المأساة والمصير على حدود جنوب السودان
* وبالصورة والقلم ترصد الصحيفة مشاهدات ووقائع الأحداث لحركة اللاجئين الفارين من جحيم الحرب وسعيرها بدولة جنوب السودان، الذين لم يجدوا من الهرب بداً تاركين نعيم الجنوب وناجين بجلدهم وبما تيسر حمله.حدود جنوب السودان : نادر بله
إضاءة
علي هذه الأرض ما يستحق الحياة عبارة قالها الشاعر الثائر الراحل محمود درويش في احدي قصائده عندما أراد ان يصف مخيمات اللاجئين الفلسطينيين إبان الغارات الإسرائيلية علي فلسطين…
وهنا عند الحدود ما يستحق الحياة وما يستجوب المقاومة من اجل البقاء، في عيون -كل من تشاهده او تلحظه تجد نورا يشع خوفا ورهبا من جلالة المواقف واللحظات التي شاهدوها وعايشوها… بذات الخوف وذات الرهبة تجد شفاهم تقول (متي ستسمح لنا السلطات بالعبور)..
أول ما تسمعه عند المدخل أصوات الأطفال التي تنطلق من بين المجموعات وبصوت واضح يصل الي حد الضجيج والمرج والهرج وبين تلك الأصوات، استوقفني صوت طفل يبكي بقوة وحرقه وامه تحاول جاهدة ان تسكته وتضعه في حجرها وتهز يداها بقوة وحنية ، الطفل لم يستجب لمحاولات امه المستميتة ترفعه حينا وتضعه حينا اخر بدون جدوي او فائدة.
عندما وصلتها وحييتها رافعا يدي ردت وهي منشغلة بطفلها الصغير وبدون ان تهتم الي وجودي، كررت لها سلامي كي تنتبه لوجودي وتعيرني بعض الاهتمام ، ثم قلت لها لماذا يبكي هذا الطفل بهذه الحرقة ..
اجابتني قائله انه مريض وحرارته مرتفعه .
عند الحدود لا يوجد أي شي يمكن ان توصفه ( بالرعاية الصحية) فلا وجود لمنظمات المجتمع المدني او الإنساني وكل ما تجده وبكثافة هو السلطات الأمنية والشرطية التي تقوم بتنظيم حركة من يسمح له الدخول ولا غير ذلك.
الجيش الشعبي … لا حول
ولا قوة
علي بعد كيلو مرات (جنوبا) ترابط القوة العسكرية التابعة لجيش الحركة الشعبية وهي لا تستطيع ان تقيم موفقها وكل ما تستطيع فعله هي ان تفتح الطريق لكل من نجا من طحن المعارك والموت وغير ذلك لا يمكن فعله للاجئين فالجيش الشعبي لا حول ولا قوة له، وجعل هذا الموقف التكدس شمالا وبقوة وبين كل فنية وأخري تأتي أعداد جديدة من اتجاه الجنوب وهي تفرح لأنها نجت وعاشت إلي ان تصل..
* اللاجئون… قصص وروايات
أفواج اللاجئين من الحرب لا تختلف في شي فكلها تتشابه وجوهم واحده تتفق في أنها رأت الموت أمامها، أرجلهم مغبرة هي التي أخرجتهم من الموت كل منهم يحكي قصته وكأنها الآن تحدث أمامه، يقول جون دينق للصحيفة كنت في منزلي بمدينة ملكال عند الساعة الخامسة مساء ومعي زوجتي في تلك اللحظة هجم علينا مجموعة مسلحة أطلقت النار في كل أرجاء المنزل تم اقتيادي ومعي أكثر من احد عشر مواطناً من مدينة ملكال ، تم وضعنا في احدي (الكرافانات) وداخلها وجدنا العشرات من المواطنين ويضيف وبدون رحمة تمت فتح النيران علينا وذهبوا..
ويضيف دينق نجيت انا معي سبعة اشخاص وبقينا في مكاننا مع الموتي حتي خروج الشمس وفي اليوم التالي خرجنا من داخل (الكرفانة) واتجهنا نحو الطريق البرى وظللنا نجري ونركض اكثر من عشرة كيلو مترات دون توقف لاننا ظللنا نسمع اصوات نيران دون توقف.
