أصوات الجنود قد تحدد الفائز في الانتخابات الاسرائيلية
ومازال في الميزان أكثر من 150 الف صوت انتخابي أدلى غالبية أصحابها بأصواتهم في مراكز اقتراع في معسكرات الجيش بالاضافة الى السجون والبعثات الدبلوماسية بعد الانتخابات التي جرت يوم الثلاثاء وجعلت فرص التوصل الى سلام بين اسرائيل والفلسطينيين أبعد ما تكون.
ولاحظ محللون سياسيون تحولا الى اليمين من جانب الجنود الاسرائيليين في انتخابات سابقة ويقولون ان هذا قد يساعد بنيامين نتنياهو الزعيم المتشدد لحزب ليكود اليميني الذي ينازع تسيبي ليفني وزيرة الخارجية الاسرائيلية وزعيمة حزب كديما الوسطي على الفوز في الانتخابات ومنصب رئيس الوزراء القادم.
وأظهرت نتائج الفرز في مراكز الاقتراع المدنية فوز حزب كديما بثمانية وعشرين مقعدا مقابل 27 مقعدا لحزب ليكود في الكنيست المؤلف من 120 مقعدا وهو هامش ضئيل قد يتغير بعد اضافة نتائج أصوات الجنود الاسرائيليين إلى المعادلة الصعبة.
وقال نتنياهو ان انتخاب هذه الكتلة اليمينية القوية يعني انه يجب ان يصبح رئيس وزراء إسرائيل القادم.
ومن جانبها قالت ليفني ان من حقها أن تصبح رئيسة للوزراء لان حزب كديما الذي تتزعمه يشغل أكبر عدد من المقاعد في الكنيست.
وسيكون على الرئيس الاسرائيلي شمعون بيريس بعد التشاور مع زعماء الاحزاب ان يختار من سيشكل الحكومة الائتلافية القادمة هل هو نتنياهو (59 عاما) وهو رئيس وزراء أسبق ام ليفني (50 عاما) التي قادت مفاوضات السلام مع الفلسطينيين.
ويقول معلقون سياسيون انه اذا لحق نتنياهو بليفني بعد فرز باقي الاصوات لن يكون امام بيريس على الارجح سوى ان يكلف زعيم الليكود بتشكيل الحكومة الاسرائيلية القادمة.
وظهر أفيجدور ليبرمان الذي تقدم حزبه اسرائيل بيتنا اليميني المتطرف المناهض للعرب للمركز الثالث كطرف قادر على التأثير على ميزان القوى.
وقال ليبرمان لراديو اسرائيل دون ان يحدد مقصده “اعرف تماما ما سأقوله للرئيس.” واجتمع ليبرمان مع ليفني ونتنياهو يوم الاربعاء.
وأعلن متحدث باسم اللجنة الانتخابية الاسرائيلية ان النتائج النهائية ستعلن في مؤتمر صحفي في وقت الخميس.
وستصبح نتيجة الانتخابات رسمية في 18 فبراير شباط بعد نشرها في صحيفة الحكومة. وسيكون أمام بيريس حينها أسبوع لتكليف أي من نتنياهو او ليفني بتشكيل الحكومة. وسيكون أمام من يكلف بتشكيل الحكومة مهلة 42 يوما لانجاز المهمة.
وأجرى نتنياهو يوم الخميس محادثات مع حزب الاتحاد الوطني اليميني الذي فاز بأربعة مقاعد وقالت وسائل اعلام اسرائيلية انه يبدو ان بيريس لن يجد خيارا أمامه سوى تكليف زعيم الليكود اذا ساندته كل الاحزاب اليمينية.
لكن هذه ستكون المرة الاولى خلال 60 عاما هي تاريخ اسرائيل لا يحصل فيها الحزب الفائز في الانتخابات على فرصة لتشكيل الحكومة.
وظل نتنياهو متقدما في استطلاعات الرأي الى ان شنت حكومة ايهود اولمرت هجوما عسكريا على قطاع غزة لمنع نشطي حركة المقاومة الاسلامية (حماس) التي تسيطر على القطاع والفصائل الاخرى من اطلاق الصواريخ على بلدات اسرائيل الجنوبية.
وسقط في الهجوم الذي استمر 22 يوما 1300 قتيل فلسطيني كما قتل 13 اسرائيليا لكن الحملة حظيت بتأييد شعبي كبير. واستؤنفت الحملة الانتخابية بعد اعلان وقف اطلاق النار في 18 يناير كانون الثاني حيث واصلت اسرائيل محادثات غير مباشرة مع حماس بوساطة مصرية بشأن وقف اطول امدا لاطلاق النار.
وقادت ليفني العام الماضي محادثات سلام مع السلطة الفلسطينية بقيادة الرئيس الفلسطيني محمود عباس وستحاول احياءها. اما نتنياهو فهو أقل حماسا تجاه فكرة التخلي عن أراض محتلة للفلسطينيين والحد من الاستيطان اليهودي.
ومن المرجح أن يضع ليبرمان والاحزاب الدينية في أي ائتلاف شروطا مستحيلة فعليا للتوصل الى اتفاق سلام.
وقالت السلطة الفلسطينية التي تحكم الضفة الغربية المحتلة ان من سيتولى المسؤولية في اسرائيل في نهاية المطاف ايا كان ملزم بمواصلة المحادثات وبالوفاء بالالتزامات الدولية.[/ALIGN]