الفرقاء الجنوبيون .. تصعيد الأوضاع
تبادل الاتهامات الذي فتحت جوبا بابه تجاه المتمردين الخارجين عليها يعود بالأحداث في الجنوب إلى الوراء ويعقد من صعوبة الأوضاع على الأرض خاصة في ظل موجة النزوج العالية التي اجتاحت المدن الجنوبية فراراً من الحزب وامتد النزوح ووصل حد اللجوء.. وكانت السلطات بولاية النيل الأبيض نقلت نحو ألفي لاجئ إلى نقاط داخل بحر أبيض، وقبلها وصلت أعداد من الصعوبة بمكان حصرها بجانب وصول لاجئين إلى دول أخرى.
الأوضاع في الجنوب بدأت تخرج عن السيطرة وكان زعماء «الإيقاد» يعتزمون زيارة جوبا الخميس الماضي إلا أن سوء الأوضاع هناك حال دون قيام زيارة الرئيس.. وكان اعتزام مناقشة الأفارقة للوجود اليوغندي في الأراضي الجنوبية وهو الأمر المرفوض من جانب نظام سلفاكير ميارديت سيما أن الدعم العسكري اليوغندي قوى من عود الجيش الشعبي وساهم في تمكين الوجود الحكومي في عدد من المناطق في الجنوب.
وبالتالي فإن الوجود اليوغندي يعد واحداً من الأسباب الرئيسية في تعقيد الأزمة الجنوبية لجهة أن التمرد الذي يقوده د.رياك مشار اشترط خروج اليوغنديين من أراضي بلادهم خاصة وأن الأمر برمته يبدو مرفوضاً حتى من جانب جهات رسمية في يوغند، ففي الأخبار أن نواب البرلمان اليوغندي استجوبوا وزير دفاع بلادهم الجنرال جيجي أودنقو بشأن تدخل قواتهم في دولة الجنوب، وقد طالب البرلمان من الوزير تقديم إجابة شافية عن خطوة التدخل في الشأن الجنوبي بتقديم ما يفيد أن النظام الجنوبي بقيادة سلفاكير استنجد رسمياً بالجيش اليوغندي ودعاه لمساندته، وهو الامر الذي لم يوفر له الوزير إجابة صريحة.
واضح أن وساطة أطراف أفريقية ستصطدم بشكل مباشر بالوجود اليوغندي غير المرغوب فيه من عدة أطراف كونه يساهم في تصعيد الأزمة التي توقع كثيرون أن تنفرج في أعقاب موافقة الطرفين المتصارعين على الدخول في مفاوضات كان مسرحها العاصمة الأثيوبية أديس أبابا والتي تعد أسرع مفاوضات بين حكومة تتمتع بشرعية وخصومها حاملي السلاح.
كما أن الحديث الذي راج عن محاولة لاغتيال زعيم المتمردين رياك مشار سيسهم في تعنت قواته ولعل مشار أراد إرسال رسالة مفادها فشل المباحثات، حيث لم يمض يومان إلا وأطلقت جوبا سهام الاتهامات خاصة وأن عنصر الثقة لم يسكن قلب الحكومة الجنوبية ولو لفترة قصيرة عندما علق وزير الإعلام بحكومة جوبا مايكل ماكوي على خرق اتفاق وقف العدائيات بالقول: الأمر ليس مستغرباً، هؤلاء متمردون وهم غير منضبطين».
الصورة الجنوبية باتت واضحة تماماً للأمم المتحدة التي ماتزال تتعشم في التزام الأطراف بوقف إطلاق النار حيث يتوقع أن تعيد الأمم المتحدة والمجتمع الدولي النظر في الصراع الجنوبي الجنوبي الذي بدأت تأثيراته السالبة من نزوح وتوقف الحياة في مناطق بالجنوب تظهر وبشكل كبير وإعادة ترتيب أوراق الجنوب قد تكون قاسية على حكومة سلفاكير قبل رياك مشار الذي خلط الأوراق منذ تفجر الأزمة غير متناسين أن أطراف دولية ساهمت في التصعيد منذ مساهمتها في خروج مشار من جوبا وحدوث الطوفان.
صحيفة آخر لحظة
[/JUSTIFY]