حوارات ولقاءات
السفير الزين في حوار الوداع من السفارة السودانية بتشاد
وقال : موطن حركة الأهل ما بين الأبيض والحمادي فيما درست في تلودي الابتدائية والأوسط وبعدها ابوجبيهة ثم مدني الثانوية وتخرجت في آداب جامعة الخرطوم قسم اللغة الفرنسية ثم شددت الرحال إلي فرنسا في بعثة لجامعة بون الفرنسية ثم حضرت دراسات عليا بجامعة الخرطوم والكثير من الكورسات المهنية فأنا أصلاً بدأت في الإعلام الخارجي بوزارة الثقافة والإعلام في العام 1988م بعدها انتقلت للمكتب الصحفي للسيد الرئيس عمر البشير من 1996 إلي 2002م وكنت مترجم اللغة الفرنسية لفخامة الرئيس وأرافقه في الكثير من المؤتمرات واللقاءات وتشرفت بذلك كثيراً ومنه التحقت بالعمل الدبلوماسي في دار السلام للشئون الإنسانية ومنها إلي الجزائر وباريس والبعثة الثالثة هاهي في العاصمة التشادية ( أنجمينا ) وهنا توقف العمل إلي حيث آتيت أخ سراج وشاركت معنا في حفل وداعي بالنادي السوداني.
ماذا عن العلاقات السودانية التشادية خلال الأربعة سنوات التي أمضيتها بالبعثة الدبلوماسية بانجمينا؟ قال : فترة كانت مليئة بالتطورات المهمة جدا.. فالفترة التي آتيت فيها كانت نهاية التوترات العابرة بين البلدين وانتهت لتنطلق العلاقات بقوة في سائر الملفات السياسية والأمنية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية وغيرها وبحمد الله دار فيها عمل كبير جدا خاصة في دور تشاد في ملف دارفور عبر منبر الدوحة وقطر دولة أساسية في التفاوض ودعم السلام في دارفور وكان في هذه الفترة زيارات متواصلة مابين المسئولين وتم إبرام اتفاقيات بين البلدين في مجالات عديدة في التجارة.. النقل.. التعليم.. الإعلام.. الصحة.. والأمن.. واهمها اتفاقية القوات المشتركة بين السودان وتشاد من مارس 2010م وحتى الآن في الحدود وأيضا فيها تأسيس الاتفاقيات الخاصة بالتبادل التجاري وتشاد أصبح لها منطقة حرة في بورتسودان كما أن الربط بالطرق شارف علي الاكتمال من العاصمة التشادية أنجمينا إلي مدينة ابشي ومنها إلي مدينة ادري من الجانب التشادي والعمل الحثيث يجري فيه وما بين مدينة الجنينة السودانية ومدينة ادري التشادية طريق الإنقاذ الغربي والسكة حديد بدأت وبالتالي هو عمل كبير وتشاد دولة حبيسة غير مطلة علي مواني.. عليه تنتظر من دولة مطلة علي البحر كالسودان المطل علي البحر الأحمر.. والسودان لديه علاقات راسخة مع الشقيقة تشاد والبلدين يكملان بعضهما البعض وهذا التعاون لصالح مواطني البلدين فهنالك مواطن بين البلدين يعيش تداخل أسني كبير جداً وبالتالي أي نشاط تنموي تقوم به أي حكومة من الجانبين هو حتما يصب في مصلحة دعم العلاقات ودعم الحكومتين.
