تحقيقات وتقارير

من قاعة المحاكم .. المعاملات المالية بين النساء .. الطريق إلى المحكمة

[JUSTIFY]تختلف طريقة المعاملة بين النساء باختلاف الأوساط الاجتماعية التي تجمعهن مع بعضهن ما يجعل تداول الحديث بينهن تفرضه عليهن البيئة المحيطة بهن وتنشأ بينهن علاقات اجتماعية يستطيع المرء أن يفتخر بها في حياته والبعض من تلك العلاقات تمتد حتى تصل المعرفة إلى الأهالي ما يجب المحافظة عليها لاستمراريتها، ومن ناحية أخرى نجد أن ذلك التجمع يخلق بينهن نواحي سلبية وتخسر إحداهنّ علاقتها بالأخرى ويرجع ذلك لسبب التعامل بينهن في مختلف الجوانب خاصة الجوانب المالية وهي التي في أغلب الأحوال السبب الذي يفرق الأصدقاء والأحباء وكثيرًا ما كانت سببًا لتفرق الإخوة فيما بينهم. في ذلك النهار تجمع عددٌ من النسوة اللاتي يعملن بإحدى المؤسسات التابعة للقطاع الخاص بغرض تناول الإفطار وكانت العلاقة فيما بينهن جيدة للغاية وكل واحدة تسابق الأخرى في تقديم الخدمة لغيرها ويتم تبادل الزيارات الأسرية وقالت «ز» إنها كانت تعتبر زميلاتها وصديقاتها بالشركة هنّ أسرتها الحقيقية التي تقضي معها أطول فترة خلال اليوم إضافة إلى أنهن يعرفن تفاصيل حياتها أكثر من أخواتها شقيقاتها، وتابعت قولها إنها كانت تمر بأزمة مالية حادة كادت أن تشتت شمل أسرتها، وفي تلك اللمة مع صديقاتها اللاتي بدورهن سألن عن حالها، وردت لهنّ قائلة إنها ضاق بها الحال وغاب عنها التصرف لدرء الأزمة التي حلت بأسرتها «زوجها» علمًا أن لديها أربع بنات باعمار متفاوتة، وأضافت أن زوجها دخل يعمل في مجال السوق والتجارة بعد أن تمت إحالته للمعاش في عمر مبكر وفي أولى خطوات التجارة مع معارفه انتابه شعور بالنجاح حتى بدأ يتطور شيئًا فشيئًا وبتراكم العروض التجارية والبضاعة التي كتب لاستلامها عددًا من الإيصالات المالية في الوقت الذي له معرفة قوية بأولئك التجار إلا أنهم عند مجيء موعد تسديد المبلغ وقفوا له مطالبين بسداده على الفور وطلب منهم إمهاله عدة أيام ليرتب فيها حاله نسبة إلى أن البضاعة حتى اللحظة لم يتم بيعها بالكامل ولم تحصد ثمار أرباحها بعد، وبعد عدد من المحاولات التي لم تفلح جميعها في طريقة توفير المبلغ المالي ذهب لهم وعرض عليهم تسلمهم جزءًا من المبلغ إلى حين وبالفعل قام بدفع جزء منه، ولم تمضِ فترة ثلاثة أشهر حتى كرروا له الطلب مهددين فيه بتقديم إيصالات الأمانة إلى الشرطة وهذا الأمر الذي جعلنا في حالة من الحيرة والبعد عن الناس، وقتها وعدتها صديقاتها بأن يحاولن قدر المستطاع تقديم الخدمة والمساعدة لها وإلا لا يكون هناك معنى حقيقي للصداقة بينهنَّ وبعد مرور يومين من ذاك النقاش اقترحت عليهنَّ «ف» أن تكون المساعدة بواسطة إنشاء «صندوق» بمبلغ كبير من ناحية يساعد «ز» في محنتها ومن ناحية أخرى يحفظ لكل واحدة منهنَّ حقها في الاسترداد، وتم الأمر بموافقة الجميع ورتبنّ الأمر على أن يتم تسليمها الصرفة الأولى التي وصل قدرها إلى «20» ألف جنيه، وفي الصباح وعند وصولها المكتب أخبرنها بتفاصيل كل ما دار بينهنَّ وبفرحة غامرة شكرتهنّ واثنت عليهنَّ وامتدحت تلك الصداقة كل واحدة منهنَّ تحمل هم الأخرى وتتمنى أن تقدم ما باستطاعتها، وقالت «ز» إنها أخذت منهنَّ المبلغ وأسرعت إلى زوجها أعطته له، وعند حلول الشهر الجديد تجمعنَ مرة اخرى بغرض تجميع «الصندوق» لصاحبته التي حظيت « بالصرفة» وجاءتهنّ وهي في غاية الاستحياء معتذرة أنها لم تتمكن من توفير المبلغ نسبة لظروفها الحرجة ووعدتهنَّ بأنها في الشهر القادم ستدفع المبلغ كاملاً وبدورهن وافقن على ذلك وتكرر ذلك الحدث لعدد من الشهور حتى نفد صبرهنَّ ما دعا «ف» أن تصرخ في وجهها وتصفها بالاستغلالية والأنانية وآكلة حق الآخرين ويحتد النقاش بينهن ونسيت «ز» كل مافعلنه من أجلها ووصل الشجار بينهن إلى الضرب حتى حضر لهن مدير الشركة ووضع لهن مجلس محاسبة انتهى بفصل «ز» من العمل وسداد المبلغ كاملاً وإلا فسوف يتخذون ضدها الإجراءات القانونية وأعطوها مهلة شهرين لتدبير حالها وبعد مضي الشهر وأكثر اتفق الصديقات أن يذهبن إلى النيابة ويفتحن في مواجهه «ز» بلاغًا وأخبرنها بذاك الإجراء وهي لم تكون مبالية وتم تدوين البلاغ وإحضار الشهود الذين أثبتوا حقيقة كل ما قدمه الاتهام وبدأ التحري مع المتهمة «ز» التي تمت إحالتها إلى المحكمة، وعند مثولها أمام القاضي أنكرت كل ما نُسب لها من اتهام .

صحيفة الإنتباهة
نجلاء عباس
ع.ش[/JUSTIFY]