قير تور
عاطفة الإنفصال (3-3)
وكما يقال بأن ذاكرة الطفولة لا تنسى فالعبارة كانت تأتي إلينا ونحن بالخرطوم في شكل مبسط جد (الجنوبيين دايرين شنو؟) وهو تساؤل يصدقه البعض بسذاجة وهم ما زالوا كذلك وهم أحرار في إعتناق ما يرون أصلح لهم وكذلك نحن أحرار على أخذ القناعة التي تتماشى معنا دون أن يمارس أي منا الضغط على الطرف الآخر.
وما لم ننتبه له في الظروف الحالية أن هناك جريمة وسوء سلوك ياتي به قليل من إخوة لنا هم ضحايا الفترة الماضية ،وكل الأطراف التي تحاول غمض الأعين عن رؤية المشكلة ما هي إلا هاربون من مسؤلياتها نحو الموضوع.والأمثلة كثيرة جداً على ما أقول خاصة في زمن صار العالم قرية صغيرة فهناك جريمة صارت منتشرة بصورة غريبة بإسم الجنوبيين يقوم بها عدد من الشباب المتأثر ببعض المشاهد الأميركية…. إن النيقرز الموجودون في الخرطوم وجوبا وواو على إتصال مباشر بزملائهم في القاهرة واستراليا والولايات المتحدة، وهؤلاء لا يستهدفون سوى الجنوبيين فقط!!!؟. أرايتم كيف تصير الأمور إلى الأسوأ يومياً.
في الوقت الذي يتطور فيه مستوى الجريمة في الجنوب عن طريق ابنائنا الذين هم منا سواء قبلنا بهم أم لا ، قلنا بأن هناك جهات تقف خلفهم أم لا ، فالمسؤولية على الحكومة تبقى في الحفاظ على الوضع السليم للأهالي وفي الجانب الآخر سيكون من الصعب الإجابة على السؤال كم عدد المدارس التي جهزت في الفترة الماضية؟.
سيغضب البعض مما كتبناه هنا… لكن ليعلموا بأننا نلتقي الكثير من شبابنا القادمين عاصمة حكومة الجنوب جوبا وكم من المرات لمست اللهجة الغاضبة على الحكومة خاصة وهناك سلوك جديد لمن يكن معروفاً من قبل يتمثل في تلك المشاهد التي عندما حاول معتمد جوبا تصحيحها كان أن فقد منصبه؟؟؟
وحسب لقاءاتي بالكثير من الشباب الغاضب فهناك من يقفون ضد الشرطة في جوبا لأنهم أصحاب مصالح في ما يحدث ولذا يكبلون ايادي الشرطة.
ونحن بعد لم نتناول كمية الأموال التي يتم صرفها على سكن ورواتب الموظفين بدلاً تشييد المباني الحكومية وحتى في الخرطوم هنا كانت يمكن لحكومة الجنوب شراء عقارات يسكن فيها موظفوها بدلاً عن الفنادق الفاخرة حتى أننا سئمنا الذين يمازحوننا بهؤلاء الموجودين في السلام روتانا والهيلتون… وهناك إشارة إلى إرسال الأبناء إلى مدارس يوغندا ونيروبي… هل بإمكان كل الجنوبيين إرسال أبنائهم إلى تلك الدولتين؟؟.
وأهم من ذلك النغمة النشاز بأن الإستوائيين يرفضون توزيع الأراضي في جوبا.. هل رفض أبناء الإستوائية بناء مدارس اساس وثانوية في أي المدن الإستوائية؟.سنتناول بإذن الله في حلقة أخرى موضوع البعثات الخارجية. [/ALIGN]
لويل كودو – السوداني-العدد رقم 1101- 2008-12-7