الحركة الشعبية في ظل احتدام صراع التيارات
ثلاثة تيارات
ورغم أن د. رياك مشار قد بادر برفع لواء العصيان على سلفاكير وذلك بعد أن نالت منه رماح الإقصاء وأبعدته من منصب الرجل الثاني على خلفية اتهامه بمناهضة سلفاكير والمجاهرة بالاستعداد لمنافسته في قيادة الحركة وانتخابات 2015 إلا أن حقائق أخرى تؤكد أن مشار لم يكن وحده الذي يتطلع للحكم وإدارة الحركة.
وحسب لوكا بيونق القيادي البارز بالحركة الشعبية وأحد قيادات أبيي فإن الحركة الشعبية وبعد رحيل زعيمها الدكتور جون قرنق دخلت في أزمة قيادة وأدى ذلك إلى بروز التيارات التي يسعى كل واحد منها إلى أن يكون البديل، ويرى بيونق أن د. رياك مشار الذي تمت إعادته للحركة قبيل رحيل القائد لا يمثل التيار الوحيد بل هناك تياران ظلا يتنافسان في الخفاء تحت مظلة الإصلاح الذي يمهدان به للاقتراب من السلطة أحدهما تيار الفريق سلفاكير الذي حكم الجنوب من منصبه كنائب لقرنق والبديل الذي كان متاحًا على أرض الواقع في تلك اللحظات العصيبة، وتيار ثانٍ هو مجموعة ما يعرف بالإصلاحيين بقيادة باقان أموم ودينق ألور وآخرين وهي المجموعة التي كانت الأقرب من غيرها في الإلمام بخبايا الحركة في عهد رئيسها الراحل مما جعل البعض يطلق على مجموعتهم (أبناء قرنق). ويرى لوكا بيونق أن هذه المجموعة هي الأكثر قدرة على إيجاد المعالجة للخروج من الأزمة الراهنة التي تعيد تماسك الحركة الشعبية كحزب حاكم والاتفاق داخل الحكومة التي جاءت عبر آخر انتخابات.
ويرى البعض أن التنافس بين سلفاكير وأمين عام الحركة الشعبية باقان أموم لم يكن جديدًا فقد ظل حاضرًا في كل القضايا المفصلية التي أعقبت توقيع الاتفاقية ورحيل قرنق، وظل كل طرف يترصد الفرصة السانحة لإضعاف نفوذ الآخر وإن كان باقان يستمد قوته من دفع الحركة الشعبية كحزب حاكم فقد ظل سلفاكير يستند في الأساس إلى قوة الجيش، وشهد آخر مؤتمر للحركة الشعبية صراعات قوية بين الرجلين انتهت بمساومة بأن يظل كل واحد في منصبه وإيقاف الخلافات.
وإن كان باقان قد انتقد توقيف بعض الشخصيات مما آثار عليه غضب سلفاكير فالواقع أن اعتقال باقان بعد الأحداث لا يعني أن علاقته جيدة مع مشار الذي ظل محاربًا من تيارات الحركة باعتباره منشقًا سابقًا وهذا يؤكد أن نجاح مشار حتى إن حدث في الاستيلاء على السلطة فإن ذلك لا يعني تسلمه لقيادة الحركة.
د. لام في دائرة الأضواء
وإن حملت الأحداث الأخيرة جديدًا فإن أبرز ما تميزت به هو عودة د. لام أكول الذي ظل محاربًا منذ استشهاد قرنق إلى أن استقال من الحركة قبل الاستفتاء عودته إلى دائرة الأضواء مجددًا بعد أن ظهر في دهاليز المفاوضات ضمن وفد الحكومة ويتميز د. لام رغم روحه التنافسية الملولة نوعًا ما بقدرات عالية من الحصافة والتفاوض والتكتيكات وهو ما يعني بأن سلفا سيكسب لاعبًا جديدًا بغياب من أدخلهم السجن فضلًا عن أن د. لام المنحدر من الشلك يعد مقابلًا لباقان في قيادة هذه القبيلة وبالتالي إمكانية ضمان استمرار ولائها.
ورغم الحديث عن انضمام اللواء ديفيد باو باو قائد الكوبرا للمنشقين وتدعيم قوات المعارضة في مناطق جونقلي ضمن مليشيات المورلي إلا أن قيادات أخرى استبعدت هذا الحديث واعتبرته إشاعة باعتبار أن قواتهم التي ظلت تقاتل الجيش الشعبي بمفردها لا يمكن أن تقبل بتوظيفها في المعارك الراهنة داخل أجنحة الحركة الشعبية وهي معارك لا ناقة لهم فيها ولا جمل، يبقى السؤال إذا استمر الحال على ما هو عليه فما الذي يمكن أن تقود إليه الأحداث في ظل المعطيات التي ترشح انفتاحها على أكثر من سناريو إن لم تصبح صومال جديدة؟
قراة التجاني السيد: صحيفة اخبار اليوم
[/JUSTIFY]