رجل لا يريد الخير للسودان !

ووجه ناصر انتقاداً شديداً للقيادي بالتحالف كمال عمر عبد السلام وأفاض في انتقاده له وأجزل. ومن جانبه قال القيادي بالحزب الاتحادي الأصل د.على السيد وهو يعلق على رفض كمال عمر -بلسان التحالف- لمبادرة السيد محمد عثمان الميرغني التي قدمها مؤخراً، أن كمال عمر (رجل متعجل) وأنه علق على المبادرة رافضاً إياها دون أن يتمعن فيها ويقرأها، وأضاف السيد بنبرة غاضبة (إن كمال عمر لا يريد خير للسودان).

والواقع أن هاتين الشهادتين من قياديين فى أحزاب يصعب احتسابهما ضمن السياق الحكومي أو المؤتمر الوطني بل على العكس هما من الناحية السياسية والفكرية أقرب للتحالف ـ تكفيان للتدليل على أن المسئول السياسي لحزب المؤتمر الشعبي لا يملك من منصبه هذا الاثنين، فلا هو مسئول، ولا هو سياسي!

وللتدليل على عدم مسئوليته فإن الرجل هو الوحيد من بين مئات القادة والسياسيين فى جانب المعارضة الذي ظل يرفض ويناهض كل شيء! فإذا ما قال الوطني إن الانتخابات العامة تبقى لها عام واحد وعلى الكل الاستعداد لها سارع كمال عمر للتصريح بمقاطعتهم لها مقدماً. وإذا قام الوطني بإجراء تغييرات جوهرية فى مقاعده التنفيذية والسيادية على مستوى الحزب
والدولة بدا واضحاً أن التغييرات خطوة جيدة فى الاتجاه الصحيح سارع كمال برفضها.

إذا تمت الدعوة لحور أو تفاوض شامل بين القوى السياسية المختلفة كان الرجل أول من يرفض بلسانه وبلسان حزبه ولا يتورع أيضاً أن يرفض بلسان التحالف، فيضطر بعض الحلفاء لمخالفته! وإذا قدم عضو فى التحالف رؤية محددة بشأن إعادة هيكلة التحالف -كما فعل الأمة القومي قبل أشهر قلائل- كان المتصدي الأول -دون سواه- لهذه الرؤية كمال عمر إذ لا فرق لديه هنا بين معارضة الوطني كخصم تاريخي له، ومعارضة حلفائه فى المعارضة. المهم أن يقول لا .

وربما لهذا السبب لخّص على السيد نفسية كمال عمر وسخر من حديثه المكرور عن إسقاط النظام قائلاً إن تحالف كمال ظل يدعي قدرته على إسقاط النظام منذ سنوات طويلة وحتى الآن !

الواقع إن (ظاهرة) كمال عمر تستوقف أي مراقب أو سياسي عامل في المضمار السوداني العام فعوضاً عن أن الرجل يدرك أن ما يقوله بلسانه مجرد استهلاك سياسي بلا أجنحة لا قيمة له، فإن الرجل برع أيما براعة فى محاولة سحب بساط العفوية والمرونة المعروفة فى القيم والتقاليد السياسية السودانية.

لا تعرف الساحة السياسية السودانية طوال تاريخ السودان قديمه وحديثه ضغائناً وإحنناً ومكابرة بكل هذا الفجور فى الخصومة والإصرار على الفشل الماحق وليت هذه المواقف -بكل ما فيها من تعنت سياسي وفجور- تعود بالنفع للشعبي أو التحالف، ليت كان الأمر كذلك إذن لقلنا إن للرجل إستراتيجية و (ذكاء سياسي).

لقد ألحقت هذه المواقف (الفردية) الخاطئة أضراراً بليغة بالتحالف، وفقدت بسببها قوى التحالف حزب الأمة القومي، وأقعدت التحالف فى كتابة وثائقه والتوقيع عليها، وأهدرت فرصاً غالية للتحالف للحوار مع الحكومة. وإمتد الضرر إلى القوى التي كانت (تفكر) فى الانضمام للتحالف ولكنها استدركت الأمر حين علمت بوجود الرجل في سدة كرسي التصريحات!

من الواضح أن تحالف المعارضة من جهة والشعبي من جهة أخرى يعانيان من ذات المرض .

سودان سفاري
ع.ش[/JUSTIFY]