وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا)».

فالبضاعة التي تناقض كتاب الله تعالى ودينه وسنة النبي عليه الصلاة والسلام المعتقد الصحيح، يجب حجبها وإتلافها ولا يجوز نشرها لإفساد المجتمع، وإن كانت تلك الوسائل تريد أخبار مدعي علم الغيب فلتتصل بالجهات الأمنية في الشرطة وأمن المجتمع وتنقل أخبار «الدجالين» و«المشعوذين» الذين يأكلون أموال الناس بالباطل ويضحكون على البسطاء والسذج والجهال بدعوى معرفة المغيبات والكهانة.. فإن بلاغات عديدة تفتح باستمرار في هذه الجهات في هذا النوع من القضايا.. فإن «الدجالين» يضحكون على أولئك المساكين ويطلبون منهم العطايا بدءاً بالدجاجة والديك، وبحسب رواية ابن ضيف الله في كتاب الطبقات أن خليل الرومي من كراماته أنه طلب ممن سأله معرفة ضائعته أن يأتيه بديك «خصي»!! و«بُرْمَة مريسة»!! بدءاً من أمثال ذلك وصولاً إلى قطع الأراضي والعمارات التي سارت بأخبار بعضها الركبان!! فعلت لك الوسائل الإعلامية ذلك فإنه تكون قد أسهمت في القيام ببعض واجبها الذي سيسألها الله تعالى عنه في يوم تشخص فيه الأبصار..

وعندما تريد بعض وسائل الإعلام ترويج بعض البضائع السامة فإنها تقدم على شاشاتها وصفحاتها أمثال النيل أبو قرون، لينشر «أباطيل» ويحكي «ترهات» ليشكك بها في ثوابت راسخات كالجبال الراسيات.. ولكن هيهات!! فقد خرج علينا ليروج بضاعة «تالفة» شهد النيّل بنفسه أنها تالفة في توبته التي وقّع عليه قبل عدة سنوات!!!

فابن سلول رأس المنافقين أمره معلوم وهو رأس النفاق وهو الذي تولى كِبر الإفك وعاش منافقاً ومات منافقاً وبذلك جاءت النصوص الثابتة الصحيحة.. ولا تعارض البتة بين صلاة النبي عليه الصلاة والسلام عليه الثابتة في السنة حيث خيره الله تعالى في الدعاء والاستغفار، ثم نزول الوحي بقوله تعالى: «ولا تصلِّ على أحد منهم مات أبداً ولا تقم على قبره..» لا تعارض بين ذلك وبين أنه منافق بل رأس المنافقين، كما أنه لا تعارض بين تخيير الله تعالى له بين الدعاء له والاستغفار أو عدم الدعاء ثم النهي المستقبلي «ولا تصل على أحد منهم مات أبداً..» لا تعارض بين ذلك وبين عصمة النبي عليه الصلاة والسلام في ما يبلغ فيه عن ربه عز وجل، ومن ذلك قصة الأعمى في سورة «عبس».. وقصة ما يصنع بأسرى بدر التي وردت في سورة الأنفال..

عَنِ عبد الله بْنِ عَبَّاسٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ ــ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُم جميعاً ــ أَنَّهُ قَالَ: لَمَّا مَاتَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أُبَيٍّ ابْنُ سَلُولَ دُعِيَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِيُصَلِّيَ عَلَيْهِ فَلَمَّا قَامَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَثَبْتُ إِلَيْهِ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ أَتُصَلِّي عَلَى ابْنِ أُبَيٍّ وَقَدْ قَالَ يَوْمَ كَذَا وَكَذَا كَذَا وَكَذَا ــ أُعَدِّدُ عَلَيْهِ قَوْلَهُ ــ فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَقَالَ: «أَخِّرْ عَنِّي يَا عُمَرُ» فَلَمَّا أَكْثَرْتُ عَلَيْهِ قَالَ: «إِنِّي خُيِّرْتُ فَاخْتَرْتُ لَوْ أَعْلَمُ أَنِّي إِنْ زِدْتُ عَلَى السَّبْعِينَ فَغُفِرَ لَهُ لَزِدْتُ عَلَيْهَا» قَالَ فَصَلَّى عَلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ثُمَّ انْصَرَفَ فَلَمْ يَمْكُثْ إِلاَّ يَسِيرًا حَتَّى نَزَلَتِ الآيَتَانِ مِنْ بَرَاءَةٌ (وَلاَ تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا) إِلَى (وَهُمْ فَاسِقُونَ) قَالَ فَعَجِبْتُ بَعْدُ مِنْ جُرْأَتِي عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَئِذٍ وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ.

