تحقيقات وتقارير

سحر بشير سالم : «يا حـليـل» إنجـلــيزي زمـااااان

[JUSTIFY]نحن لا ننتقص من قدر تعليم اللغة الإنجليزية في السودان الآن بقدر ما نسلط الضوء على المناهج التي درست في السودان قديمًا وحديثًا، حيث أجمع الكثيرون من المستطلَعين خاصة من قدامى المعلمين وذوي الخبرة والاختصاص اجمعوا على أن الإنجليزية في السودان تشهد تراجعًا على مستوى التعليم، فقديمًا كان منهج اللغة الإنجليزية يدرس عبر كتاب «الريدير» مع «إيه إن بي» عندما كان السلم التعليمي «4 ــ 4 ــ 4» و بعد تحويل السلم التعليمي «6 ــ 3 ــ 3» كان يدرس كتاب «النايل كورس» إضافة إلى الأدب الإنجليزي «ليترتشا» وأخيرًا وبعد السلم التعليمي الحالي «8 ــ 3» يدرس كتاب «الإسباين».
أزمة تدريب معلمين بداية التقينا بالأستاذ محمد مساعد محمد الأمين وهو من قدامى المعلمين حيث ولج مجال التدريس منذ العام 1975م وكان يعمل بالمدارس المتوسطة وهو خريج معهد تدريب معلمى المرحلة المتوسطة بأم درمان آنذاك. ويشغل حاليًا منصب نائب المدير العام لمركز السودان القومي للغات «سلتى»، قال في إفادته لنا:

مرّ السودان بتبعات كثيرة فكان يدرس الانجليزي بنظام «مايكل وست» قبل الاستقلال ثم «الريدر» ،لكنه صوحب ببعض العيوب لانه كان يركز على مهارتى القراءة والكتابة فقط فأدخل معه نظام «الان ــ ام بي» للمساعدة في تطوير مهارة المخاطبة وكان يدرس في الصف الاول في المرحلة الوسطى وكان السلم التعليمي «4 ــ 4 ــ 4»، وعندما تغير السلم التعليمي بداية السبيعنات اصبح ذلك المنهج غير مواكب لتوزيع السلم التعليمي «6 ــ 3 ــ 3» إضافة للتغيير الذي طرأ على طرق تدريس اللغة، فرأى ذوو الاختصاص إعداد منهج «النايل كورس» وهو منهج بإشراف بيت خبرة بريطاني مراعيًا للمجتمع السوداني. وعندما حدث التغيير الثاني في السلم التعليمي «8 ــ 3» اصبحت اللغة الانجليزية تدرس في الصف الخامس فاستمرت المشكلة فالمنهج كان مفصلاً على نظام المتوسط والثانوي فاقتضى التغيير، وايضًا تطورت طرق التدريس، فجاء كتاب «الاسباين» والذى اعد بخبراء وطنيين بالتعاون مع بعض الجهات الناشرة. وكل واحد من المناهج الثلاثة له عيوبه ومنقصاته في وقته، فالنقد طال جميع الكتب السابقة، فمنهج «المايكروست» اعتمد على الكتابة والقراءة واهمل المخاطبة بينما اعتمد «النايل كورس» على الاستماع واهمل المخاطبة، وجاء كتاب «الاسباين» وتوفرت به مهارات الكتابة والقراءة والمخاطبة واهمل مهارة الاستماع.

وقد صاحب كل هذه التغيرات تغيير في نظم تدريب المعلمين وإلغاء معاهد تدريب المعلمين كمعهد المعلمين العالى وكليات التربية وتحويلها لجامعات، هذا ادى لعدم مواكبة المعلم للمناهج وطرق التدريس المختلفة والحديثة. مما اثر سلبًا على مستوى التحصيل، وهنالك جوانب كثيرة ادت لتدنى اللغة الانجليزية اسردها غير مرتبة اولها المنهج وتدريب المعلم وعدم توفر الكتاب المدرسي وازدحام الفصول التى تؤدي لعدم تمكن الاستاذ من المتابعة لجميع الطلاب اضف الى ذلك قلة الدافعية عند الطلاب نتيجة لتعريب التعليم الجامعي.

وعن رأيي الشخصي ارى أن عدم كفاءة وتدريب المعلم هي السبب الرئيس وراء ضعف اللغة الانجليزية، فمدرسو اللغة الانجليزية في المرحلة الثانوية ينقسمون الى ثلاثة انواع: النوع الاول معلم خريج تربية تخصص لغة انجليزية، وهذا لم يتلق تدريبًا عمليًا كافيًا واعتمد على المنهج الاكاديمي فحسب، والنوع الثاني معلم درس لغة انجليزية من كلية غير كلية التربية كخريجي كليات الآداب وهذا لم يتلق تعليمًا تربويًا عن طرق التدريس، والنوع الأخير معلم خريج تخصص آخر لا علاقة له باللغة الإنجليزية ومع ذلك يقوم بتدريسها وهذا النوع يسمى «البدائل»، وقد قامت وزارة التربية بمجهودات خجولة لتدريبهم، وانا كنت من ضمن الاساتذة المدربين ولكنى ارى ان مدة تدريب «15» يومًا غير كافية لتأهيل المعلم. أضف الى ذلك الظروف الاقتصادية ووضعية المعلم الاقتصادية والاجتماعية فمعظم المعلمين يعانون من ظروف خاصة تمنعهم من المتابعة اللصيقة فيلجأون للدروس الخصوصية على حساب التدريس في المدارس ونحن لا نطعن في اخلاقيات المعلم. كما انه هنالك بعض الناس لا علاقة لهم باللغة الانجليزية يقيمون دروسًا خصوصية بمنازلهم وهم يفتقرون لمهارات وقواعد التدريس، وكثير من المعلمين تواجههم مشكلات في اللغة الانجليزية من حيث النطق خاطئة للتلاميذ فترسخ في ذهن التلميذ بصورة خاطئة.

