تحذيرات يمنية للانفصاليين من مصير جنوب السودان
كما يحذرون من خطر “أسوأ بكثير” مما هو عليه الحال في جنوب السودان في حال الانفصال، وحجتهم في ذلك أن هناك قوة رئيسية كانت تسيطر بجنوب السودان في حين لا يمكن توقع وجود قوة مركزية واحدة في جنوب اليمن قادرة على السيطرة.
المودع حذر من حالة شبيهة بالوضع في الصومال (الجزيرة)
صراع وتشتت
ويرى الباحث والكاتب المتخصص في شؤون الجنوب عبد الناصر المودع أن أي وضع انفصالي قد ينشأ في جنوب اليمن “سيكون حالة شبيهة إلى حد كبير بالوضع في الصومال نظراً لوجود قوى كثيرة ضعيفة متصارعة وقوى متطرفة تتحكم في المشهد السياسي”.
وأوضح في حديثه للجزيرة نت أن جنوب اليمن “يضم جماعات متصارعة غير قادرة على السيطرة في حال الانفصال”، مضيفا أن تنظم القاعدة “هو أكثر طرف سيكون قادرا على اللعب وخلط الأوراق في الجنوب”، ومدللاً على ذلك بما حصل في أبين عام 2011 “عندما سيطر تنظيم القاعدة أثناء الثورة الشبابية”.
ولا يعتقد الباحث أن الانفصاليين في الجنوب “سيتعظون” بما يجري في جنوب السودان “لأن لديهم مشروعا يعتقدون من خلاله أن وضعهم مختلف تماما وأنهم شعب متجانس وقادر على إنشاء دولة نموذجية، وهذه ليست سوى أوهام”.
أنيس منصور حذر من وضع كارثي أسوأ من جنوب السودان (الجزيرة)
نتائج كارثية
بدوره حذر الصحفي والناشط في الثورة الشبابية بعدن أنيس منصور من نتائج كارثية أكبر بكثير مما حدث في جنوب السودان “في ظل الوضع الراهن والتشظي الذي تعيشه فصائل الحراك بفعل صراعات الماضي وهي لا تزال في طور السعي لتحقيق الانفصال”.
وقال للجزيرة نت إن مكونات الحراك الجنوبي “غير متجانسة سياسيا ولها خطابات متناقضة، منها من يطالب باستعادة دولة الجنوب العربي ومن يرفعون شعار الاستقلال وفك الارتباط واستعادة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، ومن ينادي بخيار الفدرالية وآخرون يحملون نزعات انفصالية مناطقية”.
وأضاف أن هناك “شريحة واسعة من الجنوبيين ترفض العودة للماضي بسبب فشل الانفصال الذي فروا منه إلى الوحدة اليمنية في العام 1990، لذا فإن المراهنة على تكرار التجارب الفاشلة سيقودنا حتما إلى نتيجة نعرفها مسبقا وإلى نفق مظلم وصراعات جنوبية تعيد إنتاج نفسها”.
أحلام
وخلافاً لما حذر منه المودع ومنصور، يري القيادي في الحراك الجنوبي فؤاد راشد أنه بمجرد تحقيق ما يطالبون به “من تحرير الجنوب وإعلان استقلاله سيكون ذلك الأمر عامل استقرار للمنطقة بكاملها وللشعبين بين الدولتين في شمال اليمن وجنوبه”.
وقال للجزيرة نت إن تجارب الآخرين “ونشوء الدول المستحدثة لا سيما جنوب السودان وما تشهده من أحداث، أمور ستكون نصب أعين ثوار الجنوب العربي للعظة والاعتبار منها وليس للحذو حذوها”.
وأضاف جميع مكونات الحراك الجنوبي “متفقة على هدف استعادة الوطن الجنوبي المحتل عسكرياً منذ حرب صيف 1994، ولديها رؤى للعمل على نقله بعد الاستقلال من وطن خربه الاحتلال في شتى مناحيه إلى وطن معافى تنمويا وسياسيا واجتماعيا وديمقراطيا”.
ويطالب الحراك الجنوبي الذي يضم فصائل يمنية في جنوبي البلاد، بانفصال الجنوب عن شمال البلاد، وإنهاء الوحدة اليمنية القائمة منذ العام 1990 بين شطري اليمن. وبعضها يطالب بتقسيم البلاد إلى إقليمين تحت حكم فدرالي.
سمير حسن: عدن:الجزيرة