في فترة الأربعة سنوات التي شغلت فيها منصب نائب رئيس البعثة الدبلوماسية بانجمينا خلقت شعبية كبيرة في تشاد إلي ماذا تعزو ذلك؟ قال : أولاً أشكرك أخي سراج النعيم علي مشاركتي حفل وداعي فأنا لم أكن أتخيل أن أجد كل هذه الحفاوة الكبيرة من الأخوة التشاديين الذين جاءوا للنادي السوداني بعددية كبيرة جدا بما فيهم من لم تتم دعوتهم لضيق الوقت الذي نظم فيه الحفل فطوال تلك الفترة المنصرمة رسخنا للجانب الآخر للدبلوماسية الشعبية في التعامل مع الشرائح المجتمعية المختلفة علما بأن التشاديين ليسوا بالبعدين عنا لذلك خلقنا معهم صلات وصداقات وتلقينا الدعوات التي دخلنا بموجبها منازلهم وزارونا في السودان واستطعنا خلق علاقات مع كل المسئولين في تلك الفترة ضف إلي ذلك الاهتمام الشخصي من جانبي بتاريخ القارة الأفريقية وأهمية هذا الإقليم هو الحزام السوداني الممتد من داكار وحتى جيبوتي.. وتشاد هي السودان الأوسط فهو إقليم متداخل ثقافيا وفيه مكونات مهمة جدا حيث فيه أثر تلاقح ثقافة عربية وافريقية واغلبه يدين بالدين الإسلامي خاصة في الحزام السوداني وعليه هنالك لغة شبه مشتركة إلي جانب تفاصيل كثيرة في التراث وبالتالي أنت تجد نفسك في دولة ( 50% ) من مهمتك منتهية لأنك تأتي إلي شعب كالشعب التشادي فالطريق ميسر جدا لأنك تستطيع أن تكون علاقات مكتسبة من خلال الالتقاء بالناس وعملك المرتبط بهم فأنت تجد أمامك أرضية جاهزة بحمدالله وبمساعدة الآخرين الأخوة في البعثة الدبلوماسية في السفارة السودانية بانجمينا والمسئولين في الخرطوم بوزارة الخارجية قدموا لنا كل الدعم.
السودان حاضر في تشاد من خلال مدرسة الصداقة السودانية والتشادية وشارع الرئيس الراحل جعفر محمد النميري والنادي السوداني الذي شيده الرئيس عمر البشير لماذا لم يتم التوثيق لها إعلامياً بالصورة التي ترسخ ذلك في الأذهان السودانية والتشادية؟ قال : مما لاشك فيه هنالك تقصير في الجانب الإعلامي رغما عن أن هنالك مبادرات من بعض الأجهزة الإعلامية وأن كان هنالك صحف وفضائيات تأتي من وقت لأخر واذكر منها قناة النيل الأزرق التي قامت بعمل توثيقي لمدرسة الصداقة السودانية التشادية بانجمينا وخصصت التوثيق لتشاد قبل عامين من تاريخه ولكن دور المدرسة كبير جدا ومجهول فهي ليست مدرسة واحدة إنما هي أربعة مدارس تبدأ من التعليم قبل المدرسي وحتى الثانوي وفيها مسارين مسار للذكور ومسار للإناث وهي مدرسة كبيرة جدا ويطلق عليها شعبيا مدرسة الرئيس الراحل جعفر محمد نميري الذي أسسها في العام 1971م وهنالك مدرسة مماثلة لها مدرسة الصداقة السودانية التشادية بمدينة ( ابشي ) التشادية ضف أليهم المؤسسات الآخري كالبنك الزراعي المشترك بين السودان وتشاد وكان هذا البنك بنكا خالصا في التبعية للبنك الزراعي ولكن اتفق الرئيسين عمر البشير وإدريس دبي علي أن يكون البنك مشتركا بين البلدين في العام 2011م ونحن نعتبره مؤسسة في إطار الجهود السودانية في تشاد وهنالك أيضا سودانير والنادي السوداني كعقار ومنشأة يتبع للسفارة السودانية بالعاصمة التشادية ( أنجمينا ) ولكن كنشاط يتبع إلي الجالية السودانية وأصدقاء الجالية من التشاديين أيضا وهو مؤسس بواسطة فخامة الرئيس المشير عمر البشير.
