خالد حسن كسلا : الوزيرة «تهاني».. جاهزون لمناظرة «الملحدين»
ولكن السؤال: هل الحكومة في السودان على استعداد لإقامة مشروعات التوعية لإنقاذ ضحايا الغباء من براثن الإلحاد؟! إن الإلحاد حالة غباء وقد عاد كثير جداً من العلماء الذين طال عليهم العمر من رحلة الإلحاد، ومن اعتناق الفكر الشيوعي لأنهم أصلاً عادوا من رحلة الغباء، وأدركوا أن هذا الكون الذي يأتي مما لا نهاية ويستمر إلى ما لا نهاية على طريقة الأرقام لا بد أن يكون له خالق هو الأول والآخر والظاهر والباطن. ونقول دائماً إن قدرة بعض الناس على ممارسة قوة غيبية ولو لحين مثل السحر يدل على أن الغيب حق، وهؤلاء السحرة الكفرة يثبتون ذلك من خلال مخالفتهم للأوامر الإلهية. ويا سبحان الله. ثم انظر إلى القرآن «كتاب الله»، وإن كنت تجيد اللغة العربية تماماً، لما ظننت أن أفصح العرب يستطيع أن يصوغ مثل عباراته. إن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم هو أفصح العرب ومن بني هاشم أفصح بطون بني قريش، ولكن مع ذلك هو يؤمن أن القرآن لا يمكن أن يصوغ مثله أحد بني هاشم ولو كان هو نفسه رغم أن الله قد أتاه جوامع الكلم. ومعلوم أن الحديث النبوي إذا كان فيه مشكلة في الفصاحة يعرضه للتضعيف باعتبار أنه موضوع. ومن وضعوا الأحاديث هم من أفصح العرب ومنهم من غير العرب مثل بعض الفرس الذين يجيدون اللغة العربية إجادة قوية أكثر من لغتهم الفارسية، وهؤلاء رغم أنهم حاولوا تحريف القرآن لكنهم فشلوا. فقد ألفوا زوراً وبهتاناً ما يعرف بسورة الولاية وسورة الروح. لكن يمكن أن يخدعوا بها أهلهم غير العرب. لعدم معرفتهم بفصاحة وبلاغة اللغة العربية. فهؤلاء يتلقون هذا التحريف مثلما يتلقي غير السريانيين الإنجيل المحرّف بلغاتهم أو اللغات التي يتحدثونها إلى جانب لغاتهم مثل العربية والإنجليزية والأردية. وحينما يقال إن هناك ملحدين لهم صفحات في الإنترنت، فهم على الأرجح من غير الناطقين باللغة العربية، وإن كانوا أصلاً من الناطقين بها، فتبقى المشكلة في الذهن أي أنها مسألة غباء. ثم انظر إلى القرآن الكريم ينزل على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ويتضمن قوله تعالى :«عبس وتولى إن جاءه الأعمى وما يدريك لعله يزكى أو يذكر فتنفعه الذكرى».. سورة عبس
فهل من رجل يريد أن يخدع الناس بكتاب ألفه بنفسه يضمّن فيه مثل هذه الآيات؟!. وكان يمكن أن يخشى على دعوته بهذا العتاب. لكن للأسف الشديد لا وسائل الإعلام ولا وسائل التعليم تجد من الدولة الذكاء في إنقاذ الناس من الغباء. لكن إذا كانت الوزيرة الدكتورة تهاني عبد الله قد اهتمت بهذه القضية، ومع علمنا بأن القرآن يقول: «إنك لا تهدي من أحببت»، فلتستعيض الدولة في فترة وجودها على رئاسة هذه الوزارة عن الأدوار الغائبة لوزارتي التعليم والإعلام، وتطلق هي مواقع حكومية تنشر من خلالها مواد مبسطة لحقيقة وجود الله الحتمية. ثم ربما هناك من يسترزقون بالتظاهر بالإلحاد. أي أنهم منافقون بطريقة عكسية «نفاق عكسي» عكس نفاق أمثال ابن سلول الذي كان يظهر الإسلام ويخفي الكفر.
وهذا وذاك طبعاً واحد من حيث العاقبة.
فيا دكتورة تهاني ليتك فعلت صدقة جارية في وزارتك واطلقتي مواقع للتوعية والتبصير وإنقاذ الأغبياء وغير الناطقين باللغة العربية من جاهلية القرن الحادي والعشرين. وليت وزارتك تكفلت بنشر كتاب «جاهلية القرن العشرين» للعلامة محمد قطب في موقع إلكتروني لأنه من الكتب التي تركز على قضية «الغيب والشهود».
ثم ما يجدر ذكره ومعرفته في هذا السياق هو ما كررت إيراده وهو إجابة الخارج من الحزب الشيوعي «المرحوم» الخاتم عدلان، فقد سألته عام «2003م» في حوار صحفي عن سبب خروجه من الحزب الشيوعي فقال لأنه تخلّى عن الماركسية لأنها ما عادت منتجة للمعرفة. قلت له لكن هؤلاء لا يطرحون في برنامج الإلحاد ولا إلغاء الملكية ولا التأميم ولا دكتاتورية البروليتاريا، فأين الماركسية إذن؟!
قال لي: «للأسف كلام غير صحيح، فهم يضمرون كل هذا في المستقبل، وأن الإلحاد في دائرة ضيقة».. انتهت الإجابة.
والآن نقول لتخرج لنا ما تبقت من هذه الدائرة الضيقة وتناظرنا فنحن جاهزون.
صحيفة الإنتباهة
ع.ش