[ALIGN=JUSTIFY]
[ALIGN=CENTER]وجوه ملونة![/ALIGN]
نظرت مشفقة حولي فرأيت بعض الوجوه متغيرة الألوان.. وجوه بلون الحمرة والصفرة والخضرة والإزدواج والخليط.. «سمارة».. ألتقيت بها بعد أن ذهبت سمرتها الى غير عودة.. فوجدتها تحمل وجهاً بكل ألوان الطيف فسألتها ماذا حدث لها ولوجهها.. فقالت «محاولة مخالفة ألوان الطبيعة..».. فرددت عليها «الجابرك شنو».. قالت «الشديد القوي».. وأردفت «البنات كلهن بقن سمحات ومجيهات.. أنا بس حسيت إني مقصرة».. «طيب إنت الجيهة دي إلا بفسخ خلقة الله».. صمتت برهة وأطرقت من بعدها ثم لملمت إجابتها: «أهو علينا المحاولة يا صابت يا خابت».. وحتى هذه المحاولة هي من باب اليأس والخنوع من الحالة المحبطة التي عايشنها الأيام دي .. ويا أختي علينا نشوف السوق داير شنو.. وإنت يا أختي ناسية إننا في السوق ولا شنو؟!.. فرددت عليها بخبث «كده وبالحالة دي إنت بره السوق إلا سوق العدة».. وتعالت قهقهة مني ومنها.. وأفترقنا كل الى وجهته، فصادفت صديقة قديمة لكنها تحمل وجهاً بلون «الورد».. تماماً بلون الورد الأحمر فسألتها «هل حدث لشعيراتها الدموية أي تدمير».. فأجابت «لماذا السؤال».. فرددت عليها بذات الخبث «شفتي» وجهك اليوم؟. (أها.. والله دي الخلطة الأخيرة الإشتريتها من العطار الفتح جديد جنبنا.. أسكتي ساي.. دا هسة مفعول أولي للخلطة لكن بعد كم يوم كده تعالي «شوفي وشي» ما حتعرفي.. أصلو قالوا الخلطة دي بتعمل كده في الأول).. وأزددت خبثاً وودعتها قائلة: «الله يكضب الشينة».. وما أن صعدت الى «الحافلة» وأخذت موضعي فيها إلا وأحسست بإحداهن وهي تحاول لفتي صوبها.. «يا ربي دي منو يا ربي..».. أخيراً… «نور».. «نور» كيف حالك إن شاء الله كويسة وحتى لا أحرجها مع الركاب قلت لها «ما عرفتك لكن أتغيرت».. فردت «دا آخر مقشر أستعملته».. فهمست لها «مقشرة خلقة الله مالك يا نور.. «خدرتك» كانت حلوة ونايرة.. لزومو شنو تتسلخي كده».. وأعادت عليَّ نفس الكلام «التأثيرات الأولية وكدا».. فصمت وقلت يا بت نشوف آخرة التأثيرات الأولية الحايمة وسط البنات ديل!!.. ولأول مرة بدأت اسأل نفسي «هل من الضروري أن نخالف لون الطبيعة؟.. وقبل أن أجيب على نفسي ألتقت بي امرأة «عجوز» بوجه متعدد الألوان والتضاريس.. فطار من رأسي مجرد ذاك التساؤل.
آخر الكلام:
ما بها ألوان الله؟.. أنسب وأفضل وقليل من الرضاء..
سياج – آخر لحظة -العدد 840 [/ALIGN]