ماذا عن شارع الزلط الذي إنشاءه الرئيس الراحل جعفر محمد النميري؟ قال : ظل هذا الشارع الذي أشرت له في قلوب التشاديين باسم الرئيس الراحل جعفر محمد نميري.. لا يوجد شيء أفضل من الأسماء الأصيلة فهي تفرض نفسها.. فظل الشارع باسم نميري.. فخلد اسمه في وجدان الشعب التشادي.
اكتشفت من خلال وداعك أنك تؤلف الشعر وقد غنت لك الفرقة التشادية الشهيرة (التمبجاية) فماذا عنك في هذا الجانب؟ قال : الشعر في حياتي يجري في دمي منذ الطفولة فأنا نشأت في مجتمع ريفي والأبوين أيضا جاءا من مجتمع بدوي وعشت فترة من حياتي في الصبا الباكر في البادية والريف وأنا إنسان متأمل جدا في الطبيعة واهوي الأشجار والخضرة والريف إلي أن انتقلت إلي المدينة والتحقت بالدبلوماسية السودانية ، يوجد في وجداني أشياء كثيرة جدا ولا أنسي أن التراث أيضا نشأ في هذا المجتمع فأنا كنت مرتبطاً بالتراث السوداني وهو تراث مربوط بالشعر والفن وكل ما هو جميل فانظر للعالم من حولنا تجد أن السودان بلد الفن بلا منازع.. عليه قد تكسبنا بكلمة طيبة.. وقد تخسرنا بكلمة غيرها.. فبالتالي توجد في دواخلنا السمتان.. فهذه هي الشاعرية فالوالدة فاطمة بنت الكنان شاعرة تقرأ لنا منه الكثير جدا ويبدو أنها أثرت فيّ كثيرا وأن كنت لا اسمي نفسي شاعرا ولكن كثيرا ما كتبت الشعر الذي توجد في إطاره إشارة إلي ديوان شعر بعنوان ( دعوا الإزهار تنمو ) وهنالك قصائد كثيرة جدا منها القصائد التراثية والمحاولة التي استمعت لها بصوت فرقة التمبجاية التشادية هي قصيدة ألفتها في ظل العلاقات السودانية التشادية وألهمني إليها العلاقات المتداخلة بين البلدين ورجعت فيها إلي التاريخ المتمثل في الرحلة الحجازية رحلة الحجيج حيث أنني تأملت في الحاج الذي يأتي من أقصي أفريقيا عبر القوافل مرورا بالسودان إلي مكة المكرمة ويظل هناك إلي أن يعود وقد يطيب به المقام في السودان أو تشاد فالإنسان في هذه الحالة ناقل للتراث كلنا نتأملها فأنا تأملتها هنا ووقفت عندها علي مدي الأربعة سنوات الماضية وكنت من خلالها انصح الأخوة في الأجهزة الإعلامية أن كانوا في السودان أو تشاد أن ينتجوا عملا مشتركا بين البلدين أن كان توثيقياً أو دراميا عن رحلة الحج وبالتالي القصيدة فيها محاكاة للرحلة سالفة الذكر في شكل علاقات بين السودان وتشاد وكان أن دفعت بالقصيدة للأخوين آدم وسراج بفرقة التمبجاية وهي فرقة في المقدمة وكان أن عجبتهما وكان أن تفاجأت بهما يغنيان قصيدتي في حفل وداعي بالنادي السوداني.
بما أن الفنانين في تشاد كُثر هل تعاملت معهم كشاعر؟ قال : أبداً فأول تعامل فني بالنسبة لي كان مع فرقة التمبجاية التشادية.. وهم هنا لهم دور كبير جدا في الأغنية الوطنية والتراثية والحديثة وعليه تجدهما محبوبين ومتميزين جدا في تشاد وهما أصدقاء بالنسبة لي وبالتالي منحتهما القصيدة خاصتي كمحاولة فلم أكن أتطلع لان أعطي نصا شاعريا لكي يغنيه أي فنان ولكن توفر إلي من خلال وجودي بتشاد تأليف عددا من القصائد أن شاء الله تري النور في شكل ديوان وهي مربوطة جدا بالتراث.
