سياسية

البشير: لن نسمح بالاعتداء على الجنوب من السودان

[JUSTIFY]أنهى الرئيس عمر البشير زيارة إلى العاصمة جوبا أجرى عبرها مباحثات مغلقة مع الرئيس سلفا كير ميارديت أمس، بينما استقبله بمطار جوبا جيمس واني نائب الرئيس سلفا كير، في وقت اتفق فيه وفدا سلفا كير ومشار بأديس أبابا على جدول الأعمال،. وتبدأ المفاوضات المباشرة بينهما اليوم.

لا ندعم وأكد البشير أن السودان لن يسمح بأي عمل عدائي انطلاقاً من أراضيه باتجاه الجنوب، وجدَّد في الوقت نفسه التأكيد على أن السودان لا يدعم أية معارضة في أي بلد مجاور للسودان، وجزم في تصريحات صحفية مشتركة مع الرئيس سلفا كير عقب اجتماع مغلق بينهما، جزم بأن الحوار هو السبيل الوحيد للخروج من الأزمة الجنوبية، مشدداً أن القبول بتقسيم السودان لدولتين كان من أجل السلام، وقال: «الحوار بنوايا حسنة هو السبيل الوحيد للخروج من الأزمة»، وأردف قائلاً: «العمل المسلح لن يحل قضية». ووجه البشير الأجهزة الحكومية باستقبال اللاجئين الجنوبيين. وأعرب عن دعم السودان لحكومة دولة جنوب السودان، وذكر أن زيارته لجوبا تأتي في إطار الاهتمام بما يدور فيها، بجانب بحث ما يمكن تقديمه لإعادة الأمن والاستقرار لدولة جنوب السودان، وأضاف أن جنوب السودان يحتاج إلى دعم إخوتهم في السودان لتخطي المحنة التي يمر بها.
سيطرة تامة من جهته، أكد سلفا كير بأن الأجهزة الأمنية تسيطر تماماً على الوضع الأمني في جوبا، وأبدى ترحيبه الحار بزيارة البشير في المرحلة التي تشهدها دولته، وقال إن جوبا لن تفرج عن أي معتقل سياسي إلا بأمر المحكمة، واعتمد سلفا كير التفاوض مع نائبه السابق د. رياك مشار دون شروط وقال: «مستعدون للتفاوض ونرفض أي شروط مسبقة». وأوضح سلفا كير أنه سيتخلص من كل العناصر غير المنضبطة في الحزب الحاكم. وأشار كير إلى أن هذه الزيارة تؤكد أن ما يقال عن عدم استقرار الوضع في جوبا وجنوب السودان هو محض اختلاقات من قبل من لا يريدون استقرار الجنوب. وأضاف كير موجهاً حديثه للبشير: «شكراً لشجاعتكم وحضوركم لجوبا، رغم الشائعات بعدم استقرار الوضع».

وأكد كير أن جوبا لم تشهد أي إطلاق نار، وأنها ستظل كذلك، مجدداً ترحيبه بالسودانيين والقيادة السودانية في جنوب السودان في كل الأوقات.

أقصر الطرق إلى ذلك علمت «الإنتباهة» أن لقاء الرئيسين ناقش مقترحات بشأن أقصر الطرق لإيقاف إطلاق النار، ووقف العدائيات، بجانب سير المفاوضات بأديس أبابا، إضافة إلى الوضع الأمني في دولة جنوب السودان واستقبال السودان للاجئين الجنوبيين.
وفي غضون ذلك، اتفق طرفا الصراع في دولة جنوب السودان بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا أمس على أجندة التفاوض، وأكدت الوساطة في مؤتمر صحفي مشترك أن المفاوضات المباشرة ستبدأ اليوم بمشاركة كبيرة للوسطاء الغربيين والأفارقة، في الوقت الذي وصل فيه إلى أديس أبابا أمس الفريق محمد أحمد الدابي مبعوثاً خاصاً للسودان للانضمام لوساطة إيقاد والمشاركة في المحادثات. وفي سياق ذي صلة، عاد إلى جوبا رئيس وفد الحكومة المفاوض نيال دينق نيال لإجراء مشاورات مع القيادة حول بعض النقاط الخاصة بالتفاوض، فيما تبدأ وساطة إيقاد زيارة إلى جوبا للالتقاء بالرئيس سلفا كير لبحث مسألة إطلاق سراح المعتقلين السياسيين في الأيام المقبلة وفق اتفاق محدد.

