مقالات متنوعة

أضربني بمسدسك، وأملاني رصاص

أضربني بمسدسك، وأملاني رصاص
الغناء العاطفي السوداني في بعض أركانه نجد الفنان أو الشاعر لما يزهج خلاص ويعرف أنو الحكاية بايظة، يلجأ للتهديد او الوعيد باستعمال السلاح، ونوع السلاح يعتمد على عوامل كتيرة، منها الزمان والمكان والسبب في استعمال السلاح، ودائماً ما يتمنى الشاعر او المغني لحظة إحساسه بالهزيمة والانكسار يتمنى انو يموت او يروح في ستين داهية عشان يثبت للبحبو دا انو بحبو، وانا اعتقد انها دي طريقة غير مجدية،

افرض مُتا وفطستا، صحيح حبيبك ح يزعل وح يحس بالذنب، لكن بعد شهرين تلاتة يرجع عادي، ويجكس غيرك ويقول الحي ابقى من الميت، وتكون انت رحتا فيها ساكت، لكن انت ممكن في لحظات خلاف ممكن تتحايل عليهو تجري على التُكل تجيب سكين وتقول لو اها مش الدنيا دي؟ خليتا ليك، ممكن هو يقوم ويحجزك، وممكن يكون زول غتيت يكتل ليك الدش في يدك ويقعد يعاين ليك، ويشوف نهايتك شنو؟، انت طوالي ح تقلب عليهو وتقول ليهو انت ما بتحبني لو بتحبني كنت مسكت مني السكين؟، عشان كدا انت ما بتستاهل اموت عشانك(تبرير للزوغة من الموت) ويلا كل قرد يطلع شدرتو، عشان كدا في حكاية السكين دي اول حاجة تتحنفش وتقوم جاري على التُكل وتجيب السكين، لو لقيت رد الفعل بتاع حبيبك تعبان، اقيف جنب عتبة التُكل واكرش السكين في العتبة، وعاين ليهو مرة مرة، لو سألك انت بتسوي في شنو؟. طوالي انتهز حب استطلاعو لمصلحة مشروعك التهديدي قول ليهو ات شايفني بسوي في شنو يعني؟ بسن في السكين عشان اكتل روحي، وعاين لتعابير وشيهو، اجابتك مهمة لانو هو بيكون خايف على روحو، لو شفتو مرتاح اتاكد انو كان بيفكر كدا وممكن جدا يكون في سرو قال(كضاب، وحات الله كضاب دي حركات ديش ساكت)، لكن برضو ممكن يجيك ويقعد بنضم معاك براحة، ويجبر بي خاترك، ولو ما جبر بي خاترك اخير من بدري بدري كل زول يشوف جيهتو وين؟، وخاصة لو كنتو مجكسين بس، يعني ما متزوجين، لكن لو كنتو متزوجين وليكم فترة، ح يقول ليك عليك الله بعد تضبح روحوك وتقضى! اطفي النور دا معاك، داير انوم، الكلام دا يجرجرني لاستعمال السلاح في الاغاني، ابتداءً من السلاح الابيض زي السكاكين والرماح والسيوف، ودائماً ما يشتكي العاشق من الجراح بالعيون واللحاظ (لحظك الجراح)، ثم اللجوء الى البنزين والكبريت(فاح لي كبريتا، كبدي كالبنزين قادحة كبريتا)، والرصاص(عشان فراق حبي بنضرب رصاص، يا قسيم الريد فوقك النبي) او الاغنية المرعبة الاخيرة(اضربني بمسدسك واملاني رصاص)، قلت الاشارة الى السلاح على حسب الزمان والمكان والحوادث الجسام نلقى في ايام الحرب العالمية التانية ظهرت اغاني عاطفية لا تخلو من مظاهر الحرب والتنظيمات العسكرية (يا قايد الاسطول، ونبقى ليك اركان لحيك الماهول ونخدمك سكان) يتضح التنظيم الاداري بعد ان وضعت الحرب اوزارها والاقرار بالهزيمة ويخدموهو سكان، او غنية لا يخلو التشبيه فيها من رائحة الحرب والغزو (جيوش هواك غزوني، يا حنوني وعليك بزيد في جنوني) وغنية تقول(يتعرجّن في الحيشان زي القايد حامل النيشان) مع انو قايد يتعرجّن ويمشي بي دلع وغنج ودلال ما يستحق اي نيشان لكن نقول شنو؟ الله غالب. رمية تقول من ضمن ما تقول(نهدك مدفع الالمان الحرق بولندا) تشبيه النهد بالمدفع وهو تشبيه لا يخلو من عنف وتفوح منه رائحة الموت والدمار وهو تشبيه لمشبه مفترض فيه اللطافة والاقبال على الحياة زي( نهيداتا برتكان يافا)..!.

عادل الصادق المكي