[JUSTIFY]تعمدت التأخر وعدم التعليق على مفاجأة الرئيس، لأسباب احتفظ بها لنفسي لكن رغم تحفظي على ما أحتواه الخطاب إلا أنني سأعبر باتجاه آخر، فمنذ أن أمسكت الإنقاذ بمقاليد الحكم قبل أربعة وعشرين عاماً لم نعتد رؤية الرئيس يتحدث من ورق أو خطابات مكتوبة سوى بعض المرات القليلة وفق ما تقتضيه الحال إذ كان حديثه المباشر والتلقائي والبسيط هو ما يميزه وما يجعله قريباً من المواطن العادي، في هذه المرة أخي الرئيس رأينا منك ما لم نره قبلاً ولنبدأ منذ ولوجك للقاعة إذ وضح عليك التعب والإرهاق وبان ذلك على وجهك ومن هندامك ومن طريقة تلاوتك للخطاب وضح جلياً ضيقك من أمرٍ ما نجهله، مما أربك الجميع وجعلهم يظنون الظنون، وأجدني في حيرة من أمري ممن كتبوا الخطاب وتوقيته هل فات عليهم أن الرئيس مرهق، ماذا هنالك لم العجلة هل هي غفلة أم تساهل، كيف غاب على الذين من حوله ترتيب الأولويات وتوقيت الخطاب ولغته التي جاءت مخاطبة للصفوة ورغم وجود نخبة من القيادات الحزبية والسياسية والعلمية إلا أنه غاب عمن خطوا الخطاب أنه موجه للأمة السودانية كلها وهي ليست أمة صفوية، ولذا كان يمكن أن يكون مقبولاً لو أن لغة الخطاب خاطبت هذا التنوع من الناس، ففيهم المتعلم وفيهم العادي، والخطأ الآخر ممن بادروا بالتصريحات فتم تأويل ما لم يكن متوقعاً، فهل أرادوا أن يبنوا سياجاً عالياً يحول بينك وبين شعبك أخي الرئيس، إن التفسيرات التي جاءت من بعد أصبحت متذبذبة ما بين مقدمة لوثيقة إصلاحية وتلخيص لقضايا كبرى أو محاور لخطاب تفسيري آخر كل منهم يضع التبريرات ويضع الأعذار فيما استعصى فهمه على الشعب، لماذا؟ لأن لغة الحوار كانت لغة صعبة وفلسفية وهوائية تقبل التفسير ولا تقبله في آن واحد، ولأن من صاغوا الخطاب أعتقد أنهم بعيدون عن الشارع السوداني وعن همومه ولذا وضعوا ما يرونه هم لا ما يراه الآخرون وبلغتهم لا بلغة يفهمها العامة، في تقديري أن الحكومة فوتت عليها فرصة تأريخية لن تتكرر بسهولة إذ أن كل الشعب السوداني في الداخل والخارج باستثناء القليلين كانوا متسمرين أمام الشاشات أو منصتين للإذاعات ليستمعوا لمفاجأة الرئيس، الحضور النوعي الذي ملأ القاعة كان يمني نفسه بإجراءات سياسية وحوارات جادة للوصول لحلول لكل القضايا العالقة، المواطن البسيط كان طموحه أن يسمع بإجراءات معيشية تخفف عنه قليلاً وكل ما من شأنه إرهاق كاهله، لكن خابت كل التوقعات وصدقت توقعات الأستاذ إسحاق فضل الله. الرئيس لم يقل عندي مفاجأة للشعب السوداني نفهم ذلك لكن التصريحات التي صدرت من بعض القيادات تم تطويرها ورفع مستوى توقعات الناس وأشواقهم، ورغم ما احتواه الخطاب من محاور هامة إلا أنها كانت مختبئة بين ثنايا الخطاب إضافة للتكرار في بعض المفردات التي استشكلت على البعض، أمر آخر كان ملفتاً، لماذا أصر القائمون بالأمر على التأكيد أن الدعوة جاءت من حزب المؤتمر الوطني وليس رئاسة الجمهورية رغم أن الرئيس خاطب كل الشعب وليس الأحزاب وحدها، ولو أننا نعلم سلفاً أنه بالنسبة لحزب لديه مؤسسات ومجلس شورى ومجلس قيادي موسع غير متوقع منه مثل هذا الخطأ إذ كان لا بد أن يعرض الخطاب بملحقاته على مؤسساته أولاً رغم أنه حمل موجهات عامة، على كلٍّ علمنا أن هناك اجتماعاً للمجلس القيادي يعقد قريباً نرجو استدراك هذا الخطأ.صحيفة الانتباهة
أمينة الفضل
ت.إ
[/JUSTIFY]
هذا يوضح انه ليس هناك مؤسسات ولا بطيخ ..اشخاص يديرون كل شيئ ما لم يتوصل اليه القادة السودانيين هو ان الشعب اكبر منهم فهما وحساً شعب واعي ذواق متعلم من الحياة الكثير لماح يقرأ كل بواطن الامور سريعأ..الشعب لا ينتظر مفاجأة لكنه كان يتوقع شيئ ما لا يتكهن به ..الحكومة فوتت فرصة لن تتكرر حسب ظني السودانيون تهيأوا خلال ربع القرن الماضي لسماع خطابين الاول كان في 30/يونيو/1989 والثاني خطاب البشير (الوثبة) الخطاب الاول له اسبابه اما الوثبة الله اعلم
كتبتي فابدعتي يا بت الفضل، يا ليت كل كتاباتك هكذا، اتمنى ان تكوني دائماً موضوعية في كتاباتك كما المقال