فقدت امها في عبارة ملكال
جاكلين أبنوسية ذات جمال والق تدرس بكلية الطب في يوغندا جاءت زيارة الي أسرتها الصغيرة في ملكال، لم تكن تدري بان القدر يخبئ لماذا يخبئ عند وصولها الي ملكال اندلعت الحرب ولم يكن أمامها غير الفرار والهرب نحو العبارة التي غرقت مؤخرا في النيل، هربت ومعها أمها وشقيقاتها الصغار.
وتتساءل جاكلين عن إمكانية خروجها من المعبر وتقول انا لا اعرف متي سنخرج من هنا اخواني صغار وانا فقدت أمي في العبارة التي غرقت قبل أيام ولا اعرف ما مصيرنا هل سنظل عالقين ام سنخرج.
كفوا عن الحرب
وترسل جاكلين رسالة مفتوحة عبر الصحيفة وتقول اقول للرئيس سلفا كير كفاكم حربا واقتتال لقد ضعنا وطالبت جاكلين سلفا ومشار ان يوقفوا شلالات الدم التي تنهمر في الجنوب.
مصائب قوم عند قوم فوائد!!
هذا القول المأثور انطبق جليا علي الباعة واصحاب(الدرداقات والكارو) واصبحت الحدود سوقا لبعض أصحاب المهن مثل العتالة كما ازدهر سوق إدارية جودة الذي يكتظ بأعداد اللاجئين والتقت الصحيفة بالعم عثمان الذي يعمل سائق درداقة وقال انه سوقه هذه الأيام علي أحسن حاله فهنالك أعداد كبيرة من الشماليين الذين يصلوا الي الحدود ومعهم أمتعهم.. وعن المسافة التي يقطعها العم عثمان بالدرداقة يقدرها بأنها اقل من كيلو وانه يحصل علي مبلغ يتراوح ما بين العشرين جنيهاً الي خمسة وعشرون، عن إيراده اليومي يقول خليها ياولدي من العين وناس المحلية، وليس ببعيد عن العم عثمان تجلس امرأة وامامها (حفاظة) وتبيع الايسكريم (الداندرمة) وتقول أنها في اليوم الواحد تبيع ما لا يقل عن مائة وخمسين جنيها.
وأيضا هنالك العم إبراهيم وهو يبيع ساندوتشات
النيل الأبيض.. ولاية بلا حكومة!!
في الطرف الاخر من الحدود ظلت ولاية النيل الابيض صامتة دون وضع حد لما يحدث وما يجري للعالقين وظهر الامتعاض والسخط من قبل اللاجئين علي موقف الولاية، وبالرجوع قليلا نكشف بان حكومة ولاية النيل الابيض قد تم حلها في اطار موجة التشكيل الوزاري الذي ضرب البلاد ونادت به قيادة الدولة، وبناء عليه فقد تم حل حكومة ولاية النيل الابيض كحال غيرها من باقي ولايات السودان.
وظل عدم وجود حكومة بالولاية المناط بها استقبال اللاجئين يصعب حسم الموقف وإيضاحه وخاصة للاجئين الذين ما انفكوا عن السؤال الاستنكاري (انتو مش ريس بتاعكم قال ادخلوا) هذا السؤال الاستنكاري ظل حاضرا علي لسان كل مواطن جنوبي نجا من جحيم الحرب ووصل الي الحدود.
صحيفة اخبار اليوم
[/JUSTIFY]
[SIZE=4]يدخلو وين ؟
الشيئ الطبيعي أن أي لاجئ يقيم في معسكرات في الحدود [/SIZE]
صاحب المقال عايز تصل لى شنو ؟
الحرب دى حربهم هم ونحن ما لينا اى دخل فيها واهل الشمال غير مرحبين باى جنوبى , كفايه الشفناهو منهم شعب حاقد وخسيس , صوتو للانفصال يله اكلوا ناركم بعيد مننا, ونطالب بقفل الحدود لانو البلد دى ما بلد البشير عشان يسمح ليهم يخشو ويحومو زى ما هم عايزين