نشر قوات وإلى ذلك نوَّه وزير الخارجية علي كرتي في تصريحات للصحافيين بمطار الخرطوم عقب عودة البشير، بأن هناك اتفاقاً على نشر القوات المشتركة على الحدود في إطار اتفاقية التعاون المشترك. وكشف وزير الخارجية عن طلب لحكومة الجنوب بمدها بعدد من فنيي النفط، وأضاف أن جوبا طالبت بمدها بأكثر من «900» من الفنيين السودانيين الذين يتأهبون الآن للذهاب إلى مناطق البترول حين يطلب منهم ذلك بإشراف وإدارة حكومة الجنوب وليس تحت أي ظرف آخر، ولفت إلى أن الطلب للفنيين فقط، منوهاً بأن مسألة التأمين المشترك لمناطق النفط مطروحة بين الجانبين، وهناك ترتيبات لها في المرحلة المقبلة. وأكد أن السودان أعلن التزامه بدعم حكومة الجنوب وإرسال معونات عبر الجو مثل الأدوية وغيرها يحتاجها جنوب السودان.

مصلحة قوية وقال كرتي إن لدى السودان مصلحة قوية في استقرار الأوضاع في جوبا وفى أن تظل هناك حكومة قوية في دولة جنوب السودان تستطيع أن تسيطر على الأوضاع وتستطيع أن تتفاوض، وتابع قائلاً: «لدينا معها اتفاقيات، ولإنفاذ هذه الاتفاقيات لا بد أن تكون هناك حكومة قادرة على التنفيذ، وهذا ما نرجوه ويرجوه رئيس الجمهورية، والزيارة نعتقد أنها جاءت في وقتها تماماً بالنسبة للدولتين». وأكد كرتي أن زيارة برنابا بنجامين للخرطوم قائمة وقال: «لا أدري من أين أتى الإعلام بأنها يوم الإثنين، والأمر الثاني أنه بسبب هذه الزيارة لم يستطع أن يغادر الوزير إلى كينيا، وزيارة السودان كانت مخططة بعد زيارة كينيا، ونتوقع أن يصل الوزير مساء غدٍ الأربعاء، والزيارة قائمة وأسبابها مستقلة عن أسباب زيارة رئيس الجمهورية».

وأكد رئيس لجنة الإيقاد سيون مسفن أن الجانبين عبَّرا عن أسفهما للوضع الذي ترتب عليه الصراع بالجنوب مشيرًا إلى أن الطرفين توصلا إلى بنود مهمة في جدول الأعمال منها وقف القصف ووضع آلية للمراقبة ومعالجة الخسائر، وأكد أن الإيقاد سوف تقف بجانب الجنوب لتحقيق السلام
واعتبر رئيس وفد د. مشار تعبان دينق خلال المؤتمر الصحفي المشترك أمس المشكلة في الجنوب بأنها سياسية لا يمكن حلها إلا بالطرق السياسية
وقال إننا نريد تحقيق المصالح الكاملة والسلام لجنوب السودان غير أنه أكد أن لديهم مخاوف منها التدخل اليوغندي في الجنوب، وقال إنه يهدد السلام في بلاده، وطالب في ذلك دولة يوغندا بالخروج من أراضي الجنوب مبينًا أن تدخلهم لن يأتي بالسلام، بدوره قال وزير الإعلام بدولة الجنوب مايكل مكواج إن وفد الحكومة جاء للحوار من أجل تحقيق السلام، وأضاف أننا لم نأتِ من أجل الحرب وأكد حاهزيتهم لبذل الجهود لتحقيق السلام وعبر عن تفاؤله بتحقيق ذلك.

صحيفة الانتباهة
هيثم عثمان
ت.إ[/JUSTIFY]