الطريقة الجزئية الحل الأمثل
الأستاذ شرف الدين محمد من قدامى معلمى اللغة الانجليزية التقيناه عبر الهاتف ليحدثنا في ذات الموضوع حيث قال:
تختلف نوعية التلاميذ المتلقين للمادة فالصفوة هم من كان يؤهل لدراسة اللغة الانجليزية فإذا أخذنا المرحلة المتوسطة نموذجًا كان يمتحن من الصف السادس قرابة الاربعين تلميذًا ولا يمر الى المرحلة المتوسطة الا القليل منهم بعد امتحانات الشهادة الابتدائية. فالتلميذ كان يدخل المدرسة في عمر سبع سنوات ويدرس في المرحلة الابتدائية «6» سنوات ثم ينتقل للمرحلة المتوسطة بعقل واعٍ وذهن متفتح. ولطريقة التدريس الدور الفعال في نجاح او فشل تدريس الانجليزية في السودان، فقديمًا المنهج كان يعتمد على الطريقة الجزئية التى تناسبنا في السودان فالانجليزي ليس لساننا كعرب لذا لا نستوعب الطريقة الكلية التى يعتمد عليها الآن في تدريس اللغة الانجليزية. والمناهج التى كانت تدرس قديمًا هي «الريدر» «ايه إن ــ بي» ثم «النايل كورس» وكانت يرافق تلك المناهج مادة «اليترتشا» وأخيرًا «الاسباين» وهذا الأخير يفتقر للذخيرة اللغوية بصورة واضحة مما يؤثر سلبًا على استعياب التلاميذ. فخريج المتوسط قديمًا احسن من بعض خريجي الجامعات حديثًا. أضف الى ذلك عدم تدريب المعلمين بصورة كافية. وهنالك بعض منتسبى التدريس من غير خريجى كليات التربية وهؤلاء لا يفقهون ابسط قواعد تدريس الانجليزية. ولكى تحل مشكلة اللغة الانجليزية في السودان لا بد من الرجوع للطريقة الجزئية في التدريس حتى يرجع الانجليزي في السودان لسابق عهده.

أحسن من أبنائي
كما التقينا العم حسين الشريف وعندما طرحت عليه فكرة الموضوع تحدث معى بطلاقة باللغة الانجليزية وقال في حديثه: انا تخرجت في المرحلة الوسطى وكما ترين اننى اجيد الانجليزية تحدثًا كما انى اجيدها كتابة ولغة واعتبر مرجعًا لأبنائي في اللغة ومفرداتها ومعانيها وابنائي وصلوا درجات عالية من التعليم ومع ذلك مازالوا يعانون من مشكلة التحدث بالإنجليزية.

السيدة مريم بابكر اوجزت حديثها قائلة: خريج الوسطى قديمًا يضاهي بعض خريجي الجامعات اليوم، واعزو ذلك لعدم تلقى المعلمين للتدريب الكافي، فالمعلمون القدامى تلقوا تدريبهم عبر معاهد تدريب خاصة بتأهيل المعلمين كمعهد تدريب المعلمين ببخت الرضا ومعهد تدريب معلمى المرحلة المتوسطة بأم درمان.

صحيفة الإنتباهة
[/JUSTIFY]

‫2 تعليقات

  1. [SIZE=4]موضوع مهم ولكن
    ويا حليل العربية لغة العقيدة !!ويا حليلك يا بلدنا !!
    ولعلي لا أبالغ إن قلت إن العربية قد قتلها الإعلام قتلا لا حياة بعده! الإعلام الذي هو جدير بأن يوجه !! وستشكوهم إلى الله يوم البعث[/SIZE]

  2. اشكر كل من ادلى براي تربوي في هذا المجال عملت معلما لمدة 43 سنة متواصلة ولا زلت والحمد لله امارس اللغة الانجليزية مشرفا يالمملكة العربية السعودية . أريد أن أضيف ملاحظة هامة لاسباب تدني اللغة الانجليزية في مدلرسنا بالسودان وهي : التحضير الذهني للمعلم وهذا يشمل الاستعداد النفسي للابداع والرغبة الصادقة في التأثير على الطالب و وسرعة التفاعل مع المنهج . فالمعلم يدخل لفصله وذهنه مشحون بمشاكل تدبير عيشه فيستعجل النهاء درسه لبخرج راكضا اما للاستعداد لعمل اضافي او ليسترق ساعة يدرس فيه درسا خاصا يكمل به عيشه .كما انه يكون متوترا تجاه أي طالب بل مدير يؤخره عن اعماله الاخرى وبالتالي تكون مخرجات درسه ضعيفة . فيجب توفير الحياة الكريمة للمعلم ليستعفف ويكون له ما يخاف عليه من المحاسبة ويجعله يندفع الى عمله هاشا باشا مبدعا .