من الملاحظ أن الفنانين السودانيين يسيطرون علي ساحة الموسيقي والغناء في تشاد؟ قال : أولاً أرفض كلمة سيطرة علي الساحة الفنية في تشاد.. ولكن الأغنية السودانية فرضت نفسها للشعبية الكبيرة التي تحبها.. والأمر ليس محصوراً في تشاد لوحدها فالأغنية السودانية موجودة في الكاميرون ونيجيريا والنيجر وحتى في شمال أفريقيا سمعت الأغنية السودانية في جنوب الجزائر فأنت تسمع الناس يسمعونها في الخيام وعبر ليبيا عندما أتي اللاجئين إلي تشاد بعد الأحداث التي شهدتها الجماهيرية كان معهم شرائط الكاست الذي كانت في معيتهم أغنية وردي ( الطير المهاجر ) وكل أغاني الحنين السوداني وهنالك أخوة تشاديين يسمعون أغاني سودانية دون أن يعرفوا هويتها.. لذلك الأغنية السودانية للتشاديين تعتبر تشادية فوجود عدد كبير من الفنانين السودانيين يؤكد أنهم مرغوبين في تشاد ما يعني صلة الوجدان التشادي بالوجدان السوداني وليست المسألة مرتبطة بالسيطرة فالتراث التشادي في هويته ليس بعيدا عن السودان وهنالك ظاهرة جديدة هي أن الأغنية التشادية بدأت تنتقل إلي السودان مثلا أغنية ( التمبجاية) المعروفة.. فالأغنية السودانية إذا تحدثنا عنها من خلال الكبار الراحل محمد عثمان وردي، عثمان حسين، حمد الريح، عبدالقادر سالم وآخرين لا يسع المجال لذكرهم جميعا.. فهم من أساطين الفن الذين تحفظ أغانيهم حتى إذا توجهت إلي الريف ورعاة الإبل والبقر أحياناً تجدهم يحفظون أغاني سودانية عن ظهر قلب.. ويأتون النادي السوداني لأن الوجدان التشادي قريب من الوجدان السوداني.
في فترة ما كانت رحلات الفنانين والفنانات إلي مدينة ما يدوغري النيجيرية قد خلقت ثورة غضب في الأوساط السودانية باعتبار أن هذه الرحلات يدور حولها لغط.. وهاهي نفس الظاهرة تنتقل من هناك إلي العاصمة التشادية ( أنجمينا ) التي تمثلت فيها الحفلات في شكل (جلسات الصوالين) في غالبها الأكبر.. فما هو دور السفارة السودانية في الحد من تمدد الظاهرة بما في ذلك الفنانين الذين يأتون لتمثيل السودان؟ قال : نيجيريا تربطنا بها علاقات قوية جدا.. وعليه ليست لدي فكرة أن هنالك فنانين ينجرون وراء هذا التيار ولكن السفارة السودانية بالعاصمة التشادية ( أنجمينا ) لا تتدخل في شكل التعاقدات التي تتم مع الفنانين فيما يخص زيارتهم وإحياء الحفلات سوي أن كانت مناسبات أفراح خاصة بالأسر أو الحفلات الشعبية ثانيا هي محمية بنص الاتفاقيات المتمثلة في حرية الحركة لذلك لا نتدخل في هذه المسألة أصلا.. فالكثير من الفنانين والفنانات يأتون إلي تشاد بتعاقدات خاصة لجهات تشادية في إطار أفراح الأسر ومناسبات أخري.. وأحياناً بعض الجهات تسير قوافل منها قافلة مهمة جداً سيرها مجلس الصداقة الشعبية وأمنت التوأمة بين البلدين وكان أن جرت فيها اتصالات بالسفارة باعتبار أنها ممثلة للدولة فهيئنا لهم بعض الاتصالات في الخرطوم ولكن رغم التعاقدات الخاصة بالفنانين والفنانات هم ليسوا بعيدين عن السفارة السودانية بانجمينا فالبعض منهم يتصل ويضعنا في الصورة ونحن بدورنا نخطر لهم الجالية السودانية لتقيم لهم حفلا في النادي السوداني ولكن لا تدخل السفارة في التعاقدات.