لقد تمت استتابة النيل أبو قرون بواسطة مجمع الفقه الإسلامي ولمن أراد مشاهدتها فهي على الشبكة العالمية للاتصال وقد وجدتها بهذا الرابط : http://s.v22v.net/xkW وفي تلك الاستتابة وقّع النيل أبو قرون على بطلان وخطأ ما ذكره في أمر رأس النفاق عبد الله بن أبي بن أبي سلول كما وقّع على غير ذلك من بطلان كلامه في الصحابة الكرام كأبي بكر وعمر وعثمان وطلحة وأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها.. فلطالما هو بنفسه شهد على «تلف» بضاعته و«فسادها» فلماذا تتاح له الفرصة عبر قناة فضائية لينشر هذا السم الزعاف؟! وأرجو أن يقوم مجمع الفقه الإسلامي بدوره في ذلك ولماذا تفتح تلك القنوات أبوابها ليأتي يتهجّم على صحيح البخاري الذي تلقته الأمة وعلماء المسلمين بالقبول وكل ما فيه صحيح ثابت عن رسول الله عليه الصلاة والسلام وإن رغمت أنوف المتربصين بالسنة النبوية؟! ولا يخفى أن الأمر ليس المقصود به أحد العلماء أو أحد الكتب ولا أن تبرئة رأس المنافقين وادعاء صحبته المقصود منها ما يظهر وإنما هي دعوات يراد بها الطعن في السنة عموماً ورواتها ومصادرها ولذلك خرج بعد اللقاء بيان نسب لأحد مستشاري النيل يرجو فيه من الحكومة ترك الحبل على الغارب والسماح بالأفكار الجديدة وعدم العناية لما يقوم به أصحاب النقول الذين لا يريدون وينفرون من الجديد!! كما أن أمر رأس المنافقين لا يبعد أن يكون الكلام فيه من هذا أو ذاك له صلة بقضية الإفك التي تصر الشيعة الرافضة وأذنابها على عدم قبول خبر القرآن الكريم فيها ببراءة الصديقة أم المؤمنين عائشة منها وقد كان رأس المنافقين هو الذي تولى كبرها..

إن مسؤولية هذه الوسائل عظيمة وإن نشر هذه المواد التي تزعزع في ثوابت المسلمين، وتخالف كتاب رب العالمين، ويغش بها على الناس من الكبار والنشء وغيرهم مما يجب أن يوضع أمامه الخط الأحمر، وليسع وسائل الإعلام نشر الخير وما فيه جمع كلمة المسلمين على الحق، ونشر التوجيه الصحيح ومعالجة مهددات المجتمع من عقائد منحرفة وغزو فكري ومنكرات وفساد، وليتيحوا المجال لقادة المجتمع من مربين وموجهين ومدرسين ودعاة ثقاة صادقين وهم كثر ولله الحمد ليصفوا للناس أمراض المجتمع التي كثرت وتفاقمت وليحسنوا وصف العلاج ليتم الشفاء بإذن الله تعالى وتوفيقه.. فإن فعلوا ذلك فإن الله تعالى الذي بيده مقاليد السماوات والأرض سيفتح لهم أبواب الأرزاق من حيث لا يحتسبون.. ولا يخفى على كاتب أو مقدم برنامج فضلاً عن رئيس تحرير أو مدير قناة قول الله تعالى: «وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها لا نسألك رزقاً نحن نرزقك والعاقبة للتقوى».. فالرزق تكفل به الرزاق وحده سبحانه وتعالى والمأمور به الاستجابة لأمر الشرع والصبر عليه، فإن ذلك هو من أهم أسباب الرزق كما أن مخالفة الشرع ومن ذلك تمكين هؤلاء المنحرفين عن جادة الحق من أهم أسباب فقدان الرزق والموفق من وفقه الله ..

صحيفة الإنتباهة
ع.ش[/JUSTIFY]

تعليق واحد

  1. [SIZE=3]وما تنسى زي شركه تساهيل عادي بستضيفوهم في القنوات معنو عارفنهم حراميه ومحتالين[/SIZE]