[JUSTIFY]
مطلع الأسبوع الماضي انتشرت شائعة قوية في ولاية الجزيرة مفادها أن البروف الزبير بشير طه نثر حزمة من الأوراق في الفضاء وبدا غاضباً وهو ينتعل (بوته) ويصعد إلى جوف (السيارة) مولياً وجهه شطر الخرطوم بعد أن اتسعت خارطة السخط، التفاصيل اللاحقة مضت إلى القول بأن الرجل قرر الدفع بإستقالة نهائية للرئيس البشير، شيئاً فشيئاً اتضح أن الأمر محض أمان، ولكنها أمان تتخلق على نطاق خارطة القرى والنجوع في محليات الولاية بعد حديث رئيس الجمهورية المبشر بأن التغيير سيشمل ولاة الولايات، قبيل ذلك بيوم اقتحمت قرابة العشر سيارات قصر الضيافة في (ود مدني)، ما يربو على المائتين من قيادات محلية الكاملين والذين يمثلون قلب المشهد النابض هنالك، أعيان المنطقة، رجال الحركة الإسلامية، نواب المجلس الوطني، الشباب والطلاب، كلهم جلسوا بين يدي الوالي عقب أداء صلاة الصبح وهم يصوبون جل مطالبهم في إقالة المعتمد يوسف الزبير، لا تراجع ولا استسلام، الوالي أصيب بصقعة كون المحلية برجالها ونسائها ترفض المعتمد وتتمترس خلف موقف واحد هو أن يذهب الرجل الذي يقاتل من أجل البقاء وتعهد بأنه سوف يغير المعتمد في أقرب فرصة طالما أنه مغضوب عليه من أبناء المنطقة، الإشارات الملتقطة تشير إلى أن الثورة الإصلاحية تنطلق من داخل المسجد، ذروة الصراع حاول أن يشعلها نائب رئيس المؤتمر الوطني عمر الشريف الذي خاطب حشداً من الموظفين في الكاملين بعيد ذلك وأبلغهم أن المعتمد سيبقى. في الحال تخلقت موجة أخرى أول أمس بمنزل النائب التشريعي عبد الوهاب عمر في (أم مغد) وهي ترفض حديث نائب رئيس الحزب وتقر خطة للتصعيد تمتد حتى أسوار القصر الجمهوري، خطة ربما تطيح عمر الشريف نفسه الذي يحتمي به المعتمد.
في محلية أم القرى يشخص نموذج مشابه لدبيب حركة الإصلاح ذياك، أعضاء المجلس التشريعي هنالك اجتمعوا بعيد أن ضاق بهم الحال وسحبوا الثقة من المعتمد أحمد الشايقي، الرجل وجد نفسه خارج إطار الصورة، لكن الحزب آثر إخراج الإطاحة بصورة مغايرة، في محلية جنوب الجزيرة هبت نفس الثورة الإصلاحية ضد المعتمد النور أبو الحسن وهي تنشد قيم الحركة الإسلامية، صوت المواطنين هناك بدأ يرتفع على نحو كبير، يتقصد إطاحة كل من علقت بهم شبهة ظلم أو فشلوا في مهمتهم، أو خانوا ثقة المؤتمر الوطني وبرنامجه الانتخابي، ولكن يبقى السؤال شاخصاً: هل يستجيب الوالي ويطيح المعتمدين أم تهبط عليهم جميعاً كرة الثلج التي دفع بها الرئيس البشير من أعلى مواقع الإصلاح؟عزمي عبد الرازق: صحيفة اليوم التالي
[/JUSTIFY]