تحقيقات وتقارير

حضور «السيسي».. وغياب «الإخوان»

[JUSTIFY]عندما تم ترشيحي من قبل اتحاد الصحفيين السودانيين كممثلة للسودان في الدورة الـ (42) للصحافيين الأفارقة الشباب التي تقام بجمهورية مصر العربية حيث مقر رئاسة الاتحاد ترددت في الذهاب وتسالت كيف يمكن أن تنجح مثل هذه الدورة في الظروف التي تمر بها مصر حيث كنا نتابع حينها من خلال القنوات الفضائية ما يحدث في مصر من تظاهرات واشتباكات وتفجيرات وقتل وسلب وغيرها اشاهد ذلك وفي مخيلتي ما حدث للزميل العزيز ضياء الدين بلال رئيس تحرير صحيفة السوداني الغراء عندما ذهب في رحلة استشفاء مع والدته أدام الله عمرها وتم نهبه من قبل بلطجية بشوارع القاهرة ولكن بتشجيع من الأستاذ مصطفي أبو العزائم رئيس التحرير و دكتور محي الدين تيتاوي رئيس اتحاد الصحفيين والأستاذ الفاتح السيد الأمين العام للاتحاد توكلت وحزم حقائبي وتوجهت إلى قاهرة المعز حيث وجدت الهدوء يسود شوارع القاهرة والحياة تسير بصورة طبيعية والوضع الأمني ليس كما تصوره وسائل الإعلام ولكن هنالك بعض المظاهرات المتفرقة في بعض الأحياء ومعظمها كانت تطالب بالإفراج عن المعتقلين خاصة التابعين للإخوان ولكن لاحظنا أن الجميع في حالة توجس وخوف من شي قادم ولكنهم واثقون بان التفلتات التي تحدث هنا وهناك فإن الشرطة و الأمن جديران بحسمها وان ما تمر به مصر حالة مؤقتة وستنتهي .

السياحة في مصر

كان برنامج الدورة التدريبية مضغوط ومكثف حتى انه لم تتاح لنا الفرصة للقيام بأي عمل خاص ولكن أتيحت لنا فرصة السياحة من خلال البرنامج الذي كان مضمن في الدورة التدريبية وشمل رحلة لمدينتي الغردقة والإسكندرية والتي اصطحبنا فيها نفر كريم من اتحاد الصحفيين الأفارقة ومركز التدريب والدراسات الإعلامية بوزارة الإعلام علي رأسهم الأستاذ شريف مسؤول إدارة التدريب بالوزارة والذي قدم لنا معلومات مهمة عن المناطق التي قمنا بزيارتها ، لم نلاحظ حركة سياحية بمدينة الإسكندرية وعزا أهل المنطقة عدم وجود سياح نسبة لبرودة الجو والثلوج التي سقطت متزامنة مع زيارتنا للإسكندرية بينما كانت مدينة الغردقة تعج بالسياح ولم تؤثر أحداث مصر في الحركة السياحية بتلك المدينة فيما أغلق المتحف بوسط القاهرة تحسبا لأي هجوم خاصة وانه قريب من الميادين التي تشهد مسيرات احتجاجات متفرقة.

دعوة لتقوية اتحاد الصحفيين الأفارقة

أكد رئيس اتحاد الصحفيين الأفارقة الأستاذ محفوظ الأنصاري ان الدورات التدريبية التي يقيمها الاتحاد تحرص علي جمع الشباب الصحفيين من جميع أطراف القارة من أجل التواصل المباشر والمعرفة والاتصال وأوضح أن مصر مازالت تتحمل العبء الأكبر في برنامج التدريب من اجل تقوية العلاقات بين الصحفيين مشيرا إلي أن الاتحاد تواجهه تحديات كثيره ودعا الصحفيين والنقابات الصحفية الأفريقية للنهوض بالاتحاد لمواجهة تلك التحديات وأبان أن معظم النقابات الصحفية في الدول الأفريقية لم تلتزم بدفع الالتزامات المالية مشيرا إلى أن ذلك يسهم في أضعاف الاتحاد للدور الذي يجب ان يقوم به تجاه الصحفيين الأفارقة وكشف الأنصاري عن خطة طموحة سيعكف الاتحاد بوضعها في الفترة القادمة .

