السودان يمنع الشركات الأمريكية من العمل مع القوة الدولية بدارفور
الفاشر (السودان) (رويترز) – قال السودان يوم الخميس انه سيمنع الشركات الأمريكية من العمل مع قوات حفظ السلام الدولية في دارفور ولن يجدد عقدا مع وحدة تابعة لشركة لوكهيد مارتن الدفاعية الأمريكية.
وتعمق تلك الخطوة خلافا بين السودان أكبر دول افريقيا من حيث المساحة والولايات المتحدة التي علقت هذا الاسبوع محادثات رامية لتطبيع العلاقات مع الخرطوم بعد عقد من العقوبات الأمريكية.
وقال عبد المحمود عبد الحليم مندوب السودان لدى الامم المتحدة في بداية زيارة يقوم بها وفد من مجلس الأمن الدولي لدارفور “لن نسمح بعمل شركات أمريكية في هذا البلد مع البعثة ( الدولية) في دارفور.
“هناك عقوبات مفروضة… لذلك لا يمكن أن يستفيدوا. لماذا يفرضون علينا عقوبات…”
وأضاف عبد الحليم أن السودان لن يجدد عقدا هندسيا مع شركة بي.ايه اند اي المملوكة بالكامل لشركة لوكهيد مارتن عندما ينتهي أجله في يوليو تموز.
وعلق ريتشارد وليامسون سفير واشنطن لدى الخرطوم المحادثات بشأن تطبيع العلاقات مع السودان هذا الاسبوع قائلا ان الزعماء الشماليين والجنوبيين غير جادين بشأن انهاء الاشتباكات التي اندلعت مؤخرا في منطقة ابيي مما أثار مخاوف من العودة الى الحرب الاهلية.
وزادت العلاقات توترا بعدما استخدمت واشنطن عبارة “ابادة جماعية” في وصف الصراع في دارفور وهو ما تنفيه الخرطوم.
وتفرض الولايات المتحدة عقوبات على السودان منذ أكثر من عشر سنوات.
وقال عبد الحليم ان المسؤولين السودانيين مددوا بالفعل عقد بي.ايه اند اي لثلاثة اشهر بعد انتهائه في ابريل نيسان وحتى يوليو تموز. لكنه لن يمدد مجددا.
وقال “انه نهائي.”
وأضاف أن السودان سيفضل منح العقود لدول افريقية لكنه سيدرس عروضا من مجموعات أوروبية.
ومر مبعوثو مجلس الأمن الدولي أمام لافتة كبيرة للشركة الأمريكية لدى دخولهم مقر المهمة المشتركة بين الامم المتحدة والاتحاد الافريقي في دارفور خلال زيارة لمدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور يوم الخميس.
وقال رودولف ادادا الممثل الخاص للمهمة المشتركة لدارفور للصحفيين خلال الزيارة انه تمت مناقشة عقد لوكهيد مارتن خلال محادثات هذا الاسبوع بين مسؤولين سودانيين والمبعوث الأمريكي الخاص للسودان.
وأضاف “نوقش هذا مع الحكومة وناقشته الولايات المتحدة معهم اليوم. انه أحد عناصر المحادثات الثنائية.”
وقالت وحدة تحقيق داخلي بالامم المتحدة في يناير كانون الثاني انها تحقق في كيفية منح الوحدة التابعة للوكهيد مارتن عقدا بقيمة 250 مليون دولار بدون طرحه للمنافسة.
وقال مكتب الامم المتحدة لخدمات الرقابة الداخلية ان العقد كان لبناء خمس قواعد لقوات حفظ السلام في دارفور.
ويقول خبراء دوليون ان أكثر من خمس سنوات من الصراع في دارفور أسفرت عن مقتل نحو 200 ألف شخص ونزوح نحو 2.5 مليون اخرين عن منازلهم. وتنفي الخرطوم تلك التقديرات وتقول ان عشرة آلاف شخص فقط قتلوا وتتهم وسائل إعلام غربية بالمبالغة في تقدير حجم الصراع.