ننتقل بك من محيط الفن إلي الثقافة وتداخل القبائل السودانية التشادية علي الحدود المتاخمة بين البلدين؟ قال : من الصعب جدا تسمية القبائل السودانية من كثرتها وإذا حاولنا تعديدها سنسقط قبيلة من القبائل ولكن بصفة عامة حصرت في تصريحات المسئولين علي مستوي قمة البلدين حيث أنهم أشاروا إلي أن هنالك ( 18 ) مجموعة قبيلة أسنية متداخلة بين السودان وتشاد وعندما تقول أسنية يعني أنها كثيرة وهذا التداخل في منطقة دارفور الشريط الغربي منها وتشاد الشريط الشرقي منها ولكن دعني أقول إنني توقفت في تلك المناطق فإذا وضعت مرآة معكوسة للحدود بين البلدين فإن هذه المرآة ستعكس حقيقة الجانب الذي تغطية من تحتها الحدود وكلما ذهبت بعيدا الصورة تصبح صغيرة بمعني أنه في الحدود بين الدولتين توجد ثقافة مشتركة وكلما تعمقت في السودان وتشاد تقل هذه الثقافة وفقا إلي نظرية المادة فالمادة تنتقل من التركيز إلي الأقل تركيز وعليه كل الفضاء الممتد من بحيرة تشاد إلي البحر الأحمر يوجد تداخل كبير جدا ضف إلي ذلك ظاهرة تداخل الثقافة ما بين الخرطوم وأنجمينا والمدن الكبيرة في البلدين وأيضا مسألة قبائل ونقاء عرقي فنالك تداخل بين قبائل سودانية مع قبائل تشادية تجعل الإنسان يصمت عن حدود فاصلة وواضحة بين الدولتين وكلها متداخلة.
مابين الشعر والدبلوماسية هل الموهبة أصقلتها بكثرة التسفار؟ قال : كل هذه الأسباب اجتمعت وأدت إلي هذه النتيجة وشخصيا كنت أتأمل هذه الجزئية فأعتقد أن الدبلوماسية تقيد الدبلوماسي بحدود عمله والانضباط المهني فأما الشعر فشكل من أشكال التعبير الفني فيه نوع من الهروب من هذا الواقع فما يمكنك أن تعبر به من خلال الشعر لا يمكنك أن تعبر عنه بتصريح قد يؤدي إلي خلط فهم خاطئ وبالتالي قد يكتب الدبلوماسي الشعر والقصة ويبعد في ممارسة مهنته عن كتابة المقال لأنه قد يمس مسائل سياسية وكثير من الدبلوماسيين عندما يتركون العمل الدبلوماسي ينتجون مقالات كثيرة في الدوريات والبحوث التي كان لا يمكنه أن يصرح بها حفاظا علي طبيعة المهنة الدبلوماسية ولكن كسر هذه القاعدة أهرامات كبيرة مثال السفير محمد احمد كان قاص والراحلين ابوأمنة حامد ،سيداحمد الحردلو، صلاح احمد إبراهيم وآخرين كثر قد لا تسعفني الذاكرة وآخرهم الأخ السفير خالد عبدالرحمن وعددهم كبير جدا ولا أصنف نفسي من بينهم.
من خلال عملك الدبلوماسي لابد من أنك شعرت بالغربة في دول فيما أنك شعرت بأنك في وطنك السودان؟ قال : صحيح هنالك البون شاسع ما بين دول الجوار السوداني التي فيها تداخل ثقافي تكون مهمتك فيها أيسر ولا ننسي مع ذلك أسرة الدبلوماسي وعلاقته الاجتماعية تلعب دوراً كبيراً جداً في هذا الجانب وهنالك جانب آخر غير مرئي هو علاقتنا بالدبلوماسيين في البعثات الآخري هنا في العاصمة التشادية ( أنجمينا ) لنا صلات مع أخواننا في الدائرة الأفريقية.. والعربية.. والآسيوية.. والأوروبية.. ونلتقي بهم في الأندية والمناسبات العديدة في تبادل الدعوات وبغض النظر عن اللغة الدبلوماسي يشارك معك في مناسباتك ويتعرف علي تراثك الذي تمثل به بلدك الذي تعكس ثقافتك وهيئتك.
