الطاهر ساتي
بدويون في حياتنا…!!
** وخاطب بدوي موجهاً: تكلم عن فصل الربيع يا ابني.. فشرع بدوي يتكلم: فصل الربيع من أجمل فصول السنة، تكثر فيه المراعي الخضراء، مما يتيح للجمل أن يشبع من تلك المراعي، والجمل كما تعلمون حيوان بري يصبر على الجوع والعطش، ويستطيع المشي على الرمل بكل سهولة ويسر، ويربي البدو الجمل، فهو ملقب بسفينة الصحراء، وينقل متاعهم ويساعدهم على الترحال من منطقة لأخرى، والجمل حيوان أليف، و…!!
** قاطعه المدير: دع فصل الربيع، تكلم عن صناعة السيارات في اليابان.. فشرع بدوي متحدثاً عن الصناعة: نعم، تشتهر اليابان بالعديد من الصناعات ومنها السيارات، ولكن يعتمد أهلنا البدو في تنقلاتهم على الجمل، والجمل كما تعلمون حيوان بري يصبر على الجوع والعطش، ويستطيع المشي على الرمل بكل سهولة ويسر، ويربي البدو الجمل، فهو ملقب عندهم بسفينة الصحراء، وينقل متاعهم ويساعدهم على الترحال من منطقة لأخرى، والجمل حيوان أليف، و…!!
** فقاطعه المدير للمرة الثالثة: دع صناعة السيارات في اليابان وتكلم عن فوائد الحاسب الآلي.. فشرع بدوي يكلمهم عن فوائد الحاسب الآلي قائلاً: الحاسب الآلي جهاز مفيد يكثر في المدن ولا يوجد عند البدو لأن البدو لديهم الجمل، والجمل حيوان بري يصبر على الجوع والعطش أياما، ويستطيع المشي على الرمل بكل سهولة ويسر، ويربي البدو الجمل، وملقب عندهم بسفينة الصحراء ، فينقل متاعهم ويساعدهم على الترحال من منطقة لاخرى، والجمل حيوان أليف، و..!!
** فقاطعه المدير، ثم طرده بلسان حال قائل (انت ماك نافع، شوف ليك شغلة تنفعك).. فغضب بدوي من الطرد، ورفع تظلماً لوزير التربية والتعليم، وفيمايلي نص التظلم: (معالي الوزير، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أقدم لمعاليكم تظلمي هذا وفيه اشتكي مدرس مادة التعبير لأني صبرت عليه صبر الجمل، والجمل – كما تعلم يا معالي الوزير – حيوان بري يصبر على الجوع والعطش، ويستطيع المشي على الرمل بكل سهولة ويسر، ويربي البدو الجمل، فهو ملقب عندهم بسفينة الصحراء، وينقل متاعهم ويساعدهم على الترحال من منطقة لاخرى، والجمل حيوان أليف، وكما يعلم – معاليكم – أن الجمل يستمد طاقته من سنامه الذي يخزن فيه الكثير من الشحوم، وشكراً.. مقدم الطلب/ الطالب بدوي).. وهكذا تقريباً النهج الذي يدير واقع الحال في بلادنا.. ما من قطاع – سياسياً كان أو إقتصادياً أو خدمياً – إلا وقد إبتلاه القدر بعقل بدوي.. أي بنهج فريد من نوعه – كما عقل بدوي – بحيث يبدأ أي موضوع أو مشروع أو حل أية قضية باسم الموضوع أو القضية أو المشروع، ثم يلف ويدور – ويلولو – وينتهي باللاشيء المسمى – في تلك الحكاية – بالجمل..!!
إليكم – السوداني
[email]tahersati@hotmail.com[/email]