موسى : غير صحيح أن إيران هى الخطر واستقالتي غير مستبعدة
وفيما يبدو أنه تحذير من احتمال إقدامه على الاستقالة في أعقاب معركة غزة وما صاحبها من انقسام غير مسبوق في العالم العربي ، أضاف موسى أنه لايستطع أن يستمر في منصبه إذا ظل الواقع العربي على ما هو عليه من انقسام ومحاور واستقطاب ، مشيرا إلى أن العالم العربي بات في صورة سيئة جدا ويكاد يقترب من الفشل ، وإذا لم ينجح في رأب الصدع فإنه سيترك المنصب لشخص آخر قد ينجح فيما فشل فيه .
وفي إشارة ضمنية إلى أن اتخاذه قرار الاستقالة من عدمه قد يكون في مارس ، أوضح موسي خلال تصريحات لفضائية الجزيرة أنه ينتظر اجتماع وزراء الخارجية العرب والقمة العربية في مارس .
وعلق الأمين العام للجامعة العربية أيضا على الانتقادات التي وجهت له من قبل الرأي العام العربي في أعقاب “لقطة دافوس” والمقصود هنا ما حدث في منتدى دافوس الاقتصادي عندما انسحب رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوجان احتجاجا على عدم إعطائه الفرصة للرد على مزاعم الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز بشأن العدوان على غزة ، فيما لم يتخذ موسي خطوة مماثلة ، بل واتهمه البعض أيضا بأن مجرد جلوسه على طاولة واحدة مع بيريز كان بمثابة تطبيع.
الأمين العام انفعل بشدة ورفض أن يكون ما حدث تطبيعا واعتبر هذا الأمر مبالغة شديدة ، وبرر موقفه ، قائلا :” مع تقديري الشديد لما قام به أردوجان ، فإنه فعل ذلك احتجاجا على رفض رئيس الجلسة إعطائه الفرصة للتعقيب على مزاعم بيريز ومقاطعته وهو يحاول تفنيدها ما اعتبره إهانة لرئيس وزراء تركيا “.
واستطرد قائلا ” كان لابد من استمراري للرد على مزاعم بيريز والدفاع عن الموقف العربي ، كما حرصت على الانتظار للاستماع لملخص الجلسة للاستفادة منها وتقييم مدى نجاحي في إيصال صوت العرب ، لا يجب الاقتصار على لقطات تليفزيونية دون التعمق في مضمون ما حدث رغم احترامي الشديد لم أقدم عليه أردوجان فهو ساند غزة بقوة خلال العدوان ”
وتابع ” عدم حضور اللقاءات الدولية والمغادرة المفاجئة خلال انعقادها هى مسائل سينمائية ، وجودنا ضروري لكى لا تتمكن أية قوة معادية من تزييف الحقائق بشأن القضايا العربية وهذا ما حدث بالفعل حيث أشارت صحف أمريكية لما ذكرته خلال دافوس ردا على مزاعم بيريز”.
وفي تأكيد أكثر وأكثر على تمسكه بما فعله وعدم شعوره بالندم بعد الانتقادات التي وجهت له ، شدد موسى على أنه لو تكررت اللقطة ذاتها ، فإنه ما كان لينسحب واستمر ، قائلا ” أعمل على أساس ضميري وما أقوم به ينبع من الحرص على المصلحة العربية ، تصرفي كان سليما وتصرف أردوجان كان سليما “.
وبالنسبة لما يتردد حول اتخاذه وخاصة في السنة الأخيرة مواقف بعيدة عن الجماهير العربية وتكاد تكون متطابقة مع سياسات الدول التي توصف بمحور الاعتدال ، قال :” لم أغير مواقفي يوما ومن يريد التأكد في هذا الصدد عليه أن يرجع إلى محاضر لقاءاتي وتصريحاتي ومواقفي ، رحبت بموقف قطر لعقد قمة عربية طارئة بشأن غزة ، لا أنحاز لأية دولة وإنما للمصلحة العربية فقط ” ، منتقدا في هذا الصدد وصف الاعتدال والتطرف حيث كان ضحيته المصلحة العربية بكاملها .
وانتهى إلى رفض ما يتردد حول تلقيه هدايا من ملوك ورؤساء ما يسمي بدول الاعتدال ، ووصف هذا الادعاء بالاسفاف ، قائلا :” أية هدايا تقدم للجامعة العربية وليس لي ، حالتي المادية والحمد لله جيدة جدا ، وبعدين لو الموضوع فيه هدايا ، كانت دول الممانعة هى الأخرى قدمت هدايا “.
المصدر :محيط [/ALIGN]