رياضية

غريب الدارين …. ما أطيبك يا مدينة الرسول “صلى الله عليه وسلم” ! هل أستطيع أن أصفكِ؟!

أعزائــــــــــــــي ….سلام طيب وتحية مباركة … كتب الله لي خيرا كثيرا في الأيام الماضية ، فقد شددت الرحال إلى المسجد النبويّ أحد المساجد الثلاثة التي يشد إليها الرحال . ووافق ارتحالي قرب ميلاده العظيم “صلى الله عليه وسلم” فتخيلوا كيف هي الفترة الرائعة التي أمضيتها بين ربوعها أتنقل بين ساحات المسجد النبويّ وقاعاته وأذوب وجدا أمام القبر الشريف وأصلي في الروضة التي قال فيها “صلى الله عليه وسلم” ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة ,طمعا في نصيب منه يوم الحساب ….ثم أخرج لأتجول في شوارع المدينة وأسواقها لأخزن رصيدا من ذكريات المكان الطيب يكون ملاذي من هجير الحياة ووعثائها . و أثناء تجوالي تتعاقب في خيالي أخبار وصور مسرعة ، كالخبر الذي روي عن مالك ” كان الإمام مالك بن أنس لا يركب في المدينة ، مع ضعفه وكبر سِنِّه ، ويقول : لا أركب في مدينة فيها جسد رسول الله ﷺ مدفون .وقيل إن الشيخ الشعراوي اقتدى به في ذلك فكان لحظة أن ينزل بالدينة يخلع نعليه ولا يلبسهما إلى أن يخرج منها ويقول : كيف أمشي بنعلي في أرض وطئتها أقدام النبي ﷺ .
وكل أمر عن المدينة ليس بمستغرب فقد دعا لها النبي ﷺ بأن يحببها لخلقه …واللهِ إنها لمحبوبة حبا يملك على النفس جوانبها …وذكر ﷺ لها فضائل عديدة ؛ منها أنه محط الإيمان وملاذه الأخير” الإيمان يأزر إليها ” وأنها محفوظة من الطاعون والدجال لأن الملائكة تحرسها ….فطوبى لمن سكنها ، ومن مات فيها فقد ضمن شفاعة المصطفى ﷺ

طيبة الطيبة التي استقبلت خير من مشى على الأرض ….وضمت أطهر أناس لم يعرف التاريخ مثلهم ….وما من مدينة في هذا العالم الفاني تماثلها على الإطلاق ….لانتحدث عن جمال طبيعة ربانية فطرتها يد الخالق ولا عمرانية صنعت بيد البشر ، فما أكثر المدن التي تتمتع بذلك .سنغافورة …سدني…سان باولو….كوالالامبور…ريو دي جانيرو..يوكوهاما …كان …بحيرة كونسا….دبي…اسطنبول ….الطائف …أبها …ملكال التي قال عنها أحد الطيارين الأوربيين إنها أجمل مدينة رآها بالنهار!
لا ليس ذلك ! فالمدينة شيء آخر ، كل شيء فيها ؛ أهلها …جوها … سماؤها …ثراها الطاهر الذي يرقد تحته المصطفى “صلى الله عليه وسلم”….وشيء آخر لا يستطيع البيان له وصفا لكنه يحس متغلغلا في النفس …مضفيا عليها سكينة مفقودة في أي مكان آخر…وسعادة ربما هي شيء من جنة الآخرة!
تجد نفسك كأنما ترتفع عن الأرض وتحلق في أجواء نورانية …وتستنشق عبقا ربانيا ، وتتجاوز حاجزالزمن ، ويتداخل حاضرك بماضٍ بعيد تستدعي فيه سيرة أتقياء أنقياء مشوا على الأرض ، بينهم رجل انتقته الحكمة الإلهية وخلعت عليه صفات الجمال والكمال كما قال الشاعر : وأجملُ منك لم ترَ قطُّ عيني ….وأحسنُ منك لم تلدِ النساءُ !
أيام مضت كنا فيها ننام ونصحو ، نأكل ونشرب ونعيش حياتنا العادية ولكن كأنما ذلك كله وسط حلم زهري …وردي …تجتمع فيه كل ورود الدنيا وتمنحك أريجها العطر وألوانها الزاهية …تحيطك خضرة فريدة يتخللها ماءٌ عذبٌ يترقرق ينساب تحت أرجلك ، فلاتريد أن تصحو ….ولماذا تصحو وأنت في الجنة ؟!
بيد أن داعي الحياة يوقظك منه رغما عنك فتلبي على مضض ، وتفارق البقعة المقدسة وأنت لست أنت بل كائن نظيف خفيف يكاد يطير من فرط خفته …فوداعا يا أميز مدينة في كون الله ، ولا جعله الله آخر العهد بك .
غريب الدارين[/SIZE]

‫3 تعليقات

  1. [FONT=Arial Black][SIZE=6]والله هنيئا لك اخي بذلك الشرف..ان شاء الله سوف اتشرف بزيارة المدينة المنورة بداية الشهر القادم واسال الله ان ينولني شرف القبول والرضاوان يلبي دعواتنا اجمعين[/SIZE][/FONT]

  2. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته…
    مبروك أخي غريب الدارين وربنا يسعد أيامك وتعود للمدينه(طيبة الطيبة) مرات ومرات إن شاء الله…
    أعيش هذا الإحساس وهذا الوصف البديع الذي وصفته يوميا ولله الحمد..فقد تم تحويلي للعمل بالمدينة المنوره منذ حوالي 4 أشهر تقريبا بعد سنين عده قضيتها في جده…ولله الحمد فإن مكان عملي قريب جدا من الحرم النبوي جيت أنني يمكنني أن ألحق بالصلاة بعد الآذان بحوالي أكثر من 15 دقيقه أي قبل إقامة الصلاة ب 5 دفائق… لا أستطيع أن أصف الراحة والطمأنينة التي وجدتها في المدينة المنوره وحقا فقد عشت مع سطورك وكأنك تتحدث عن المدينة بلساني…
    مهما تكن مهموما أو متكدرا من شيء فعند دخولك المسجد النبوي تحس بنفسك كالفراشه… وكذلك أيضاإذا تحدثت عن مسجد فباء ومسجد القبلتين والسبع مساجد وشهداء أحد كلها أماكن من المستحيل أن تدخلها ولا تدمع عينك من كثرة ماتعتريك من مشاعر متداخله من عشق ورهبه وتقدير لهذه الآماكن اللهم لك الحمد اللهم لك الحمد اللهم لك الحمد نسأل الله أن يديم علينا هذه النعمه وأن يوعد الجميع بزياره لهذه الأماكن الطاهره مرات ومرات.

  3. [SIZE=4]أخي ….زول مغترب
    مبارك ألف ألف مليون …وعدد ما خلق الله وبارك لك فيها في عمرك وأهلك ومالك
    هنيئا لك وهنيئا بجوار النبي المصطفى “صلى الله عليه وسلم” جوار لا يساويه شيء أبدا
    وأنا أيضا تمنيت ذلك الجوار وقدمت طلبا بذلك لكن لم يقدر الله ولربما فيما بعد…لكنني لا أضيع فرصة أبدا للزيارة….جعلنا الله ممن يشفع لهم[/SIZE]