ما الدور الذي ننتظره من تشاد في ملف مفاوضات سلام دارفور بالدوحة؟ قال : تشاد هي أساسا تلعب دوراً كبيراً وايجابيا في دعم صناعة السلام بإقليم دارفور.. وهو دور واضح للعيان فبالأمس القريب كانت الزيارة الناجحة للرئيس إدريس دبي.. من منطلق اهتمامه بالعلاقات السودانية التشادية .. والاستقرار في كل الإقليم مع شقيقه الرئيس المشير عمر البشير وبالتالي الدور كبير بحكم الجوار و تداخل الحدود البالغة ( 1300 ) كيلو واهتمام تشاد بدارفور وعندما انفجرت الأزمة بهذا الإقليم لجأ الأهل هناك إلي تشاد وبالتالي تشاد ليست غريبة علي السودان.
ما الدور الذي يمكن أن تلعبه الدبلوماسية السودانية في الأحداث الدائرة في سوريا.. مصر.. ليبيا.. تونس؟ قال : دور السودان دور كبير جدا.. فالسودان دولة من الدول الإقليمية المؤثرة في أفريقيا عبر الاتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية ومنظمة الساحل والصحراء ( س.. ص ) التي سينعقد اجتماع مكتبها التنفيذي في بداية يناير وغالبا أن تقام في الخرطوم وهو المجلس الوزاري المصغر وهكذا السودان ناشط دبلوماسيا في الأمم المتحدة أي أننا لدينا وزن إقليمي كبير جدا ومشاركة القيادات الدبلوماسية في كثير من المحافل التي بدورها تعالج الكثير من القضايا.. فالسودان له وزنه الكبير والمقدر وهنالك الدائرة الأفريقية قريبة جدا لنا حيث أنها تشترك معنا في الحدود لذلك دور السودان فيها فاعلا وكبيراً ولكن أزمة دارفور في السودان والجنوب حتى تقرير المصير قد تكون في فترة من الفترات خصماً علي دورنا الكبير جدا المعروف في التاريخ.
في الختام ماذا تقول؟ قال : أولا أشكرك أخ سراج علي زيارتك لنا في تشاد ومشاركتك لنا حفل وداعنا بالنادي السوداني بواسطة السفارة والجالية السودانية.. فأنا كثيرا ما اسمع باسمك ومرحبا بك في تشاد فالحوار ثقافي عرجت به إلي بعض القضايا السياسية.
الخرطوم : سراج النعيم
[/JUSTIFY]
السفير الزين من الوجوه النيرة التي اضاءت للسودان افاقا عراضافي افريقيا عموما وفي تشاد على وجه الخصوص وهو بتواضعه هذا رسم كثيرا من العلاقات الحميمة مابين السودان وتشاد …نامل للسودان ان يستفيد من طاقاته وعلمه وحفظه للتاريخ ونبضه وتنفسه للدبلوماسية الراقية
الزين إبراهيم حسين من الأسماء السودانية التي ظلت في وجدان المجتمع التشادي لما ترك خلفه من محامد فكان دبلمياسيا بامتياز ورجل الاجتماعيات تجده يشارك الجميع في افراحهم واتراحهم وفي الجامعة بين الطلاب يشجعهم ومع أهل الفن فنان بارع. .بحق وحقيقة الزين إبراهيم حسين عكس صورة السودان المشرفة بقيمها ومبادئها واخلاقها ومن خلاله تعرف الكثير عن السودان الحقيقي.