رأي ومقالات

راشد عبد القادر: بعض عساكر المرور يأخذون رشاويهم علنا و(التسهيلات) من الجوازات الى دواوين الحكومة الى إستخراج رخصة السواقة

الإنقاذ ،فيديو الإغتصاب ،كل شيئ .. محسوب ،القاهرة بدايات السنوات الأولى من القرن الواحد والعشرون المكان حى الهرم الراقى
أخرج بعد اذان الصبح الى المسجد الذى يجاور تماماً ملهى الجندول.. وما أدراك يومها ما ملهى الجندول وملهى ليالى فى بداية طريق الهرم
المسجد يمتلئ لاخره بالمصلين وعلى رأسهم أولئك (النادلين) الذين كانوا يقدمون الخمر على ترابيز الملهى ,, يأتوا مسرعين للصلاة ثم يعودا لعملهم
على مقربة من الملهى فندق سفنكس بباراته المتعددة ,كما عرفت من بعض الأصدقاء ونحن جلوس فى المقهى خلفه وصاحب الفندق الملياردير بلحيته الطويلة البيضاء وسبحته وهو يقف معنا فى صف الصلاة
كل شيئ فى مصر يومها كان عجيب لأقصى مدى لأنه يفرغ كل شيئ من معناه فلا الصلاة هى الصلاة ولا السفاهة هى السفاهة فالراقصة تحمد الله أن وفقها فى فاصل الرقص.

وأسوأ لحظة هى تلك اللحظة التى تختلط فيها الأشياء وتفقد مسمياتها ويومها تلاميذ المدرسة التى تبعد مسافة قريبة من الشقة يجلسون على سلالم العمارات ل (يعملون دماغ) .. والحشيش يملأ الشوارع والاذان يعلو صوته وبواب العمارة يرانى فى شبابى فيسألنى (أي خدمة يا باشا)؟؟ والخدمات التى يقدمها البوابين هناك ما يعود بك الى الإستواء فى خط إختلاط القيمة.

والحارة السبعطاشر الثورة أسهل مافيها شراء رأس من البنقو .. والثورات كلها عبارة عن وكر كبير للتعاطى ومسجد كبير للمصلين وكل الأحياء كذلك
ومصر التى كل شيئ فيها بحساب حتى صناعة الغيبوبة تجعل الناس ينطلقون ليعودا من أعمالهم ليبحثوا عن تاكسي يقودونه أو مهنة أخرى لتوفير لقمة الخبز للأبناء.

والعاملين فى السودان يعودون من وظائفهم لامتطاء الركشات والامجادات والهرولة خلف وظيفة أخرى والأفواه مفتوحة على إتساعها ولا دخل يكفى ابداً فى وطن هو الأغنى بالموارد دون العالمين.

وبعض عساكر المرور يأخذون رشاويهم علناً و(التسهيلات) من الجوازات الى دواوين الحكومة الى إستخراج رخصة السواقة إلى تصاديق العمل الى الى الى الى وفى كل مؤسسة مسجد وفى كل حارة مسجد وفى كل جامعة مسجد.

والسفاح يتمدد والبنقو يتمدد والأصوات المكبرة تعلو فى زيارات المسئولين وحديثى مع (أطفالى) عن التحرش .. وما لا يحدثنا عنه أباؤنا قديما نحدث عنه أبنائنا حديثا .. وما لم يخاف أبائنا عليه منه نخاف على أبنائنا منه وبقوة ولا تطمئن القلوب إلا بعد عودة الأطفال سالمين ..لتبدأ رحلة الخوف فى الغد.

والرئيس يستلف لغة (الدار) و .. مفااااااجأة
وأشهر جريدة فى مصر يومها أخبار الحوادث
وأشهر صحفية فى السودان فاطمة الصادق
وأفضل جريدة الدار وحكايات.

ومصر كانت تخطط لكل شيئ حتى تلهى الناس عن السياسة والحكم والاحساس ببؤس الحال
والسودان يعيد كل شيئ ولا احد يهتم إلا بلقمة الخبز .. فقط لقمة الخبز ..كيف تأتى ومن أين لا يهم . لا يهم من أى طريق
ونسمع
ورا ورا ورا
و .. ممكن اضرب ليك بعد اتناشر؟؟
ونمر بالقرب من دار المايقوما
ونشتم رائحة البنقو فى الطرقات
ونشاهد فلم الاغتصاب
ونصلى فى دولة المشروع الحضارى
والسودان فى شارع الهرم
وكل شيئ .. محسووووووووووووووووووب.
Rashid Abdelgadir

‫3 تعليقات

  1. الرئيس لا استلف لا قال لا صرح و لا جاب سيرة مفاجأة … سمعتو ليكم طرف تصريح من كارتر و مسكتوا فيه …