حضور للسيسي وغياب الإخوان

في الجولات التي قمنا بها ومن خلال لقائنا بعدد من أبناء الشعب المصري والنخب المصرية اعتبروا أن الضرر الذي لحق بمصر في فترة الرئيس محمد مرسي خلال عام لم تلحق بها طوال الثلاثين عام من حكم الرئيس المخلوع حسني مبارك وبالرغم من أن وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي وقف مع إرادة الشعب في ثورة الثلاثين من يونيو كما وقف المشير طنطاوي مع أراده الشعب في ثورة الخامس والعشرين من يونيو الا أن الشعب المصري ينظر لدور السيسي بزاوية مختلفة ويرونه البطل المنقذ للشعب ويطالبونه بأن يكون الرئيس القادم لمصر وأطلق عليه البعض جمال عبد الناصر تيمنا بدوره البطولي حسب قولهم واكد كثير ممن التقت بهم (اخر لحظة) أن السيسي يمتلك مقومات الزعيم الراحل جمال عبد الناصر وان له القدرة علي استعادة مصر في موقعها الإقليمي والعالمي كما له القدرة علي تطهير البلاد من الاخوان الذين يطلق عليهم اسم الخونة حسب تعبيرهم ولكن لم نجد من يفسر لنا ما هي تلك المقومات التي يتمتع بها السيسي حتى يتم تشبهه بالزعيم جمال عبد الناصر ولكن ما التمسناه أن السيسي يتمتع بحب غير محدود من المصرين وله كارزما تؤهله أن يكون الرئيس القادم لمصر وبالمقابل هنالك هجوم عنيف علي الأخوان ولم تستطيع (آخر لحظة ) أن تلتقي باحد من الأخوان لان جلهم في السجون وحتى المؤيدين لهم غالبا ما نجدهم في مواقع احتجاجية ومظاهرات متفرقة تلاحقهم الشرطة وهم يحملون الشعارات التي ترفع معظمها مطالبة بالإفراج عن المعتقلين من الشباب والشابات ولكن سرعان ما تتفرق هذه الاحتجاجات بتدخل من الشرطة. ومن خلال الزيارات الميدانية والمحاضرات كان المسؤولون يؤكدون ان ما حدث في مصر ثورة وليس انقلاب كما كانوا يوجهون أصابع الاتهام للرئيس محمد مرسي بأنه ضيع البلاد وقال الأستاذ محمد صابرين مدير تحرير صحيفة الأهرام أن أكبر الأخطاء التي ارتكبها مرسي هو اعطاؤه حلايب للسودانيين وهي اراضي مصرية ولن يتنازل أي مصري عنها كما اعطي سيناء لحماس وفي كثير من المحاضرات كانت تثار قضية حلايب ويحدث جدل بانها سودانية أم مصرية حتى قال لي الإخوة الإعلاميين الافارقة أن حلايب ستعود للسودان وسنهتم بهذا الأمر عبر صحفنا .

انفصال السودان عن مصر
في أكثر من موقع كان يردد الإخوة المصريون خاصة النخب منهم أن السودان ومصر كانوا دولة واحد وأن السودان انفصل عنها ثم انفصل عنه الجنوب سالت من يرددون هذا الحديث (متى كان السودان ومصر دولة واحدة وفي أي عام انفصل السودان عن مصر ) فكانت الإجابة أن الملك الحاكم كان ملك مصر والسودان ومن هنا كان ردي بان هذا دليل علي أن السودان لم يكن في يوم من الأيام جزء من مصر وذلك من خلال الإجابة ان الملك كان ملك مصر والسودان وحرف الواو هنا للعطف وتدل هنا علي آن الدولتين مشتركين في الحكم فقط وليس الأرض خاصة وان كل دولة لها عاداتها وتقاليدها و أعرافها وصحيح أن جنوب السودان انفصل عن السودان ولكنه كان يعرف بالأراضي السودانية قبل الانفصال وبعد الانفصال أصبحت الدولة الوليدة جنوب السودان ولكن السودان منذ أن عرف بالسودان ولم يكن ضمن الأراضي المصرية وانفصل عنها كما تتوهم بعض النخب المصرية .
دور متعاظم للسفارة السودانية
بوجود الأستاذ الملحق الإعلامي بسفارة جمهورية السودان بالقاهرة شعرت أن هنالك جهة تهتم بكل إعلامي او صحفي قادم من السودان لمصر فالأستاذ محمد جبارة الملحق الإعلامي بالسفارة تجده يتابع كل نشاطات السودانيين خاصة القادمين لمصر في إجازات قصيرة بمختلف توجهاتهم وتجده عقب خروجه من العمل متجول بسيارته حتى منتصف الليل في برودة الجو والإمطار لتفقد الإعلاميين والصحفيين القادمين إلى مصر سواء من أجل العلاج أو التدريب أو السياحة أو الدراسة وامتد اهتمامه حتى بالمثقفين والفرقة الموسيقية . كما وجدت أشادة من الزملاء الصحفيين المصرين الذين التقينا هم وأشادوا بالسيد السفير السوداني بمصر السفير كمال حسن علي لاهتمامه بالصحافة والصحفيين والإعلاميين .
عودة العلاقات المصرية الأفريقية
تأسف كل من قابلناهم من أبناء الشعب المصري بجميع مستوياتهم علي تدهور العلاقات المصرية مع الدول الأفريقية وحملوا حسني مبارك نتيجة هذا التدهور وقال كل من قدم محاضرة خلال هذه الدورة أن الرئيس المخلوع حسني مبارك ركز في علاقة مصر مع أوربا وأمريكا وترك أفريقيا بالرغم من أن الزعيم الراحل جمال عبد الناصر كان قد وطد وأسس لهذه العلاقة وكانت مصر أول من دعت إلى تحرير القارة الأفريقية من يد الاستعمار عبر دعمها وتأسيس مكاتب للحركات الثورية وأكدوا أن الاهتمام بالسياسة الخارجية مع أفريقيا زاد بعد ثورة 25 يناير وأن مصر تتجه في الفترة القادمة إلى تعزيز علاقاتها مع الدول الأفريقية .

صحيفة آخر لحظة
القاهرة : هبة محمود
ت.إ[/JUSTIFY]