قاضٍ سابق يحكي قصّة اللص الذي أخفى جملاً داخل (قطيّة)

لكن يا النيلين ما اسم هذا القاضي ؟؟ على كل حال أريد أن أصحح بيتي الدوبيت الذين ذكرهما في المقطع الأول لأنه قد جمع بين قطعتين من مربوعين مختلفين , ففي الأصل : أنــا كان سراق ما بسرق ام بكــّوتي ** بسرق إبلاً طوال فيهن بجرجر ســوطي ** وآخر العمر يبقن سبب لي موتي & والمقصود بام بكوتي: العنزاية ) أما آخر الشطر مما ذكره الكاتب فهو من رباعية أخرى يقول فيها الشاعر : يا طير كان طرت سلــم على التربالــة ** لا شقّت فريق لا تصنتت لقواله ** كشمت في مصر ضوت دكاكين باره ** وحكم الإنقليز ما خلى لينا دباره** أما قوله 🙁 سمع الجمل يعيد مضغ الطعام ) فهذه الجملة بالنص غير معروفة لكن المعروف أنه : سمع (الجمل يصقع الجــرة ) ومع أن هذه الجملة في الظاهر عــامية لكنها في الحقيقة عربية فصيحــة بدون شك وللأسف فإن كثيراً من الكلام والمصطلحات الفصيحة التي تستعمل في البوادي قضت عليها المدنية أو المدينة التي حصرت اللغة المستعملة في كلمات معدودة هي لغة الإعلام المقروء والمكتوب والمسموع وتداولها الناس ومن ثم توارت اللهجات الكثيرة البدوية التي في استعمالها إثراء وتنويع للأساليب اللغوية !! أما معاني الكلمات التي وردت في الرباعيتين الأخيرتين اللتين كتبتهما فهي : ( القوالة : يعني الغيبة والنميمة , يقولون فلان ,أو فلانة قـوّالة أي تنقل الكلام من شخص إلى آخر , أما التربالــة فهي المزارعة أو صاحبة السعــية . والمقصود بمصر هي مصر المعروفة أو أبعد مكــان أي لو تبسمت المذكورة في أبعد الأماكن تضيء ببياض ثغرها دكــاكين مدينة بارة , مثلما قال امرؤ القيس : تضيء الظلام من العشاء كأنها** منارة ممسى راهب متبتـــل ) أو كما قال عنترة : فوددت تقبيل السيوف لأنها ** لمعت كباسم ثغرك المتبســم**