الطاهر ساتي

مدير عام الجمارك.. أحسنت!

مدير عام الجمارك.. أحسنت!
** على سبيل المثال، الأخ عبدالرحمن صالح – بشركة مجموعة الجريسي بالسعودية – يسأل حائراً ويائساً: (الأخ ساتي، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.. تابعت كتاباتكم، سؤالي لك: هل هنالك من إجابات او استجابات لما تكتب؟، بصيغة أخرى ماهو تقييمك أنت لما تكتب وهل هنالك من جدوى؟.. ولك تحياتي الخالصات، عبدالرحمن صالح، شركة مجموعة الجريسي، المملكة العربية السعودية، الرياض).. هذا نموذج يائس، وصلتني رسالته مساء البارحة، وما أكثر الذين فقدوا الأمل في الإصلاح، بحيث صار لسان حالهم يردد يومياً (ياخ إنت بتنفخ في قربة مقدودة)، وقد صدقوا، ولكن العزاء أن ضمير سلطة الصحافة لا تكتب لضمائر سادة السلطات الأخرى فقط، بل يكتب للأجيال القادمة أيضاً.. فاليوم – بكل مواقفه وشخوصها- يمضي سريعاً، ولكنه يبقى راسخاً في تاريخ أهل الغد!
** على كل حال، أصدر اللواء الدكتور سيف الدين عمر سليمان، مدير الإدارة العامة للجمارك، توجيها بالتحقيق في القضية التي أثارتها الزاوية في الأيام الفائتة، وكانت سرداً موثقاً عن طرائق تحصيل قيمة الجمارك بمطار الخرطوم، وما يشوبها من شوائب.. ولقد شرع اللواء الدكتور عبدالرحيم أبوالقاسم، مدير فرع إدارة المخاطر بالمجارك، منذ ضحى البارحة بالتحقيق والتحري وجمع المعلومات والوثائق.. قبل الاسترسال توضيحاً وتذكيراً، هناك ثمة ملاحظة تستوجب الثناء، وهي المتابعة الجيدة لما تكتبها الصحف ثم الانتباهة اليقظة – مُش بتاعت ناس افصلوا الجنوب وما عايزين سلام ديك – وكذلك رد الفعل السريع.. نعم، قبل أن تمضي على زاوية الأحد (72 ساعة)، وكذلك قبل أن تمضي على زاوية البارحة (12 ساعة)، انتبهت إدارة الجمارك للحدث ثم تحركت نحو الإصلاح..!!
** وعليه، بلا مكابرة – وبدون لف ودوران – بل بذات وضوح مفردات النقد الفائتة، لا خير فينا – ولا فيما نكتب – إن لم نقل لمدير عام الجمارك: لك الشكر، ولقد أحسنت عملاً بهذه الاستجابة السريعة، وهذا يعكس – للرأي العام – إحساسك بمسؤوليتك، ثم تقديرك لمسؤولية الصحافة.. وكما أكرر دائماً، فالغاية من أحرفنا هذه، أيها السيدات والسادة، كانت – ولاتزال وستظل – هي إصلاح ما يمكن إصلاحه في حياة الناس والبلد، ولن يتحقق هذا الإصلاح المنشود ما لم تتكامل مسؤوليات كل السلطات – من الأولى حتى الرابعة – تكاملاً مسؤولاً تجاه قضايا الناس، وبلا استعلاء سلطة على أخرى كما يحدث بالمصادرة والإيقاف والترهيب، وبلا تحقير سلطة لدور سلطة أخرى، أو كما يحدث بالتجاهل أو بالرشاوي..!!
** وعذراً للقارئ على ذاك الإسهاب، إذ في ثنايا أسطره تلك رسائل لبعض السادة، ثم بعض الحزن على ما نصبح عليه من شتائم وما نمسي عليه من متاعب حين نشير إلى أخطاء أولئك الذين يظنون بأنهم – هم فقط – ملاك هذا الوطن، بيد أن الناس والصحف مجرد (خادم فكي)، وعليها أن تطيع وتمدح وتصلي عكس القبلة إن – هم – أمروها بذلك.. المهم، نرجع لاستجابة إدارة الجمارك، إذ تلقيت اتصالاً كريماً من اللواء الدكتور عبدالرحيم، ثم تشرفت بزيارته الكريمة، وتعاونت معه، بحيث سلمته وثيقة كانت بطرفي ثم وثائق أخرى تلقيتها من بعض أصدقائي بالخارج، وهم من الذين مروا بتجارب تعكس أخطاء ما يحدث بجمارك مطار الخرطوم، ولذلك تجاوبوا مع الزاوية وأرسلوا وثائقهم، ولهم الشكر على المتابعة والانفعال الإيجابي.. ونأمل أن يكتمل التحقيق، ليس بإدانة زيد أو تحفيز عبيد، ولكن بإصلاح شامل يبعد الشرطة عن الشبهات، وكذلك لا يرهق المغترب، ثم يضع المال العام في ماعون (أورنيك 15).. وبالله التوفيق..!!

إليكم – السوداني
[email]tahersati@hotmail.com[/email]