“عماد” لم ينم منذ عشرة أعوام !
هذه الحكاية ليست من الأساطير ولا من نسج الخيال أن يبقى شخصا يقظا ولم تغفو عيناه منذ عشرة سنوات ، ويحاول عبثا أن ينام ولو قليلا ويشعر بلحظات من الراحة ليرتاح جسده وعقله وعينيه .
هي حكاية المواطن عماد محمد والذي لم يتجاوز الخامسة والأربعين من عمره وجسده يحمل مرضا احتار الأطباء فيه وعجزوا عن تشخيصه ، حيث فقد القدرة على النوم نهائيا منذ عام 2003.
ويتحدث بألم عن بداية معاناته قائلا لدنيا الوطن” “في مساء احد الأيام عام 2003 أحسست بألم شديد في رأسي صاحبه تعرق شديد وارتفاع في درجة حرارة الجسم، فطلبت من زوجتي أن تربط رأسي كما اعتدت أن افعل حينما أصاب بصداع الرأس وقمت بالنوم بعدها لتكون تلك آخر مرة أنام فيها حتى اللحظة”.
ويتابع عماد لدنيا الوطن :” بقيت بعدها مدة أسبوع كامل بدون نعاس أو نوم ، وذهبت إلى الأطباء لاستكشاف حالتي وسبب الأرق الذي يمنعني من النوم ، فابلغني الأطباء باحتمالات أن تكون حالتي حمى البحر الأبيض المتوسط والتي قد تمتد لعشر سنوات ثم أتعافى منها ”
ويعتبر نفسه انه يعيش حياته روح بلا جسد حيث أنهكته ألام اليقظة المستمرة ، وجعلته يخرج للعمل في بعض الليالي ، بالإضافة للتسبيح والدعاء طوال الليل بالشفاء ، وينفق أمواله كاملا على الأطباء في محاولة للبحث عن علاج ، فقد باع مصاغ زوجته وأثاث منزله وما تبقى معه من أموال على الأطباء والأدوية التي يتناولها يوميا لمحاولة خداع نفسه بأنها قد تكون عقاقير تساعده على القليل من الراحة والنوم .
ليله كنهاره ، يذهب أولاده للنوم وتبقى عيناه عصية على كل الأقراص والأدوية المنومة ،ويشعر بان جسمه مخدر كليا ولا يقدر على الحراك نتيجة التعب والإرهاق والتفكير ولم يحصد إلا مزيدا من المعاناة .
وأدى ذلك لتنفخ عيناه بعد هذه السنين الطويلة من اليقظة ، حيث توجه لجميع الأطباء لمحاولة علاجه من المرض دون جدوى ، ولم تجلب له جميع العقاقير والأدوية التي يتناولها اى فائدة تذكر .
وبعد إصرار الأطباء بأنه مصاب بمرض نفسي فتوجه للأطباء النفسانيين ولم يحصل منهم إلا على تورم في جنبيه نتيجة تلقيه الكثير من الحقن التي ادعوا أنها العلاج الأنسب له ولمرضه النفسي ، ويم يترك فرصة التوجه لطبيب كانت لديه الشكوك أن علاجه سيكون على يده .
ونتيجة همومه الكبرى فهو يتعرق بشدة في وجهه حتى لو كان الجو باردا وفى فصل الشتاء ، ولم يتمكن من الإنجاب منذ إصابته بهذه الحالة على الرغم انه كان ينجب بشكل طبيعي قبل إصابته بهذه الحالة .
ويشكو من مشكلة حقيقة في التبول حيث انه لا يشعر بوجوب الذهاب إلى دورة المياه لقضاء حاجته وهذا الأمر قد يؤدى مستقبليا إلى انفجار في كليته وارتخاء في أعصاب الجهاز التناسلي .
ويشير إلى أنه لا يشعر بالجوع الذي كان يشعر به سابقا، وأنه يأكل ثلاث بيضات صباح كل يوم، ليتمكن من أخذ بعض الأدوية التي وصفت له. ومن ضمن الأعراض أيضاً، عدم إحساسه بأطرافه العليا.
ويناشد عماد الحكومة في غزة ورام الله بضرورة مساعدته على علاجه والتخلص من هذه الحالة التي قد يؤثر سلبا استمرارها على حياته.
دنيا الوطن
م.ت[/JUSTIFY]